رونالدو.. استمرار التفوق أم نهاية حقبة ذهبية بقميص البرتغال

تحوم المخاطر حول تفوق النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الملحق الأوروبي المؤهل إلى كأس العالم في قطر 2022 لكرة القدم، فمن أجل أن يخوض النهائيات الـ12 تواليا لبطولة كبرى يتوجب عليه أن يقود منتخب بلاده بداية الخميس للفوز على نظيره التركي في بورتو.
في حال اجتاز أبطال أوروبا 2016 عقبة تركيا، يتعين على رجال المدرب فرناندو سانتوس مواجهة الفائز من مباراة إيطاليا المتوجة بالنسخة الأخيرة من كأس أمم أوروبا ومقدونيا الشمالية المتواضعة، حيث تميل الكفة إلى مباراة نهائية مصيرية افتراضية بين البرتغال وإيطاليا الثلاثاء المقبل على ملعب “التنين” أيضا.
ويقف رونالدو عند عتبة إنجاز تاريخي في حال نجحت البرتغال في اللحاق بركب المتأهلين إلى العرس الكروي في قطر، حيث سيدخل النادي المغلق للاعبين الذين خاضوا خمس نهائيات لكأس العالم.
ولكن في المقلب الآخر، وفي حال فشل الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات، في حجز مقعده إلى مونديال ، فسيكون ذلك نهاية حقبة ذهبية لنجم دون اسمه بأحرف من ذهب في عالم الكرة المستديرة.
;اعتاد اللاعب السابق لناديي ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي على خوض مثل هذه المباريات المصيرية، حيث سبق له أن مر بتجربة الملحق في طريقه إلى كأس أمم أوروبا 2012 ثم كأس العالم 2014.
وفي كل مرة، أثبت رونالدو المنحدر من جزيرة ماديرا أنه على مستوى التحدي.
في عام 2011، سجل مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي هدفين أمام البوسنة والهرسك، وبعد ذلك بعامين سجل أربعة أهداف ضد منتخب السويد.
وفرض رونالدو حضوره في جميع البطولات الكبرى منذ بداية مسيرته الدولية في عام 2003، ليجد دائما طريق شباك منافسيه، علما أنه صاحب الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية مع 115 هدفا في 184 بقميص البرتغال.
وخلال تصفيات دور المجموعات التي اختتمت في نونبر الماضي، سجل “سي آر7” ستة أهداف في سبع مباريات.
إلا أنه ظل صامتا في آخر مباراتين عقب التعادل السلبي مع أيرلندا والخسارة أمام صربيا 1-2، علما أن الأخيرة حجزت بطاقة التأهل المباشر إلى قطر من عقر دار البرتغال.
ورغم أنه لم يصل إلى حاجز الـ50 هدفا في الموسم منذ 2018، إلا أن رونالدو لا يزال قادرا على خلق المعجزات، كما فعل قبل أسبوعين بتسجيله ثلاثية فريقه في الفوز على توتنهام 3-2 في الدوري الانجليزي، ليرفع رصيده في عدد “الهاتريك” إلى 59 ثلاثية في مسيرته، بالتزامن مع تربعه على عرش أفضل هداف في المباريات الرسمية مع 807 أهداف منذ بدايته الاحترافية.
ومع ذلك، وبعدما خفت وهج قوته البدنية التي تمتع بها في الماضي، وكونه غالبا ما يلعب بمفرده في الهجوم، بات رونالدو يحتاج اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى مساندة زملائه في المنتخب البرتغالي، بعدما اعتاد لسنوات عديدة حمله بمفرده على كاهليه.
وإثر الانتكاسة التي منيت بها البرتغال أمام صربيا في الجولة الأخيرة من التصفيات، انتقدت وسائل إعلام محلية سانتوس لعدم قدرته على استخراج لعب جماعي من تشكيلة تعج بالنجوم والمواهب الكروية.
وقال مهاجم نادي ليفربول الإنجليزي ديوغو جوتا في المؤتمر الصحافي الذي أقيم قبل المباراة المنتظرة الثلاثاء “نعلم أننا نتمتع بالموهبة. إذا نجحنا في التحلي بروح جماعية جيدة، سنتمكن من تجاوز الملحق”.
ومقابل حضور برونو فرنانديش وبرناردو سيلفا وجواو فيليكس في الهجوم، تعاني البرتغال من غيابات مؤثرة في الدفاع بسبب الإصابات مع كل من روبن دياش (مانشستر سيتي الإنجليزي)، ومدافع ولفرهامبتون نلسون سيميدو، وزميله في الفريق الإنجليزي لاعب خط الوسط الدفاعي روبن نيفيش، وريناتو سانشيس (ليل الفرنسي).
كما ثبتت إصابة المدافع المخضرم بيبي (39 عاما ) بفيروس كورونا الاثنين، في اليوم الأول لتجمع “سيليساو أوروبا”، على أن يغيب عن الاستحقاق أمام تركيا، على غرار جواو كانسيلو الغائب بدوره بسبب الإيقاف.
وحول إذا ما كان الفشل في التأهل إلى المونديال بمثابة نهاية جيل وحقبة لاعبين مثل رونالدو، قال المدرب ليوناردو جارديم “”لا، لا أعتقد ذلك. تملك البرتغال الكثير من اللاعبين الشباب. من بين اللاعبين الأساسيين، هناك سبعة أو ثمانية لاعبين من بينهم برناردو سيلفا، برونو فرنانديش أو روبن دياش لا يزالون صغارا ويشكلون العمود الفقري للمنتخب”.
وأضاف “هناك بالتأكيد رونالدو لكن أيضا بيبي، فونتي وموتينيو. هؤلاء اللاعبون يجلبون الخبرة، لا أعرف حتى متى (قبل الاعتزال). ربما لدورة (زمنية) جديدة من عامين؟ يعتمد ذلك على قدرة كل منهم اللعب على أعلى المستويات”.
وعن وضع البرتغال في الملحق، قال “لدي ثقة مطلقة بهؤلاء اللاعبين. لدينا فريق جيد جدا . لدي أيضا ثقة كاملة في مدربنا. فرناندو سانتوس هو الوحيد الذي فاز بالألقاب مع البرتغال وأعتقد أنه سيؤهل الفريق”.
وبخصوص المرشحين للفوز بنسخة 2022، قال “المرشحون هم دائما نفسهم. بعض المنتخبات الأوروبية والبرازيل. الأرجنتين بدرجة أقل. إسبانيا تحسنت. يعتمد ذلك أيضا على الوضع الفني وعلى القرعة (النهائيات). واستنادا إلى ذلك، هناك أيضا فرق مثل البرتغال أو إيطاليا يمكنها تحقيق الإنجاز.
وعن المنتخب الفرنسي حامل لقب الدورة الأخيرة، قال “إنه فريق جيد جدا. إنه المنتخب الذي لديه أكثر الحلول في العالم مع لاعبين رائعين. ومنذ عودة (المهاجم كريم) بنزيمة، بات المنتخب يفوز مع أداء نوعي أيضا. عندما يكون الجميع بصحة جيدة، يتسبب ذلك بعدم اختيار أسماء كبيرة جدا”.

Related posts

Top