حصيلة الدورة التاسعة للمعرض الوطني للكتاب المستعمل بساحة السراغنة بالدار البيضاء

7/12اليوم الثاني عشر:
  زينت قاعة الندوات بالورود في اليوم الثاني عشر، احتفاءً بثلة من المبدعين المغاربة، عبر لقاءات مفتوحة، ابتدأت بلقاء قدمته الأديبة صفية أكطاي الشرقاوي بكلمة تناولت فيها الأهمية الكبرى التي يلعبها هذا المعرض في تقريب الثقافة من المواطن، أما محمد محضار، الذي سير هذا اللقاء، فقد وضع أرضية عرّف خلالها بكل من الأديب عبد الكريم عباسي والشاعرة فاطمة غزالي، كما شارك في هذا اللقاء عبد الرحمان مسحت الذي قدم قراءة لرواية “ميلاد الوهم والتيه” لعبد الكريم عباسي حيث اعتبرها خاضعة لشروط الكتابة الروائية ، في حين اعتبر عبد الكريم عباسي أن هذا اليوم هو بمثابة عيد ثقافي، مشيرا إلى أن الكتابة بالنسبة إليه هي مزج بين الواقع والخيال، وأن روايته هي محاكمة للواقع الصعب الذي يعيشه المعلم في الجبل. أما الشاعرة فاطمة غزالي فقد اعتبرت أن الفضل في صدور ديوانها “لن تحتضر أشواقنا” يعود بالدرجة الأولى إلى أصدقائها الذين شجعوها، وقد قامت بقراءة بعض الأبيات من هذا الديوان.وتخلل هذا اللقاء تقديم الأستاذة صفية أكطاي هدية أحسن قارئ التي نالها القارئ عبد الهادي بزاخ، ليختتم اللقاء بقراءة عبد الكريم عباسي فقرة من روايته “ميلاد الوهم والتيه”.
في اللقاء الموالي الذي نسق أشغاله نور الدين الدوامي في موضوع حول تجربة الروائي ابراهيم الحجري من خلال روايته “صابون تازة”، مشيدا بالطريقة التي استثمرت بها الرواية الثقافة الشعبية في عنونة روايته. وفي كلمته نوه ابراهيم الحجري بالمشرفين على المعرض لإخراجهم الثقافة من القاعات الخاصة إلى الشارع العام، مؤكدا أيضا على أن المبدع لا يكتب من فراغ ولا يأتي من عدم بل من تراكم الخبرات والتجارب، مؤكدا على الدور الكبير الذي لعبته البادية في بناء مخياله الأدبي، لأن المكان بالنسبة له عبارة عن شحنة إضافية للإنسان المبدع.
وفي جلسة اعتراف بالمثقفين وعطاءاتهم،  أكد شعيب حليفي على ضرورة تشييد ثقافة الاعتراف، معتبرا هذا اللقاء عربون محبة واعتراف بالمجهودات التي بذلتها كل من صفية أكطاي والطاهرة حجازي ومالكة طالب ومالكة عسال في الثقافة المغربية وفي العمل الجمعوي، ليقدم محمد فالح كلمة في حق عن الأديبة صفية أكطاي منوها بالدعم الكبير الذي تقدمه لفائدة الطلبة، وفي كلمتها نوهت الأستاذة صفية بهذه البادرة وبالدور الكبير لهذا المعرض في النهوض بالثقافة في المغرب، وقدمت لها درع التكريم مالكة غبار، في حين تكلفت زهيرة أيت بعيس بتقديم ورقة عن الشاعرة الطاهرة حجازي والدور الكبير الذي تلعبه في العمل الجمعوي، لتعبر المحتفى بها عن خالص اعتزازها وفخرها بهذه الالتفاتة وبتواجدها بهذا الحفل، وقدم لها درع التكريم المقاوم محمد برهماني، أما نسيمة النيسابوري فقد أكدت على أهمية الاحتفاء بنساء المجتمع، وقدمت ورقة تعريفية بالشاعرة مالكة طالب، ونظرا لغياب المحتفى بها نابت عنها ابنتها فاطمة الزهراء التي تسلمت درع التكريم من طرف الشاعرة أمينة الإدريسي، وقبل الختام أشار منسق اللقاء إلى أن مالكة عسال تعذر عليها الحضور ونابت عنها بثينة الليلي التي سلمها درع التكريم محمد عرش.
ومن الاحتفاء بالنساء إلى تقديم أعمال مجموعة من المبدعين، بحيث قامت صفية أكطاي بتقديم ورقة أشارت فيها إلى الأهمية القصوى لأدب السجون في الحياة العامة، وأن الحديث عن أدب السجون هو احتفاء بالحديث عن المحظور، لتقدم بثينة الليلي مدخلا عن الكاتب محمد ازويتة، الذي أكد في كلمته على أن كتابه ” ميشيل فوكو وقضايا السجون ” هو محاولة للبحث عن بدائل جديدة غير السجن. كما عرفت صفية أكطاي الحضور بكتاب ” العين والليل ” لعبد اللطيف اللعبي الذي اعتبرته من أبرز الكتابات الأدبية الخاصة بالسجون، وقدمت بعد ذلك نبذة عن الكاتب محمد شروق، الذي قدم كتابه ” أنا والسرطان ” معبرا عن تجربة رائدة في مجال الكتب العلاجية بالمغرب.
واختتم هذا اليوم بندوة في موضوع “الشباب وعصر إثبات الذات”، سير أشغالها محمد فالح الذي اعتبر أن الشباب هم مستقبل هذا الوطن، ومن له القدرة على النهوض بالمجتمع، وأكد محمد الخسواني في ورقته على أن المبادرة الحرة والمسؤولية والمثابرة هي طريق إثبات ذات الشباب، أما عبد اللطيف خربوش فقد أشار إلى إشكالية عزوف الشباب عن الندوات وعن التفاعل مع الأنشطة الثقافية، وأنهى هشام أيت علا الندوة بتأكيده على أن إثبات الذات مسألة فطرية في الإنسان.

اليوم الثالث عشر:
افتتحت أنشطة اليوم الثالث عشر باللقاء التقديمي مع  الإعلامي محمد الغيداني، الذي قدم مؤلفيه: “الإعلام السمعي البصري الأمازيغي ومسألة الهوية” وكتاب “للإذاعة المغربية أعلام”، نسق أشغال هذا اللقاء الزهرة الغلبي التي قدمت نبذة عن الكاتب وتكوينه المعرفي والعلمي، واعتبرت مؤلفه الثاني “للإذاعة المغربية أعلام” بادرة حسنة كونه أول وثيقة تؤرخ للإعلام الإذاعي المغربي. وفي كلمته اعتبر الإعلامي محمد الغيداني أن  كتابه الأول دفاع عن الإذاعة الأمازيغية التي لم يؤرخ لها أحد، أما الكتاب الثاني فهو تجميع للأعلام المغاربة في مجال الإعلام.
وتكلفت مؤسسة الزرقطوني، في ثاني نشاط لهذا اليوم، بتقديم كتابين: الأول هو كتاب “ذاكرة مقاوم” للحاج بوشعيب مؤدب، والثاني كتاب “مسار مقاوم” لفاطمة الأزرق، في لقاء سير أشغاله أسامة الزكاري الذي أشاد بالدور الكبير الذي لعبه بوشعيب مؤدب خلال فترة الاستعمار، مشيرا إلى أن تجربته تجربة غنية وثرية.   وفي كلمته أعاد بوشعيب مؤدب الذاكرة إلى علاقته بالشهيد محمد الزرقطوني وعديد القصص التي عاشوها إبان الاستعمار، ليختتم اللقاء بمداخلة فاطمة الأزرق نجلة المقاوم محمد الأزرق التي نوهت بالمجهودات التي يبذلها كل من المشرفين على المعرض وأعضاء مؤسسة الزرقطوني، وقدمت سيرة والدها وبعض الشذرات عن تجاربه وأصدقائه، وقالت أنها اعتمدت في كتابها على الرواية الشفهية كمصدر أساس، نظرا لاحتفاظ ذاكرتها بكل ما كان يسرده الوالد في الطفولة.
ومن ذكريات رجال الماضي إلى جهود شباب الحاضر، قام مجموعة من الطلبة الباحثين بتقديم ثلاث روايات في لقاء نسق أشغاله محمد فالح، منطلقا من كون الرواية استطاعت استقطاب مؤلفين من حقول معرفية مختلفة، لقدرتها على تضمن موضوعات متعددة، واعتبر الرواية ككرة ثلج ساقطة من أعلى الجبل تجمع بصيغها المختلفة كل ما تجده في طريقها. واهتم المهدي أيت بعراب نيابة عن الباحثة سارة الأحمر التي تعذر عليها الحضور، بتقديم رواية “ساق الريح” في ورقة وسمتها الباحثة سارة ب”الكتابة والحلم في رواية ساق الريح لليلى مهيدرة” اعتبرت فيها أن الحلم هو محرك هذه الرواية المتعيشة على أجناس أخرى كالرسائل والأشعار والمونولوج، وأكد في النهاية على أن كل كتابة إنما هي حلم وتحرر من قيود الواقع. أما لطيفة لمغاري التي قدمت رواية “طقوس العبث” لعبد الرحيم بهير، فقد أشارت إلى أن هذه الرواية جعلت من الحيرة النفسية أمام المعتقد متنا خاصا لها، اشتغلت عليه من زوايا المادية والعقلية.
واختتم مداخلات هذا اللقاء عبد الجليل أنوار بتقديم ورقة نقدية حول رواية “دوار الكية”، عنونها بـ”شعرية المكان في رواية دوار الكية لهشام ناجح”، أشاد فيها باحتفاء هذه الرواية بالمحلية الطافحة مكانا وزمانا وأحداثا وشخصيات واعتبرها بمثابة تأريخ لمنطقة دكالة، لينتهي اللقاء بكلمة للروائي عبد الرحيم بهير الذي أشاد بهذه الالتفاتة، متحدثا عن عوالمه الروائية التي يتقاطع فيها التخييلي بالواقعي بهواجس الكاتب التي لا تفتأ تولد مع كل رواية.
 إنجاز: محمد فالح

Related posts

Top