حاول أعضاء حلف شمال الأطلسي الثلاثاء إعطاء ضمانات لكييف بتأكيدهم أن “مستقبل أوكرانيا هو في حلف الأطلسي” لكن بعيدا عن توقعات رئيسها فولوديمير زيلينسكي الذي طالب التحالف بتحديد جدول زمني لانضمام بلاده إليه.
وفي ختام اليوم الأول من اجتماعات قمة الحلف في فيلنيوس، العاصمة الليتوانية الواقعة على بعد حوالي 35 كلم من الحدود مع بيلاروس حليفة روسيا، دافع الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ عن الصياغة “القوية” التي اعتمدت بعد مداولات شاقة.
وقال في ختام اجتماع استغرق عدة ساعات “سنكون قادرين على توجيه دعوة إلى أوكرانيا للانضمام إلى الحلف حين يقرر الحلفاء ذلك وحين تتوافر الشروط” حيث فض ل قادة الدول الأعضاء الـ 31 في الحلف اعتماد صيغة دبلوماسية متزنة.
وقبل ساعات من ذلك، وقبيل وصوله إلى فيلنيوس، ند د الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بترد د الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بعد 18 شهرا على بدء الغزو الروسي لبلاده.
وكتب زيلينسكي على تويتر “يبدو أن ه ليست هناك أي نية لمنح أوكرانيا دعوة إلى حلف شمال الأطلسي ولا لجعلها عضوا في الحلف”.
وشدد زيلينسكي على أن “التردد هو ضعف”، معتبرا أن “عدم تحديد أي جدول زمني للدعوة أو لانضمام أوكرانيا إلى الحلف هو أمر غير مسبوق وعبثي”.
وحذر الرئيس الأوكراني من أن ذلك “يعني أن ثمة نافذة ما زالت مفتوحة للمساومة على انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي في مفاوضات مع روسيا”، ما سيشجع موسكو على “مواصلة إرهابها” بحق كييف.
وبعيد انتهاء اليوم الأول من القمة أكد زيلينسكي في خطاب ألقاه أمام حشد في فيلنيوس أن بلاده “ستجعل الحلف أقوى” في حال انضمامها إليه.
ميدانيا، أكدت موسكو أن قواتها نجحت في التقدم مسافة 1,5 كلم في قسم من الجبهة قرب ليمان في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.
وردا على سؤال حول خيبة أمل محتملة من كييف، دافع ستولتنبرغ عن النتيجة التي تم تحقيقها، مشددا على كل الإعلانات التي صدرت في فيلنيوس.
وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أن مجموعة السبع (فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان وإيطاليا وكندا) ستصدر بيانا مشتركا الأربعاء حول “الالتزامات الأمنية” لصالح أوكرانيا.
وحتى قبل صدور البيان الختامي لقمة فيلنيوس، حذر الكرملين حلف الأطلسي من تداعيات “سلبية جدا” على الأمن الأوروبي في حال انضمام أوكرانيا إلى التحالف.
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف “هي بشكل واضح قمة للحلف لها طابع مناهض لروسيا تم التعبير عنه بقوة”.
وفيما كان صريحا جدا بتقديم مساعدة عسكرية كبيرة لكييف، أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن تحفظا أكثر بشأن وعود أوكرانيا بالعضوية في الحلف.
وتحدث الرئيس الأميركي حتى الآن عن اتفاق مماثل لذلك الذي يربط بين الولايات المتحدة وإسرائيل حيث تتلقى الدولة العبرية سنويا مليارات الدولارات من واشنطن كمساعدات عسكرية.
واستفاد العديد من الدول الأعضاء من لقاءات فيلنيوس للقيام بإعلانات جديدة لصالح كييف.
وتعهدت برلين بتسليم كييف أسلحة إضافية بقيمة حوالي 700 مليون يورو كما علم من مصادر حكومية ألمانية.
من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون تسليم صواريخ بعيدة المدى من نوع “سكالب” إلى أوكرانيا. وصاروخ “سكالب” هو النسخة الفرنسية من صاروخ “ستورم شادو” البريطاني، قادر على إصابة أهداف على بعد 250 كلم، وهو الأبعد مدى بين الصواريخ التي وفرتها الدول الغربية لأوكرانيا.
وأعلن مصدر عسكري فرنسي أن أولى صواريخ سكالب وصلت بالفعل إلى أوكرانيا.
وقال المصدر على هامش القمة إن “أولى الصواريخ سلمت في الوقت نفسه الذي كان فيه رئيسنا يعلن ذلك”.
وتأتي هذه الوعود لتضاف إلى عشرات مليارات الدولارات من المعدات التي سلمت لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي قبل أكثر من 500 يوم.
كما أعلنت أوكرانيا الثلاثاء قيام “تحالف” يضم 11 دولة لتدريب طياريها على مقاتلات أف-16 التي تطالب كييف بتسل مها لدعم هجومها المضاد .
وكتب وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف على تويتر أن “تحالفا لتدريب سلاح الجو الأوكراني على مقاتلات أف-16 تشك ل! اليوم وقعت 11 دولة شريكة وأوكرانيا مذكرة”. ويضم هذا التحالف بريطانيا وكندا ودولا أوروبية.
وقمة فيلنيوس هي الأولى التي تشارك فيها فنلندا التي أصبحت في ابريل الدولة الـ 31 العضو في التحالف العسكري.
وعشية هذا اللقاء تمكن الحلفاء من الحفاظ على وحدتهم عبر إزالة معارضة تركيا لانضمام السويد إلى الأطلسي. فقد انهي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاثنين أشهرا من الجمود بموافقته على إحالة طلب السويد لعضوية الناتو على برلمان بلاده للموافقة عليه.
وعرقلت تركيا طلب السويد للانضمام إلى الحلف الأطلسي متهمة ستوكهولم بإيواء ناشطين أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين.
أ.ف.ب