على مر السنوات، ومع تعدد قصص النجاح، أضحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قبلة رئيسية لحاملي الأفكار والمشاريع الناشئة المدرة للدخل، في مختلف جهات المملكة الـ12، وعلى رأسها جهة الدار البيضاء سطات، باعتبارها من أكثر الجهات كثافة سكانية، ولاحتضانها نسبة كبيرة من الشباب الطموح الذين يحلمون بخلق مقاولاتهم وإخراج أفكارهم إلى أرض الواقع.
المثال الحي من إقليم سطات، حيث نجحت الشابة زينب المصلحي في تحقيق حلمها بإنشاء مشروعها الذي يهم تثمين مادة الحليب باعتبارها إحدى الثروات الطبيعية الهامة في المنطقة. هذا المشروع الذي ساهمت في تمويله المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بنسبة 70 في المائة، يهم إنشاء وحدة صناعية لإنتاج الأجبان بطريقة طبيعية.
وعن فكرة المشروع، تقول زينب المصلحي صاحبة ومسيرة هذه الوحدة الإنتاجية، “بعد حصولي على الإجازة في تسيير المقاولات، بدأت أفكر بشكل جدي في إنشاء مقاولتي الخاصة وخلق مشروع له قيمة مضافة بالنسبة للمنطقة وساكنتها خاصة النساء”.
وهكذا شكل تثمين والاستفادة من الثروات الطبيعية للمنطقة، أحد النقاط الرئيسية في اختيار الشابة زينب لمشروعها، مؤكدة في هذا السياق أن مادة الحليب تعد من الموارد الطبيعية المتوفرة بكثرة في إقليم سطات.
وعن القيمة المضافة لهذا المشروع، تقول زينب، إن الأمر يتعلق بإنتاج مشتقات الحليب بطريقة طبيعية دون إضافة مواد كيماوية أو حافظة، مما سيوفر للمستهلك منتجات طبيعية وصحية.
فبعد الاستقرار على فكرة المشروع، أكدت هذه الشابة الطموحة أنها توجهت إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدون تردد، باعتبارها مبادرة ملكية متفردة ساهمت وما تزال في مواكبة ودعم حاملي المشاريع والمقاولين الذاتيين الشباب في المملكة.
وأضافت أنه بعد دراسة المشروع والموافقة عليه من طرف اللجنة المكلفة، قامت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتمويل المشروع بنسبة 70 في المائة، وهو ما جعلها تبدأ مشروعها بكثير من الأريحية. وعن طموحاتها المستقبلية، أكدت أنها تأمل خلال السنوات المقبلة في خلق شراكات على المستوى الوطني، من أجل توسيع المشروع، وتسويق المنتجات على نطاق واسع يتجاوز النطاق المحلي، مما سيسمح لها أيضا بتشغيل عدد أكبر من العمال، الذين يبلغ عددهم اليوم 10 أشخاص منهم على الخصوص، أرامل ونساء في وضعية هشة.
من جانبه، أبرز رشيد حجوم، رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بعمالة سطات، أنه تم في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، تمويل أزيد من 100 مشروع خلال سنة 2022، مقابل 37 مشروعا خلال 2021، و33 مشروعا خلال 2020، و21 مشروعا خلال 2019.
واعتبر حجوم، أن الارتفاع الملموس في عدد المشاريع الممولة هذه السنة من طرف المبادرة بالمقارنة مع السنوات الماضية، يرجع إلى الحملات التحسيسية التي تم تنظيمها على صعيد جميع المجالات الترابية بالإقليم لفائدة الشباب حاملي المشاريع.
وهكذا، أصبحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية علامة فارقة في قطاع المقاولات الناشئة في مختلف العمالات والأقاليم التابعة للجهة، حيث تلعب المبادرة خاصة في شقها المتعلق بالبرنامج الثالث من المرحلة الثالثة التي تهدف إلى تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، دورا مهما في دعم هذه الفئة ومواكبتها في خلق مشاريعها الخاصة
سطات: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. قصص نجاح لا تنتهي
الوسوم