مرة أخرى يؤكد ديربي الدار البيضاء بين الوداد والرجاء استمراره في التطور… ويكبر من موسم لآخر وفي مستوى التصنيف الذي يجعله في الرتبة الأولى عربيا متقدما على الكلاسيكو المصري: الزمالك والأهلي… والسابعة عالميا يضاهي أكبر اللقاءات الكونية المميزة في إيطاليا (أس روما ولازيو روما) وفي سكوتلاندا (سيلتيك ورانجرس) وفي تركيا (غالاتا ساراي وفينيرباخ) وفي الأرجنتين (بوكا جونيور مع ريفريلايت) وفي اليونان (أولامبيا كوس مع بنتانيكوس).
وكالعادة شد الديربي المغربي إهتمام الجماهير وفعاليات الفريقين وهما يتنافسان في الصدارة من أجل الفوز بلقب الدوري… وارتفعت درجة التشويق والإثارة بفوز الرجاء قبل الديربي وتقلص الفارق الذي يفصله عن الرتبة الأولى حيث غريمه الوداد وحوله إلى نقطتين فقط…وقبل أيام عن اليوم الموعود نفذت التذاكر المعدة للقاء لتنشط السوق السوداء وترتفع الأثمنة وتتضاعف بشكل مثير في آخر الساعات أمام كثرة الطلب وقلة العرض.. رغم ارتفاع الأثمنة التي حددها مكتب الوداد..
ومرة أخرى يسجل الديربي رقما قياسيا في المداخيل حيث خلفت الجماهير مبلغ 222 مليون سنتيم في صندوق الوداد مقابل 48111 تذكرة وأكبر عدد من التذاكر التي بيعت هي المخصصة للمدرجات العارية (37000 تذكرة) وتذاكر المدرجات العادية (10000 تذكرة) كما بيعت 1000 تذكرة خاصة بالمنصة الشرفية و 111 تذكرة للمنصة الرسمية.. وحضر وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط وتنقل بين ضفتي الوداد والرجاء في المباراة.. وأكيد وهو يوقع عقود الأهداف مع الجامعات الرياضية ويراهن على تطوير منتوج الرياضة الوطنية انبهر لمستوى لقاء الدار البيضاء.. ووقف أمام حضور جماهيري قياسي محمل بالفرجة التي أعدها المغرمون بعشق الفريقين وهم يصرون على الانخراط في العروض الفنية.
فما هي الدروس التي خلفها هذا العرس العالمي… المغربي.. وهل يكتفي المسؤولون الذين حضروه بالاستمتاع بجمالية اللقاء ويسعدون بخروجه إلى شاطئ السلامة والنجاة دون التفكير في دورهم وما ينتظره منهم كل من موقعه من أجل مستوى أرقى وأرفع مستقبلا!!
كالعادة حضر المنتخبون أعضاء المجالس في مدينة الدار البيضاء وتابعوا اللقاء في أماكن مريحة وعاينوا آلاف الجماهير من الساكنة التي انتخبتهم ومرة أخرى لم يحركهم مستوى وقيمة “الديربي” ليساهموا بإضافة تترجم انخراطهم على غرار ما ينفقون في مهرجانات وتظاهرات يستحيل أن ترقى في الحجم والمضمون إلى قيمة “ديربي الكرة” الذي يجلب الجمهور ويدر الأرباح؟؟؟
ولم يفكر بعد هؤلاء المنتخبون في مجالس المدينة في تقديم إضافة تزيد فرجة موازية للفرجة وتحويل الملتقى إلى موسم تتعزز فيه بنيات الملعب بفضاءات للتغذية الخفيفة بأثمان معقولة مع توفير الماء للجمهور أثناء اللقاء.. والجامعة هل فكرت في برمجة مباريات فرق الشبان في نفس الملاعب التي تحتضن لقاءات الكبار وتقديمها في رفع الستار..
وحده الأمن الوطني بمختلف أصنافه مع الوقاية المدنية يحملون هموم سلامة هذا اللقاء ويفكرون في مساحته الزمنية؟؟
فهل يدرك السيد الوزير أن هذين الفريقين العريقين الوداد والرجاء لايستفيدان من منحة مالية من مجالس الدار البيضاء في مستوى وقيمة ما يؤطران من شباب وجماهير… وأنهما لايملكان في هذه المدينة شبرا من التراب.. ويوجدان في ملعبين في الملك العام في إطار قرار بلدي يسمح لهما بالاستغلال والانتفاع لمدة معينة… والفريقان رغم شعبيتهما الكبيرة ومالهما من قوة يستفيدان من نفس المنح من عائدات النقل التلفزي من الجامعة؟؟؟
والديربي الذي بلغ الرتبة السابعة عالميا اليوم في زمن تراجع فيه المنتخب الوطني لكرة القدم في تصنيف الفيفا إلى الرتبة السعبين يكبر بفعالياته وجماهيره التي رعته خلال أربعة وخمسين سنة وتحول في حجمه أكبر من المدينة ويحتاج إلى تفكير ومبادرات من مسؤولي المدينة تزيده – رونقا يضاف إلى نجاح الأمن وعروض الجمهور واللاعبين وتجعله يرتقي إلى مراتب أفضل في التصنيف العالمي..
وديربي الوداد والرجاء ليس ملكا لجماهير الدار البيضاء فقط بل لجميع المغاربة فليتحمل المسؤولون مسؤوليتهم التاريخية اتجاه هذا الملتقى الوطني.. والعالمي..