بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، اختارت دار الشعر المراكشية أن تحتفي بشعراء مغاربة، ينتمون لشجرة الشعر المغربي الوارفة، في ليالي الشعر والموسيقى، والتي أقيمت ضمن فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط.
واحتضنت قاعة رباط الفتح، ليلة 11 يونيو، حفل اختتام ليالي الشعر بحضور وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، والكاتب العام بالوزارة عبد الإله عفيفي، ومديرة مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات لطيفة مفتقر، ومدير قسم التعاون رشيد المسطفى، ووجوه تنتمي لعالم الثقافة والفن والإعلام وجمهور الشعر.
وقدم الشاعر مراد القادري، رئيس لجنة التحكيم جائزة الشعراء الشباب، والتي تتكون في عضويتها كل من الناقد والمترجم خالد بلقاسم والشاعر والناقد نبيل منصر، التقرير النهائي وإعلان المتوجين.
وتسعى هذه الجائزة، والتي أطلقتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى اكتشاف شعراء جدد، وتشجيع المواهب الشابة في مجال الكِتابة الشعرية، وتحفيزها على ارتيادِ عالمِ الإبداع. وقد تم تسجيل 83 مشاركة شعرية مثلت مختلف جهات المملكة، كما تضمنت مشاركة من ليبيا وأخرى من سلطنة عمان.
وقد حددت لجنة التحكيم الفائزين على النحو الآتي: الجائزة الأولى آلت إلى الشاعر الشاب إسماعيل أيت إيدار، من مدينة مراكش وأحد إشراقات “مشتل دار الشعر بمراكش”، عن قصيدة “قُبلة في أصيص”، وقيمتها 10.000 درهم ؛ الجائزة الثانية نالها الشاعر الشاب محمد أفاسي من مدينة تيزنيت، عن قصيدته “معراج القافية”، وقيمتها 7500 درهم. فيما آلت الجائزة الثالثة الى الشاعر الشاب يوسف كوزاغار من مدينة وارزازات، عن قصيدته “وقفات” وقيمتها 5000 درهم.
واحتفت الليلة الأخيرة بالشعراء: رشيد منسوم، خديجة أبي بكر ماء العينين، عمر الراجي، وعبد الرحيم سليلي، ضمن فقرات سهرت على تقديمها الإعلامية المرموقة لطيفة بنحليمة، وشهدت حضورا جماهيريا. قرأ الشاعر رشيد منسوم قصائد من ديوانه، “وداعا أيها الدغل مرحبا أيتها الفأس” والصادر عن منشورات دائرة الثقافة بالشارقة 2021، فيما اختارت الشاعرة خديجة أبي بكر ماء العينين، إحدى رائدات الشعر في الجنوب المغربي، أن تسافر بين “الواحات”. وعرج الشاعر عمر الراجي على قصائده، التي أمست تجد صداها الأثيري عند المتلقي، في حين اختار الشاعر عبدالرحيم سليلي أن يعود الى شالة وأجواء الرباط، ضمن قصائد تحتفي بالمكان.
وأحيت فرقة ألوان الغنائية الرائدة، الحفل الفني لهذه الليلة، بحضور عناصرها الأربعة المؤسسين لهذا المشروع الغنائي الحالم. دار الشعر بمراكش، وهي تعيد هذه الفرقة الى الغناء، تستعيد بعضا من الحلم المغربي لفرقة تأسست سنة 1973 (باسم المشاعل) وسافرت في التراث المغربي بأجمل الأغاني، وهي تمتح من الزجل بمضامين جديدة وأشكال موسيقية تواكب العصر..
وانطلقت ليالي الشعر بليلة السابع من يونيو، بقاعة رباط الفتح بفضاء المعرض، احتفاء بالتنوع الثقافي المغربي وبمشاركة شعراء وشاعرات ينتمون لشجرة القصيدة المغربية، في تعدد تجاربها وحساسياتها ورؤاها وأجيالها. في ليلة شعرية استثنائية، شهدت حضورا جماهيريا لافتا وعرفت مشاركة الشعراء: مصطفى ملح، يوسف الأزرق، النزهة أبا كريم، مليكة فتح الإسلام، الطاهر خنيبيلا، ورشيدة بوزفور، في افتتاح لهذا المشتل المتعدد للتجارب الشعرية المغربية. اصطحب الشاعر يوسف الأزرق “نوارس الصويرة” للمعرض، حين اختار أن يقرأ للمدينة وللشاعر، في حين أنشدت الشاعرة الأمازيغية نزيهة أباكريم، إنشادا وغناء، بينما قرأت الزجالة مليكة فتح الاسلام بعضا من ترحال الذات، وأسئلة امرأة هدها البوح.
واختار الشاعر الحساني الطاهر خنيبيلا “كافاته”، وهو يعرج بين مثون “لغنا” وأنهى مشاركته بقصيدة أهداها للوطن، وحط الشاعر مصطفى ملح، والذي سبق أن توج بجائزة المغرب للكتاب (صنف الشعر مناصفة 2019)، على أجنحة “تمارين لابد منها” في ترسيخ لخصوصية تجربة هذا الشاعر المغربي والذي انفتح على الكتابة للطفل. وأنهت الشاعرة رشيدة بوزفور ليلة الشعر بقصيدتين، أولى تهمس بأسئلة الكتابة والذات والثانية ضمن مشروع خطته بعناية لعبور الشعر الى الموسيقى العالمية.
وأحيت الفنانة المتألقة نبيلة معن ومجموعتها الغنائية برئاسة الفنان طارق هلال، الحفل الفني لهذه الليلة، في سفر بين “تراث الملحون” بزخمه الشعري والموسيقي، وأغاني تستحضر حضور القصيدة ومجازاتها في ليلة اختارت دار الشعر بمراكش أن تحتفي بالتنوع الثقافي المغربي. مشاركة تجارب شعرية مغربية تنتمي لأجيال وتجارب وحساسيات مختلفة، بانتماءاتهم الجغرافية المتعددة، صورة مصغرة لهذا الاحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة، والذي امتد من برامج دار الشعر بمراكش، وهي تعبر الجهات الست، من مراكش الى أقصى نقطة في الصحراء.. انتصارا لهذا التعدد الثقافي المغربي، والذي يعبر عن غنى الهوية المغربية وامتداداتها.