> عبد الغني فوزي
نظم فرع اتحاد كتاب المغرب بالفقيه بن صالح حفل قراءة وتوقيع للمؤلف الحواري ” صلاح بوسريف ، قلق الحافة ” : حوار عبد الغني فوزي ” . وذلك يوم السبت 5 مارس ، بثانوية الكندي التأهيلية بالفقيه بن صالح ، على الساعة العاشرة صباحا، بقاعة العروض . قدم في البدء القاص والروائي محمد فاهي مسير الجلسة أفكارا أولية عن هذا اللقاء الثقافي الذي يتمحور حول الكتاب الحواري ” قلق الحافة”، وهو ثمرة جهد مشترك بين الشاعرين صلاح بوسريف وعبد الغني فوزي . وهي فرصة لمعرفة هذا النوع من التأليف، في اتجاه ضبط خصائصة وجمالياته أيضا. بعد ذلك تقدم مدير المؤسسة الطيب بوعبيد بكلمة ترحيبية بالسادة الكتاب في ثانوية عريقة كانت معبرا لأسماء أدبية عديدة . متمنيا التوفيق لهذه الجلسة، ولكتابها في مساراتهم الأدبية والثقافية.
الأستاذ بركي البوعزاوي أدلى بورقة في مؤلف ” قلق الحافة ” ، معتبرا إياه من الكتب الجادة، ولو في شكله الحواري، لأنه يقدم أفكارا في الشعر واتجاهاته. وبالتالي يمكن للطلبة الاستفادة منه. كما أنه يدلي بمواقف وآراء بهدوء الباحث والمثقف العميق الذي ينتصر للفكرة. ومن جانب آخر سلط العارض الضوء على تقنية السؤال في صيغتها اللغوية المحكمة وغاياتها. فنحن في حاجة إلى تعلم السؤال أيضا كما يقول برنكي. إنه كتاب ممتع، في حاجة إلى قراءة هادئة، لأنه حوار مثيل بالبحث والتأليف.
الناقد المحجوب عرفاوي تقدم بورقة سماها برهانات “قلق الحافة”، معتبرا الكتاب مؤلفا مشتركا، بنى صرحا فكريا، في حاجة إلى التفاعل معه. كون الأسئلة حددت مواضيع عديدة ( الشعر، المثقف، المؤسسة، المدرسة المغربية والشعر، النقد..). وهي قضايا ملحة في الحياة والكتابة. وبالتالي، فالكتاب يطرح مواقف ويوضح منطلقات ومفاهيم واردة في كتابات بوسريف. الشيء الذي اقتضى من عبد الغني فوزي المحاور الإلمام بانشغالات الشاعر بوسريف، على مدار مؤلفاته العديدة والمتنوعة في الشعر والنقد ومقال الرأي .. وبقدر ما تعددت الأسئلة الهادفة والمحكمة الصياغة، كما يطرح عرفاوي، تتعدد الأجوبة غير اليقينية، والفاتحة لآفاق في البحث والتناول. الشيء الذي بإمكانه أن يحدث رجة في المشهد الثقافي الرتيب والقاتل.
الأستاذ عبد الغني فوزي المحاور في الكتاب، أدلى بما يشبه الشهادة في هذا العمل، معتبرا إياه عملا هادئا. وهو ثمرة سنوات من الحوار المتعدد بينه وبين الشاعر بوسريف كصديق، تحس معه بالمعنى الواسع لمفهوم الصداقة في الحياة والكتابة. في هذا الإطار، مؤلف ” قلق الحافة ” تطور حلقة بعد حلقة إلى أن اكتمل تأليفه ككتاب يمثل وثيقة مرجعية حول مواضيع، في حاجة دائمة إلى التفكيك والتحليل كتدريس الشعر في المدرسة المغربية، والمثقف و دوره، وعلاقة المبدع بالكتابة والمؤسسات .. وبالتالي فحين يخوض الشاعر صلاح بوسريف في هذه المسائل، فهو لا يقوم بذلك استعراضا أو كنوع من الحضور الاستهلاكي فقط. بل كتعبير عن القلق الذي يعتري الشاعر كما يقول عبد الغني فوزي.
الشاعر بوسريف، في كلمته البارقة والكثيفة الدلالة، أشار إلى أن فكرة الكتاب تولدت من خلال الحلقة الأولى من الحوار والتي تم الترحيب بها إعلاميا ومدى تفاعل الأصدقاء والقراء معها. مما دفعنا معا إلى الذهاب في هذه الحافة التي تجادل في مواضيع ملحة، منها وظيفة الثقافة في المجتمع التي تقتضي من المثقف الاضطلاع بدوره في التحليل الموضوعي والعقلاني في التناول والتأمل. وإذا حصل، ستتحول مدارسنا إلى مساحات للنقاش وتبادل الأفكار كما كان حاصلا في السابق. ومن جهة أخرى فالكتاب ليس ملكية خاصة، بل يتغيى إثارة الاسئلة وإرباك الثابت والمتكلس. لهذا في كثير من الأحيان، كنت أرد على السؤال بسؤال بكيفية مغايرة طبعا. فنحن في حاجة إلى ثقافة السؤال كما طرح الشاعر بوسريف.
كانت صبيحة باذخة حقا، نظرا للقلق المنثور على هذه الحافة التي غدت بحجم قاعة . والمأمول في ” قلق الحافة ” أن تتسع، لتغدو مجتمعا وحياة.