أطلقت وزارة الصحة، أول أمس الأربعاء، حملة وطنية للإشادة والعرفان بمجهودات مهنيي الصحة، وذلك اعتزازا بعملهم الجبار وتواجدهم البطولي على خطوط الدفاع الأولى لمواجهة جائحة كورونا.
وكما أوضح بلاغ للوزارة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، فإن هذه الحملة تأتي كذلك تقديرا للتضحيات التي بذلتها وتبذلها الأطر الصحية بكل فئاتها، بغرض تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنات والمواطنين وضمان استمراريتها، وذلك على الرغم من الصعوبات والإكراهات التي تعتري المنظومة الوطنية للصحة، كما يقول البلاغ.
وأشاد البلاغ بالانخراط القوي للأطر الصحية في إنجاح الحملة الوطنية للتلقيح، بحس عال من المسؤولية وروح التضحية والالتزام بقيم المواطنة، في ظرفية صعبة واستثنائية، مما جعل هذه الأطر تنال شرف التنويه والثناء من قبل جلالة الملك خلال خطاب العرش.
الحملة الوطنية التي تستمر إلى غاية 31 يوليوز الجاري، تأتي كذلك في إطار تثمين كفاءات القطاع والاعتراف بدورها في العمل على إنجاح الورش الملكي المرتقب لإصلاح المنظومة الوطنية للصحة والتأسيس للنموذج الصحي الجديد ببلادنا.
وتتضمن الحملة العديد من الدعائم التواصلية والوسائط التي ستبث على أمواج الإذاعة والتلفزة، وعلى الصفحات الرسمية للوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي.
الحملة تأتي بعد قرابة سنة ونصف من المعاناة اليومية للأطر الصحية في ظل مواجهة شرسة مع جائحة كورونا، حيث شكلت الشغيلة الصحية الدعامة الأساسية لتفعيل الجهود الجبارة المبذولة من قبل السلطات من أجل الحد من الآثار الصحية المدمرة لعملية انتشار الوباء في صفوف الساكنة.
وأظهرت الأطر الصحية المغربية، بجميع فئاتها، من أطباء وممرضين وأطر إدارية، طوال هاته الفترة، التزاما قويا وبروح وطنية عالية، في أداء مهامها على مستوى مختلف المصالح الصحية والمراكز الاستشفائية، مما مكن لحد الآن من السيطرة على الوباء بكيفية جيدة.
وقدمت الأطر الصحية في خضم ذلك العديد من التضحيات إذ أنها لم تسلم من الإصابة بالوباء اللعين الذي أسقط العديد من الشهداء في صفوف الأطباء والممرضين ومختلف فئات العاملين في القطاع، خاصة أنهم يشتغلون في ظل ظروف صعبة فاقمت الجائحة من تبعاتها المهنية والمادية والنفسية.
ومع توالي شهور الأزمة وارتفاع حدة التوتر في القطاع الذي حرم العاملون فيه من رخصهم السنوية واستمروا في أداء مهامهم بتفان، رغم غياب الحوافز وهزالة التعويضات، بدأ صبر الشغيلة الصحية في النفاذ خلال الأسابيع الأخيرة التي عرفت ارتفاع وتيرة الاحتجاجات والإضرابات من جديد، تعبيرا عن حالة الاحتقان التي تعم القطاع.
وتأتي مبادرة الحملة الوطنية لتثمين الموارد البشرية لقطاع الصحية بعد أن قامت الوزارة الوصية، في مطلع السنة الجارية، بإعطاء الانطلاقة لعملية صرف الشطر الأول من منحة “كوفيد” التي اعتبرتها الأطر الصحية، في حينها، خطوة إيجابية، رغم أنها انتقدت “هزالة” التعويض مقارنة مع التضحيات الجسام المقدمة. وتدرس الوزارة حاليا كيفية التجاوب مع مطالب الأطر الصحية بصرف الشطر الثاني من منحة “كوفيد” خلال الأسابيع المقبلة.
كما عملت الوزارة، مطلع مارس الماضي، على فسح المجال أمام التأشير على الرخص الإدارية للعاملين في القطاع الذين حرموا من العطل طوال السنة الماضية، وذلك لمواجهة حالة الإرهاق الشديد الذي قد يؤثر سلبا على أداء الأطر الصحية. وتشكل الحملة الوطنية لتثمين الموارد البشرية لقطاع الصحة مؤشرا إيجابيا آخر باتجاه التخفيف من حالة الإجهاد والاحتقان التي يعرفها القطاع، في انتظار خطوات أخرى فعلية للتجاوب مع المطالب بتحسين إطار وظروف العمل لجميع فئات العاملين فيه، بما يمكنهم من المساهمة بشكل أكبر في عملية تأهيل وتجويد الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
سميرة الشناوي