> سعيد الحبشي
توفي، أول أمس السبت، بإحدى المصحات الخاصة بألمانيا، رجل الأعمال والنائب البرلماني المغربي ميلود الشعبي، عن عمر يناهز 86 عاما.
ويعد ميلود الشعبي، وهو من مواليد منطقة الشياظمة قرب مدينة الصويرة سنة 1929، رجل أعمال عصاميا، وأحد الفاعلين في مجال العقار بالمغرب منذ سنة 1948، إذ تلقى تعليما بسيطا في طفولته بمسجد بلدته، واشتغل تارة راعيا للماعز، وطورا، عاملا زراعيا. ولم تكد سنوات مراهقته التي قضاها وسط أجواء قروية محضة، تمضي حتى بدأ يفكر في تغيير الأجواء، حيث انتقل، في سن الخامسة عشرة، إلى مراكش، ومنها إلى مدينة القنيطرة حيث أنشأ هناك، سنة 1948 شركة صغيرة متخصصة في أشغال البناء والإنعاش العقاري.
رغم تعثرات البداية، أصر ميلود الشعبي على مواصلة المسير، ليراكم، من خلال إصراره واستماتته، تجارب ودروس ساعدته على اختراق ناجح لعالم الأعمال.
وككل رجل أعمال ناجح، كان للشعبي منعطفه الحاسم المتمثل في شراء المجموعة الصناعية لعائلة دولبو الفرنسية عام 1985. عملية شكلت، في حينها، طفرة في مسار الرجل، وقاعدة انطلاق مكنته من تأسيس مجموعة “يينا” القابضة التي أصبحت واحدة من أقوى المجموعات الاقتصادية بالمغرب. فهي، باسمها الأمازيغي الذي يعني”أمي”، تضم أكثر من 70 شركة تشتغل في مجالات مختلفة بالمغرب وداخل عدة بلدان عربية. واصلت هذه المجموعة صولاتها وجولاتها ونجاحاتها المستندة إلى فلسفة رجل أعلن حبه للمغامرات والإنجازات الكبيرة، واعتبرها قاعدة لنجاح بوأها مرارا قائمة “فوربيس” كأحد كبار أثرياء المغرب.
وبعد هذا النجاح في مجال الأعمال، دخل الشعبي السياسة، حيث فاز أعوام 2002 و2007 2011 بمقعد في مجلس النواب، لكنه قدم استقالته من المجلس عام 2014 قبل انتهاء ولايته لأسباب صحية.
وعرف عن الراحل أيضا حبه للعمل الخيري، إذ أحدث مؤسسة ميلود الشعبي للأعمال الاجتماعية والتضامن سنة 1965، وهي مؤسسة تتمتع بصفة جمعية ذات المنفعة العامة بالمغرب، ولها عدة فروع في مختلف أنحاء المغرب وتلعب دورا مهما في تغذية وإيواء الطلاب والأطفال. والأكيد أنها، بالإضافة إلى شركاته التي تضمن فرص الشغل لآلاف العاملين ستظل شاهدة على مسار وعطاءات الرجل.
تغمده الله بواسع رحمته، وإنا لله وإليه راجعون.