بالرغم من أن الشروط كانت متوفرة من أجل تقديم عرض كروي رائع خلال الديربي رقم 123 بين الغريمين التقليدين الوداد والرجاء، إلا أن الرتابة كانت مسيطرة على جل أطوار المباراة. 
فباستثناء بعض اللحظات أو الإشراقات الجميلة قدمها لاعبي الفريقين، ومنها الأهداف الثلاثة، فان جل الأطوار كانت مملة وطغت عليها المبالغة في الاحتياط، وعدم المجازفة، حتى أن المباراة كانت تسير مرة أخرى نحو نتيجة التعادل، إلا أن بذر بانون كان له رأي آخر، وتمكن من تسجيل هدف الفوز في اللحظات القاتلة من المواجهة 
وهناك مجموعة من الملاحظات افرزتها هذا اللقاء المنتظر كل موسم ذهابا وايابا، وذهاب هذا الموسم المتبقي عن مرحلة الذهاب، كان من نصيب الوداد، الا ان جمهوره لم يحضر بنفس الكثافة المعهودة، وكان الامتياز من نصيب الرجاويين الذين حضروا بأعداد لافتة.
توجهت الأنظار بتركيز كبير على اللاعبين الجدد المنتمين الفريقين في مرحلة الانتقالات الشتوية، وبصفة خاصة الأجانب منهم، خاصة وأن قانون المسابقة سمح لهم بالمشاركة في هذه المباراة، بحكم عدم برمجتها أصلا، وبالتالي فإنها لم تكن مؤجلة عن مباريات الدورة العاشرة، مما سمح بمشاركة اللاعبين الجدد 
ظهرالأرجنتيني اليخاندو كينتانا كقلب هجوم بتشكيلة الوداد، إلا أن مستواه صدم كل المتتبعين، وظل تائها وسط رقعة الملعب، لا يعرف ما يقدم أو يؤخر،  إلى أن تم تبديله  في الشوط الثاني من طرف  فوزي البنزرتي المدرب المجرب، الذي واجه الرجاء  فريقه السابق  وعينه على تحقيق نتيجة إيجابية، الا أن أمله خاب. 
من جانب الرجاء ظهر ضمن صفوفه الدولي السابق عوبادي، وكان ظهورا جد عاد، لعب متوسط ميدان ولم يكن له حضور لافت، حاول تمرير كرات طويلة نحو قلب الهجوم محسن ياجور، الا ان اغلبها لم تكن مركزة، ليتم هو الآخر تبديله في الجولة الثانية، إلى جانب عوبادي اعتمد غاريدو على خضروف القادم من الوداد، نجح في تطبيق المطلوب منه من الناحية التكتيكية، غير ذلك لم تسجل له أية اضافة تذكر، وغادر هو الآخر في الجولة الثانية. 
فباستثناء الاسماء الثلاثة التي ذكرناها، غاب الآخرون الجدد، اما بسبب عدم اكتمال الجاهزية أو بداعي الإصابة، وفي انتظار ذلك تكثر التساؤلات حول مستوى باقي اللاعبين الجدد، وكيف يتم اختيارهم والتوقيع لهم، والمؤكد أن صفقة انتقال الارجنتيني كينتانا الذي قدم كهداف قادم من الدوري البوليفي، ستثير الكثير من ردود الفعل، وهو الذي انتظر منه تقديم الاضافة المطلوبة، وتعويض الفراغ الذي تركه رحيل المتألق أشرف بنشرقي في الخط الأمامي.
عموما لم يكن ديربي هذا الموسم متميزا، رغم انه منح امتياز للرجاء على الوداد، خاصة من حيث عدد الانتصارات، وننتظر الاياب اما لتكريس هذا التفوق الرجاوي أو رد الدين من طرف الوداديين.

محمد الروحلي