خبراء مغاربيون يتدارسون ربط الدول المغاربية في مجال الاتصالات الحديثة

احتضنت تونس، ورشة عمل حول السبل الكفيلة بتنفيذ البرامج المغاربية في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الحديثة. وأبرز الطيب البكوش الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، خلال افتتاح هذه الورشة ، مدى أهمية قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال الذي “أصبح اليوم محفزا أساسيا للتنمية في الدول” وعاملا لتطوير اقتصادياتها ومجتمعاتها.وأكد أن هذا القطاع عامل مهم في تسريع عملية الاندماج بين الدول ويعد الاستثمار فيه من أفضل الاستثمارات من حيث العائدات والمداخيل التي يجلبها، مشيرا إلى مساهمته الكبيرة في تشغيل الآلاف من الشباب.
وأضاف أنه نظرا للأهمية التي أصبح يكتسيها قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم، واعتبارا للدور المميز الذي أصبح يلعبه في التقارب بين الشعوب والأمم، وكذا دوره البارز في تفعيل التكتلات الجهوية، “ارتأت البلدان الأعضاء في اتحاد المغرب العربي توحيد جهودها من أجل بعث تعاون مغاربي في هذا المجال قصد خدمة التنمية الاقتصادية والبشرية في هذا الفضاء الاستراتيجي”. وأشار في هذا السياق إلى إنشاء المجلس الوزاري المغاربي المكلف بالبريد وتكنولوجيات الاتصال والمعلومات الذي يضم عدة لجان فنية تجتمع دوريا وتتباحث في المواضيع المتعلقة بالتعاون بين الدول الأعضاء في هذا القطاع.وسجل أيضا أن إحدى أهم النتائج المسجلة في هذا الميدان تتمثل في مشروع “خط ابن خلدون” للألياف البصرية الذي يربط بين هذه الدول بتكلفة فاقت 30 مليون دولار أمريكي.وأضاف أنه استكمالا لهذا الانجاز الهام وبغرض ربط الدول المغاربية في مجال الاتصالات الحديثة قامت الأمانة العامة للاتحاد خلال سنة 2011 بإنجاز دراستي جدوى بتمويل من قبل البنك الإفريقي للتنمية وذلك في إطار مبادرة “النيباد”، تتعلق الأولى بتجانس الإطار القانوني والتنظيمي لقطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتخص الثانية إنشاء وتأمين شبكة الاتصالات المغاربية ذات التدفق العالي”.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الورشة تندرج في إطار تنفيذ برنامج التعاون بين الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي ووكالة التخطيط والتنسيق للنيباد (الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا) برسم سنة 2017 من أجل دعم قدرات الاتحاد على تجسيد المشاريع المخصصة لفائدته في إطار برنامج تنمية البنية الأساسية في إفريقيا.ويشارك في هذا الاجتماع خبراء من البلدان المغاربية والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الحديثة.وينكب المشاركون خلال هذه الورشة على دراسة المواضيع ذات العلاقة بالتعاون المغاربي في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الحديثة ولاسيما السبل الكفيلة بتنفيذ برامج التعاون المقترحة ضمن دراستي الجدوى المنجزتين في سنة 2011 من قبل الأمانة العامة للاتحاد. وينتظر أن يقترح المشاركون خارطة طريق واضحة المعالم بغية تجسيد برامج التعاون المغاربي في هذا القطاع على أرض الواقع، لما لذلك من دور بارز وفعال في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية من جهة، وتسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي في المنطقة من جهة أخرى.

Related posts

*

*

Top