بيان24: فنن العفاني
ناشد خط الشهيد، الحركة المعارضة المنشقة عن قيادة البوليساريو، جلالة الملك محمد السادس إلى التجسيد الفعلي والميداني للحكم الذاتي الموسع من أجل إنقاذ أهالي المخيمات من مخالب ما أسمته بـ “القيادة الفاسدة التي تتاجر بمعاناتهم”، كما وجهت دعوة للأمين العام للأمم المتحدة وممثله الخاص كريستوفر روس لإشراكها في المفاوضات التي تشرف عليها المنظمة الأممية من أجل إنهاء النزاع، واستشارتها باعتبارها فاعلا أساسيا وجزء هاما من الرأي العام الصحراوي داخل المخيمات وفي الخارج.
وقال مربيه ربو، الناشط الحقوقي الذي ذاق عذاب السجون داخل مخيمات العار بتندوف، قبل أن يلتحق بأرض الوطن، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، تعليقا على هذا البيان الذي نزل في إطار تداعيات المؤتمر الرابع عشر لجبهة البوليساريو الذي وصف افتراء بالديمقراطي، (قال)، “إن بيان خط الشهيد معقول ووجيه، وما يطالبون به أيضا وجيه ومنطقي، ولا يمكن للأمم المتحدة ولا لأي جهة منصفة أن تهمل رأيهم في القضية لأنهم هم أيضا شريحة من المجتمع والمخيمات تعاني حاليا من مشاكل كبيرة، حيث يعم الفساد ويعاني الشباب من البطالة بينهم خريجو كليات ومعاهد عليا”.
وأضاف في تعليقه على الأوضاع المتردية داخل المخيمات، أن “جزء كبيرا من السكان الصحراويين الأصليين غادروا المخيمات، بعضهم انتقل إلى إسبانيا ومجموعات كبيرة انتقلت إلى موريتانيا ومجموعات أخرى التحقت بالمنظمات الإرهابية في الصحراء والساحل وحتى إلى بلدان في المشرق العربي، فيما قيادة البوليساريو جاثمة على صدور من تبقى من الساكنة منذ 1976، فمحمد عبد العزيز ومجموعته، مجموعة فاسدة، وهي حينما تعقد المؤتمرات فلكي تغير فقط المهام وتتبادلها فيما بينها”.
كما أن هذه المجموعة، يضيف المتحدث، “مجرد دمية تحركها الجزائر، فهي تقوم وتقعد بأوامر منها ولا تستطيع أن تتحرك أوتخالف المخابرات الجزائرية، فتجدهم في الاجتماعات دائما يطالبون بتأخير إنهائه ليوم الغد من أجل التشاور مع القيادة الجزائرية خاصة العسكرية، كما أن وفودهم في الخارج لا يمكن أن تتخذ قرارا إلا بتنسيق مع السفارة والقنصلية الجزائرية الموجودة في بلد الاجتماع”.
واعتبر مربيه ربو “أن هذه الأمور ملت منها الساكنة، كما ملت من الاستمرار من التواجد في الحمادة، في الخلاء تنتظر السراب، تحت سيطرة قيادة تتاجر بمعاناتهم وبآلامهم في ظل استشراء فج للفساد، حيث يملك القياديون شركات في الخارج ويملكون أيضا أسهما في رؤوس أموال مؤسسات تجارية ومنازل موزعة بين شواطئ إسبانيا والجزائر وبلدان أخرى”..
وأفاد مربيه ربو أن القيادة تعمل جاهدة ليستمر الوضع على ما هو عليه، ما دامت هي المستفيدة منه، في حين نجد السكان يعانون معاناة مريرة حقيقية، قائلا “إنها شهادة ليست من باب إطلاق الكلام على عواهنه بل هو واقع وفي إمكان أي ملاحظ نزيه إذا سمح له بزيارة المخيمات أن يقف عليه”.
وبشأن دعوة خط الشهيد للملك محمد السادس بالتجسيد الفعلي والميداني للحكم الذاتي الموسع، أشار المتحدث أن ترتيب هذا الجانب يتوقف على عهدة المغرب والأمم المتحدة والمنتظم الدولي، مستطردا بالقول “تلك مسألة فيها نظر”.
وفي سؤال لبيان اليوم حول ما إن كان بإمكان ساكنة في ظل هذا الواقع المرير الذي يطبعه الحصار والتسلط والحرمان من حرية التعبير وحرية التنقل، أن تقوم بانتفاضة داخل المخيمات، أجاب المتحدث بصيغة الواثق من حدوث الأمر “بالتأكيد.. الساكنة ستنتفض.. لأن هناك احتقانا كبيرا داخل المخيمات وهو يعم ليس فقط صفوف الساكنة بل أيضا داخل مجموعة القيادة نفسها”، واستدل في هذا الصدد بالتصريح الذي أطلقه مؤخرا المسؤول برتبة وزير في جبهة البوليساريو الحاج أحمد المكلف بملف أمريكا اللاتينية، والذي بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووجه فيه نقذا لاذعا للقيادة في الجبهة تزامنا مع المؤتمر الرابع عشر”.
وأشار مربيه ربو إلى الزلزال الذي أحدثه هذا التصريح داخل قيادة الجبهة حيث شكل موضوع الساعة والحديث اليومي للناس داخل المخيمات، مبرزا “أنه حاليا من المحتمل جدا أن تنطلق شرارة انتفاضة متعددة، فالشباب متذمر والنساء والكهول والأطر كذلك وهذا التذمر ليس وليد اليوم فهو سائد منذ عقود، ولهذا من غير المستبعد أن تنطلق في الوقت الراهن انتفاضة عارمة داخل المخيمات التي لم تعد فيها الساكنة تحتمل المزيد من القمع والتسلط والمتاجرة بمعاناتها”، يقول المتحدث.
يشار إلى أن اللجنة التنفيذية للجبهة الشعبية والتي يطلق عليها “خط الشهيد”، هي حركة معارضة لقيادة جبهة البوليساريو انطلقت من المخيمات المحاصرة بتندوف، وأصدرت نهاية الأسبوع الماضي بيانا دعت فيه إلى مقاطعة التعامل مع ما أسمته بـ “القيادة الفاسدة” بشكل نهائي معتبرة إياها “متسلطة ومغتصبة للسلطة.. ودعت في هذا الصدد جميع المواطنين المخلصين للانخراط في هذه المقاطعة”.
ووصف بيان خط الشهيد الذي تم تعميمه على وسائل الإعلام هذه القيادة بـ “غير شرعية، على اعتبار أن المؤتمر لم يكن مؤتمرا ديمقراطيا ولا شرعيا، وبالتالي فهي غير مخولة للتفاوض أو التحدث باسم الصحراويين”، كما دعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة “لبعث مراقبين دوليين مستقلين للمخيمات للتأكد مما يجري”.
خط الشهيد يدعو جلالة الملك إلى التجسيد الفعلي والميداني للحكم الذاتي
الوسوم