تمر مختلف دول العالم بمرحلة عصيبة خلال هذه الأسابيع، جراء تفشي فيروس كورونا، والمغرب واحد من البلدان التي يتوسع فيها الفيروس تدريجيا، بالرغم من الإجراءات التي باشرتها الحكومة المغربية للحد من هذا الوباء القاتل، من بينها الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية التي ابتدأت في 20 مارس الماضي، وستمتد إلى غاية 20 أبريل الجاري.
ويرجع هذا التزايد في الأرقام الذي تعدى 1700 حالة إصابة بكوفيد 19 إلى عدم التزام بعض المغاربة بالإجراءات المتخذة التي من ضمنها الجلوس في المنزل، وعدم الخروج إلا للحالات الضرورية، من قبيل العمل والتبضع أو التطبيب.
وعلى الرغم من حملات التوعية والتحسيس التي يباشرها الأطباء بوزارة الصحة ووصايتهم للمغاربة بالتعقيم والنظافة وملازمة البيت، إلا أن العديد من المواطنين يخرقون حالة الطوارئ الصحية، بخروجهم إلى الشارع بدون سبب وجيه.
وبحسب آخر الإحصائيات للمديرية العامة للأمن الوطني فإنه تم توقيف حوالي 28 ألفا و701 شخصا، بفعل خرقهم لقرار الحجر الصحي بالتجمهر والعصيان والتحريض على الخروج إلى الفضاءات العامة لغير الضرورة أو بدون حمل وثيقة التحرك خارج البيت.
وبفعل هذه التصرفات غير المسؤولة التي يقدم عليها القليل من الأشخاص، يصعب الحد من جائحة كورونا، ومن تم سنكون مطالبين بزيادة المدة الزمنية للحجر الصحي الذي يعتبر الحل الوحيد للنجاة الجماعي من الوباء، في ظل عدم وجود لقاح فعال ضد الفيروس.
ويحذر محمد اليوبي مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، بشكل يومي خلال ندوته الصحفية المسائية، من خرق المغاربة لتعاليم السلطات العمومية، وكذا عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من عدوى الفيروس الذي يتسم بسرعة الانتشار، لاسيما وأنه تم تسجيل بؤر محلية في أوساط عائلات مغربية.
ويرجع سبب هذه البؤر بالدرجة الأولى إلى الخروج إلى الشارع بدون سبب، وفي غياب إجراءات السلامة والوقاية الصحية، ومن تم فإن الجميع ملزم اليوم باتخاذ مزيد من الحيطة والحذر لتخطي جائحة هذا الفيروس.
وبحسب المديرية العامة للأمن الوطني، فإن مدينة الدار البيضاء، تأتي على رأس المدن المغربية التي تم توقيف بها أكبر عدد من الاشخاص، الذي وصل إلى 4331 موقوفا، تليها الرباط بـ 3767، ثم القنيطرة 3346، ووجدة 2904، ومراكش 2589، وأكادير 2288.
كما تم اعتقال 2050 بمديرية أمن سلا، متبوعة ببني ملال 1041، وفاس 994، وورزازات 597، ومكناس 931، وسطات 556، وتطوان 647، والجديدة 635، والرشيدية 448، والعيون 420، وطنجة 564، وتازة 207، وأسفي 261، و أخيرا الحسيمة 125.
وفي هذا الروبورطاج ننقل بعض الصور لحالات خرق الطوارئ الصحية بالمغرب، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالتعاليم الوقائية في الفضاءات العامة بمدينة الدار البيضاء، وهذه المؤشرات كلها ستلزم المغرب بمزيد من الصرامة، كما ستدفع به إلى تمديد فترة الحجر الصحي بالمنازل إلى حين انخفاض مستوى انتشار الفيروس بالبلاد.