كشفت نتائج المؤشر العربي للعام 2016، أن قرابة ربع (24 في المائة) مواطني المنطقة العربية يرغبون في الهجرة؛ والدافع الأساسي في ذلك هو تحسين الوضع الاقتصادي، بينما لا ينتمي أكثر من نصف مواطني المنطقة لأي أحزاب سياسية.
وتم الإعلان، أول أمس الإثنين، عن نتائج استطلاع المؤشر العربي، الذي يقوم عليه “المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات” (مستقل مقره الدوحة)، وشمل عينة من 18 ألفاً و311 شخصاً، من 12 بلداً عربياً.
وأظهر الاستطلاع أن “49 في المائة (من المستطلعة آراؤهم) قالوا إنّ مداخيل أسرهم تغطّي نفقات احتياجاتهم الأساسية، ولا يستطيعون أن يدخروا منها” (أسر الكفاف)، فيما قال 20% فقط أنهم يملكون دخلا يكفي احتياجاتهم الأساسية، ويمكنهم أن يدخروا أيضاً جزءا من الدخل.
بينما أفاد “29% أن أسرهم تعيش في حالة حاجةٍ وعوز؛ إذ أن مداخيلهم لا تغطي نفقات احتياجاتِهم”.
وتلجأ 53% من الأسر المعوزة إلى الاستدانة لكف الحاجة، بينما تعمد 29% منها على معونات من الأصدقاء والأقارب والجمعيات الخيرية ومعونات حكومية.
وكشف المؤشر أن الأولويات لدى المواطن العربي تتركز على الأولويات الاقتصادية، والأمن والاستقرار السياسي، وأداء الحكومات وسياساتها والتحول الديمقراطي وضعف الخدمات العامة والفساد المالي والإداري.
ويرى 94% من الرأي العام العربي أن الفساد المالي والإداري منتشر في بلدانهم، فيما ظهر التقييم غير إيجابي بخصوص تقييم أداء الحكومات في السياسات الاقتصادية والسياسات العامة والخدمات والسياسات الخارجية.
مستقبل مبهم للثورات العربية
ويرى الرأي العام العربي طبقاً للمؤشر أن “الثورات التي اندلعت خلال 2011، كانت بدافع الثورة ضد الأنظمة الدكتاتورية والتحول إلى الديمقراطية وضد الفساد المالي والإداري”.
نتائج الاستطلاع أظهرت أيضاً أن الرأي العام العربي، منقسم حول واقع الثورات العربية ومستقبلها.
إذ “رأى 45% أنّ الربيع العربي يمرُّ بمرحلةِ تعثر، لكنه سيحقق أهدافه في نهاية المطاف، مقابل 39% يرون أن الربيع العربي انتهى وعادت الأنظمة السابقة إلى الحكم”
- العالم العربي ملائم للديموقراطية
وحول اتجاهات الرأي للديمقراطية، هناك شبه إجماع بنسبة 72% من المستجوبين على تأييد النظام الديمقراطي، مقابل 22% منهم عارضوه. ويرى 77% منهم أن النظام الديمقراطي التعددي ملائم للتطبيق في البلاد العربية.
وقال 75% إن الأنظمة السلطوية الديكتاتورية أو حكم الأحزاب الإسلامية فقط أو النظام القائم على الشريعة دون انتخاب أو أحزاب هي أنظمة غير ملائمة للتطبيق في بلادهم.
ويُظهر المؤشر أن 54% المواطنين يقبلون بوصول حزب سياسي لا يتفقون معه إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع.
ويرى 39% من المستطلعة آراؤهم أنه لا يمكن انتقاد الحكومة من دون خوف؛ وأن هناك أكثرية كبرى مهتمة بشؤون السياسة في بلدانها.
ويكشف الاستطلاع أن “أكثريّة مواطني المنطقة العربيّة (53%) غير منتسبة إلى أحزابٍ سياسيّة، ولا يوجد حزبٌ سياسيّ يمثّلها؛ وأنّ المستجوبين الذين أفادوا أنهم منتسبون إلى أحزابٍ أو أنّ هنالك أحزابًا تمثلهم يتركزون في موريتانيا، والمغرب، وتونس، والجزائر، وفلسطين، والعراق، ولبنان”.*حالة استقطاب كُبر
وعبّر 52% من المستجوبين عن مخاوف محدودة أو كبيرة من زيادة نفوذ الأحزاب الإسلامية السياسية، مقابل 42% قالوا إنه ليست لديهم مخاوف منها.
وأفاد 59% من المستجوبين بأنّ لديهم مخاوف من الحركات العلمانية، مقابل 33% أفادوا بأنه ليس لديهم مخاوف منها.
ويُوضح المؤشر أن “المخاوف من الحركات الإسلامية والعلمانية في آنٍ واحد، يعبِّر عن حالة الانقسام والاستقطاب في الرأي العام العربي، أدت إلى رأيٍ عام متحفظ تجاه كلا الطرفين، وإلى تخوف منهما”.
وعلى صعيد المحيط العربيّ، أظهرت النتائج أن “77% يرى أن سكان العالم العربي يمثلون أمة واحدة، وإنْ تمايزت الشعوب العربية بعضها عن بعض، مقابل 19% قالوا إنّهم شعوب وأمم مختلفة”.
كما أظهرت نتائج المؤشر العربيّ أنّ الرأي العام العربي شبه مجمعٍ، وبنسبة 89% على رفض تنظيم “داعش” الإرهابي.
أمريكا وروسيا وإيران الأكثر تهديداًوعكس المؤشر “تقييم الرأي العام لسياسات بعض القوى الدولية والإقليمية وعدم ثقته فيها؛ إذ أن أكثرية الرأي العام تنظر بسلبية إلى سياسات الولايات المتحدة وروسيا وإيران وفرنسا تجاه المنطقة العربي”.
ووصف “نحو ثلاثة أرباع المستجوبين السياسات الأمريكية نحو فلسطين وسوريا والعراق وليبيا واليمن بأنها سيئة، كما اعتبر ثلثا الرأي العام أن السياسات الإيرانية والروسية تجاه فلسطين وسورية والعراق واليمن وليبيا سيئة”.
اسرائيل عدو المنطقة
وأظهرت النتائج أنّ “86% من مواطني المنطقة العربية يرفضون الاعتراف بإسرائيل، وفسّر الذين يعارضون الاعتراف بإسرائيل موقفهم بعددٍ من العوامل والأسباب معظمها مرتبطٌ بالطبيعة الاستعمارية والعنصرية والتوسعيّة”.
وفيما يخص الأمن القوميّ العربيّ، فإنّ “67% من المستجوبين أفادوا بأنّ إسرائيل والولايات المتّحدة هما الأكثر تهديدًا للأمن القومي العربيّ. ورأى 10% أنّ إيران هي الدولة الأكثر تهديدًا لأمن الوطن العربيّ”.
وفي السياق نفسه، “سُئل المستجوبون عن مصادر التهديد لأمن المنطقة واستقرارها.
وأظهرت النتائج أنّ الرأي العام متوافق بما يقترب من الإجماع وبنسبة 89% على أن سياسات إسرائيل تهدّد أمن واستقرار المنطقة العربية.
وتوافق 81% من الرأي العام على أن السياسات الأمريكية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها، وعبّر 73% من المستجوبين عن اعتقادهم بأن السياسات الإيرانية تهدّد أمن المنطقة واستقرارها.
بينما كانت النسبة 69% فيما يتعلق بالسياسات الروسية و59% بالنسبة إلى السياسات الفرنسية. وهذا يظهر بشكل جلي أنّ الرأي العامّ يرى في إسرائيل المصدر الأكثر تهديدًا لاستقرار المنطقة وأمنها.
التلفزيون والإعلام
وتعتمد أكثريّة المواطنين في المنطقة العربيّة على القنوات التلفزيونيّة في متابعة الأخبار السياسيّة (68%)، ثم على شبكة الإنترنت (13%)، وحلّ في المرتبة الثالثة الراديو والصحف اليومية بنسبة 6% لكل منهما.
وأظهر المؤشر أن استخدام الإنترنت يتزايد في العالم العربي؛ إذ أفاد 38% من المستجوبين أنّهم لا يستخدمون الإنترنت مقابل 61% قالوا إنّهم يستخدمونها، وإنّ 82% من مستخدمي الإنترنت لديهم حساب على “فيسبوك”، و33% لديهم حساب على “تويتر” و32% لديهم حسابات على “انستغرام”.
ويقوم 70% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي باستخدامها للحصول على أخبار ومعلومات سياسية، و33% يستخدمونها بشكل يومي لأكثر من مرة، و68% من أصحاب الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يستخدمونها للتعبير عن الرأي العام في أحداث سياسية، و19% يستخدمونها يوميًا أو عدة مرات في اليوم، و51% يستخدمونها للتفاعل مع قضايا سياسية.