قال رئيس شركة “ماتيس أيروسبيس” المغربية، فالنتين سافير، في حديث لقناة ـ CNN عن تجربة “ماتيس” في عالم الطيران، وعن الأسباب التي تدفع المستثمرين للنظر إلى المغرب، أن شركة “ماتيس إيروسبيس” تضم مجموعة “بوينغ” ومجموعة “سافران” وتتخصص بصناعة الأنظمة الكهربائية للطائرات.
وأضاف المتحدث أن الدارات الكهربائية قد تبدو من المنتجات البسيطة عند النظر إليها من الخارج، لكنها عنصر أساسي جداً من الطائرة، فالأسلاك سترسل الطاقة والإشارات. إن عدد الطائرات لا يزيد فحسب بل الدارات الكهربائية تزيد تدريجياً يوماً بعد يوم، فالطائرة الواحدة قد تحوي أسلاكاً قد تمتد لمسافة تتراوح بين مائة وخمسين ومائتي متر.
وأضاف سافير ” نحصل على الأسلاك من شركات أخرى ونعمل على تقطيعها، وداخل الورشة نعمل على ترتيب هذه الأسلاك وفقاً للشكل الذي ستتخذه داخل هيكل الطائرة، ثم نعمل على تعرية الأسلاك وربطها سوياً وتغطيتها مجدداً وإجراء التجارب للتأكد من سلامة الأسلاك، وهذه العملية تتطلب يد الإنسان ودماغه”.
فالخبراء والمحللون يخبروننا بأن عدد الطائرات سيتضاعف خلال عشرين عاماً، لذا فالشركات ستحتاج إلى الدعم من سلسلة الإنتاج لنساهم في هذا النمو، يقول سافير، مضيفا أن موقع مدينة الدار البيضاء يسهل الأمور كثيراً، فهي قريبة من أوروبا، و” نعمل على التوصيل المباشر بواسطة الشاحنات إلى أوروبا، وتصل منتجاتنا إلى فرنسا خلال يومين وهنالك رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة، لذلك فتنفيذ الأعمال هنا يعد أمراً سهلاً للغاية”. وقال إن العقول المغربية غنية بالابتكار، ومن الناحية الهندسية فالبنية التحتية هنا مثيرة للاهتمام بالفعل.واعتبر أن المستقبل يبدو باهراً أمام “ماتيس” وأمام قطاع الطيران هنا في المغرب.
وقد شهد قطاع صناعة الطيران في المغرب نموا كبيرا، خاصة منذ افتتاح المحطة الصناعية المندمجة الخاصة بمهن صناعة الطيران والفضاء “ميدبارك” في 30 شتنبر من العام 2013 في منطقة النواصر قرب مدينة الدار البيضاء.
وتأتي خطط تطوير صناعة الطيران في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي الذي تم إطلاقه في فبراير 2009، التي تسعى لخلق 200 ألف وظيفة من خلال استقطاب الشركات العالمية عبر عروض تنافسية جذابة للمستثمرين المغاربة والأجانب.
وتشكل المحطة الصناعية المندمجة الخاصة بمهن صناعة الطيران والفضاء “ميدبارك” فضاء صناعيا ذا جودة يستجيب لحاجيات المستثمرين ويواكب زخم التنمية التي يشهدها قطاع صناعة الطيران في الوقت الراهن.
ويستفيد هذا المشروع، الذي يروم إيجاد أرضية صناعية خاصة بصناعة الطيران، بما في ذلك الأنشطة ذات الصلة (فضاء، سلامة، استشعار)، وكذا الإلكترونيك واللوجيستيك الصناعي إلى جانب أنشطة أخرى، من وضعية المنطقة الحرة للتصدير، فضلا عن المزايا المترتبة عن قربها من مطار محمد الخامس الدولي وميناء الدار البيضاء.
وتمتد الصناعات المنتشرة في المدينة من أجزاء الطائرات إلى الإلكترونيات وصناعات الدفاع والخدمات اللوجيستية وعدد كبير من الأنشطة المرتبطة بصناعة الطيران وأنشطة أخرى مرتبطة بها.
وتمكنت “ميدبارك” خلال وقت وجيز من استقطاب استثمارات كبيرة لإنشاء مصانعها في المغرب، وبينها شركات بوينغ وايرباص وبومباردييه وراتييه وفيكاس وسافران وداسول وأيربيس وزودياك وليزي وداهر وأل.أتش أفيسيون وطاليس وغيرها من الشركات.
وحقق القطاع الذي لم يكن يشغل سوى ألفي عامل في عام 2005، نموا كبيرا ليشمل صناعة أجزاء الطائرات ومختلف أعمال الصيانة والهندسة، وصولا الى صناعة الطائرات بالكامل.
ويحتل المغرب المرتبة الرابعة عالميا في مجال تصنيع الأسلاك الكهربائية للطائرات وأنظمة تشغيلها٬ خلف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمكسيك.
عبد الحق ديلالي