بالرغم من أن موضوع الفترة التي قضاها الفرنسي هيرفي رونار مع المنتخب المغربي لكرة القدم، والتي بلغت 3 سنوات و3 أشهر، أصبحت من الماضي، إلا أنه لابد من الوقوف على بعض التفاصيل والمعطيات لجعلها منطلقا لتعامل جديد مع أي مدرب قادم يشرف على قيادة “أسود الأطلس” خلال المرحلة القادمة، مرحلة لا تقل عن سنتين ونصف، وهى المدة التي تفصلنا عن مونديال قطر 2022.
وما يعطي الأهمية لتناول هذا الموضوع، ما يبرز من معطيات كانت بالأمس القريب غير معروفة، أو ما يصدر عن رونار نفسه من تصريحات، خاصة بعد التحاقه بالمنتخب السعودي، بعقد مغر وامتيازات مهمة.
قال رونار أثناء تقديمه من طرف الاتحاد السعودي لكرة القدم كمدرب لمنتخب “الخضر”، إن لاعبي المنتخب المغربي، والذين يلعبون بالدوري السعودي، حفزوه على قبول عرض الاتحاد السعودي، والمجيء لهذا البلد من أجل تدريب منتخبه.
وأوضح مدربنا السابق أنه سأل العديد من اللاعبين بالمنتخب المغربي، عن ظروف العمل في هذا البلد، والكل حفزه على القدوم وقبول العرض، موضحا أنه قدم إلى السعودية من أجل صناعة التاريخ، وقيادته لبلوغ نهائيات كأس العالم القادمة في قطر، بالإضافة إلى المنافسة على كأس أمم آسيا.
كلام جميل حقيقة، يؤكد إلى أي حد كان هذا المدرب الفرنسي يضحك علينا، هو ووكيل أعماله الجزائري فريد.
فكيف يعقل بأن يتناقش مدرب مع لاعبي المنتخب الذي يشرف عليه حول ذهابه إلى حال سبيله. بل يستشيرهم في إمكانية تعاقده مع منتخب آخر، وهو يستعد للمشاركة بتظاهرة مهمة ككأس إفريقيا للأمم “مصر 2019”.
كيف إذن سيكون الوضع، وكيف سيكون تركيز اللاعبين واستعادهم الذهني والنفسي، والأكثر من ذلك كيف سيكون تعاملهم مع مدرب يعرفون مسبقا أنه ذاهب إلى وجهة أخرى.
سبق أن تحدثنا في حينه عن إقدام رونار على إخبار اللاعبين بعد مباراة زامبيا الإعدادية بمراكش أياما فقط قبل الالتحاق بالديار المصرية للمشاركة بـ “الكان”، بأن هذه المباراة هي الأخيرة بالمغرب، وهو سلوك غير مقبول تماما، والآن يؤكد أنه أخذ رأي اللاعبين فيما يخص إمكانية انتقاله لتدريب المنتخب السعودي، قبل عدة شهور، أي أن الأمور كانت محسومة منذ العودة من مونديال روسيا، رغم انه كان على ذمة المنتخب المغربي.
هذا المدرب الذي سبق أن انتقد مستوى الدوريات الخليجية، وقطع على نفسه أن لا يقدم على استدعاء أي لاعب يمارس بالدوريات الخليجية، عاد وتراجع عن هذا المعيار الذي قطعه على نفسه بعد الرحيل الجماعي لأغلب لاعبي المنتخب المغربي نحو دوريات السعودية والإمارات وقطر، ليلتحق بهم هو أيضا تحت تأثير بريق البترو-الدولار.
وفي أولى خطواته كمشرف على المنتخب السعودي شاءت الظروف أن يحضر رونار مقابلة النصر السعودي ضد الوحدة الإماراتي برسم دوري أبطال آسيا، ويشاهد بأم عينه تألق الهداف عبد الرزاق حمد الله الذي سجل هدفا جميلا وبضربة رأسية جميلة.
حمد الله المهاجم المغربي المحترف في صفوف فريق النصر السعودي، وأفضل هداف في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، حرمه رونار عنوة من شرف الدفاع عن القميص الوطني، وحتى عندما قبل تحت ضغط الشارع والإعلام على مضض مسألة استدعائه، تعامل معه بكثير من الجفاء، والأكثر من ذلك لم يحمه من تآمر بعض لاعبيه المفضلين، مما عجل برحيله وعدم المشاركة مع المنتخب بدورة مصر، رغم أنه كان في حاجة لخدماته.
رونار الذي لم يكن يعر أي اهتمام لباقي المنتخبات الوطنية، والدليل على ذلك حرمانه المنتخب الاولمبي من خدمات لاعبين دوليين تقل أعمارهم عن 23 سنة، وفضل الاحتفاظ بهم كاحتياطيين في مقابلة ودية، على أن يسمح لهم بالمشاركة ضد الكونغو في مباراة تدخل ضمن التصفيات المؤدية لكأس إفريقيا للأمم الخاصة بهذه الفئة، والمؤدية بدورها لدورة طوكيو الأولمبية.
إلا أنه مع السعودية اختلف التعامل، وقال بسرعة فائقة إنه اكتشف العديد من الأسماء السعودية المتميزة، بعد متابعته مشاركة المنتخبات السنية بكأس آسيا تحت 19 عامًا، وكأس العالم لأقل من 20 عامًا، وكون فكرة كاملة عن اللاعبين الذين بإمكانهم تعزيز المنتخب السعودي الأول.
انتهى الكلام…
محمد الروحلي