دوار «مزاب» نقطة سوداء بعمالة المحمدية

تزاحمت المشاعر و استعصت الكلمات في فم عزيز الخياطي رب الأسرة التي تعيش لوحدها داخل دوار هجره الجميع. مواطن يعول أسرته التي تعاني التهميش بعد إقصاءها من الاستفادة من عملية إعادة إيواء في إطار البرنامج الوطني مدن بدون صفيح.
مشهد مرعب و مخيف لمسكن وحيد منفي يحمل الرقم 12، مصنوع من بقايا القصدير و الصفيح و البلاستيك، وسط أنقاض دوار مزاب. تحوم حوله مجموعة من الكلاب الضالة و القطط إلى جانب القوارض التي تغزو المكان بشكل رهيب بسبب انتشار الخردة و القمامة و مخلفات هدم دور الصفيح.
تعيش عائلة السيد عبد العزيز خطابي المتكونة من زوجة و أربع أبناء، في ظل أوضاع اجتماعية جد مزرية وغير ملائمة، تفتقر للحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة، و ظروف العيش الآدمي نتيجة الهشاشة والفقر و الإقصاء وكذا الوضعية الاجتماعية الصعبة. تترقب، صباح كل يوم، طلعة مسؤول بعمالة المحمدية يبلغها استفادتها من السكن في إطار عملية إعادة إسكان قاطني دور الصفيح إلى جانب الأسرة التي استفادت من نفس الحي والتي تم ترحيلها. لكن الانتظار يطول والمسؤول لا يأتي.

بعد جولة بيان اليوم في هذا الدوار الذي يبدو كما لو أصابه زلزال نشر الخراب، حاولنا نوع الكلمات من رب الأسرة الذي اختلطت دموعه بلعابه وهو يحاول وصف الإقصاء غير المبرر الذي تعرضت له أسرته من قبل باشوية عين حرودة بالحي الصفيحي المعروف بدوار مزاب قراوش، التابع لعمالة المحمدية .
أفاد رب الأسرة بأنه مكث بالحي الصفيحي منذ سنة 2011 بصفة دائمة و ثابتة و مسترسلة، بدون منازع و لا انقطاع، بحيث حاز، إلى جانب زوجته، من الإدارة التابعة له،م على جميع الوثائق الرسمية بما فيها شهادة السكنى و البطاقة الوطنية و كذا جواز السفر، و عند انطلاق عملية التسجيل للاستفادة سنة 2012 تم تسجليهم كباقي الأسر إلا أنه فوجئ بشرط لعون السلطة السابق يطالبه، دون حياء، بمده مبلغ 10 آلاف درهم كرشوة مقابل حصوله على الاستفادة. رفض الامتثال لأوامره و تمكينه من الرشوة التزاما بمبادئه و قناعته بان عملية الاستفادة حق تكفله الدولة للمواطنين في إطار محاربة دور الصفيح .
و بعد فضيحة عون السلطة الذي طالبه بالرشوة تم طرده من عمله، و تقدم للمرة الثانية سنة 2014 بطلب جديد للاستفادة راجيا أن يجد هذه المرة العناية اللازمة من قبل السلطات المختصة، إلا أن عون السلطة الجديد لم يفصح عن أي سبب واضح لهذا الأمر خاصة و أن بعض الأسر سكنوا بالدوار بعده و استفادوا و هو لازال قابع في مكانه وحيدا دون ماء و لا كهرباء في أرض باتت خلاء، الشيء الذي دفعه إلى تقديم مجموعة من الشكايات لجهات متعددة بما فيها وزارة الإسكان و الديوان الملكي و وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالمحمدية قصد استفادته من مشاريع محاربة دور الصفيح وإعادة إيوائها كباقي الأسر التي استفادت داخل المنطقة المتواجد بها .
تنقلت بيان اليوم إلى باشوية عين حرودة التي أفاد مصدر موثوق بها أن السبب الرئيسي لعدم استفادة هذه الأسرة من عملية إعادة الإيواء راجع إلى كونها لا تتوفر على معايير الاستفادة المتمثلة بالأساس في عدم ثبوت السكن بشكل دائم بدار الصفيح، و كذا كون رب الأسرة سبق له أن استفاد من سكن مدعم من طرف الدولة بمنطقة سيدي البرنوصي و باعه، إضافة إلى عدم إدراج اسمه ضمن لائحة الإحصاء لسنة 2014 بسبب امتلاكه ذلك المسكن بعد مرور آخر إحصاء.
لكن المسؤول رفض مد الجريدة بوثائق تثبت ذلك، وطالب المتضرر، عبرنا، برفع تظلمه إلى جهات مسؤولة بالعمالة، وعبرها إلى وزارة السكنى إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، للنظر في ملفه، واتخاذ ما يلزم لتدارك التأخر في الاستفادة، ومن ثمة كشف لغز الإقصاء.
في انتظار ذلك، يبقى السؤال المطروح ما هو مآل الشكايات التي تقدم بها هذا المواطن المقصي و كذا مطلب الاستفادة الثاني لسنة 2014 ؟ و كيف تم تسجيله بإحصاء سنة 2012 وإقصائه مباشرة بعد رفضه تقديم الرشوة لعون السلطة السابق. ؟ و هل هناك أياد خفية تقدم مصلحتها على مصلحة هذا المواطن خاصة و أنه يتوصل بوعود تتحول إلى سراب بمجرد بلوغها باشوية عين حرودة ؟

 < شيماء كعيب (صحافية متدربة)

< تصوير: طه رضا الشامي

Related posts

Top