ينتظر الكثير من الطلاب والشباب العاطل عن العمل، موسم الصيف، من أجل الاشتغال بالشواطئ المغربية، وذلك عبر مختلف الأنشطة من قبيل التجارة في ألعاب الأطفال، وبيع الحلويات والمثلجات، أو كراء الكراسي والمظلات الشمسية..
بيد أن الشاطئ ليس ملجئا فقط لامتهان التجارة، بل أيضا فضاء للبحث عن الأشياء الثمينة التي فقدها المصطافون، كما هو الأمر مع “سعيد” الذي اعتاد كل مساء أن يخرج رفقة صديقه “محمد” (اسم مستعار) وابنه، يبحثون عما ضاع من المصطافين أثناء استجمامهم فوق الرمال البحرية لعين الذياب بالدار البيضاء.
اعتاد سعيد البحث عن الأشياء المعدنية الثمينة خلال الأعوام الأخيرة، مستعينا بجهاز للكشف عن المعادن، الذي يوظف كذلك في تتبع أثر الألغام المتفجرة في الصحاري من قبل الجيوش العسكرية للدول.
وقال سعيد، إن فريقه يتجه صوب رمال شاطئ عين الذياب كل مساء، بعد مغادرة المصطافين للمكان، حيث تبدأ رحلة البحث عن الأشياء المفقودة، على طول الشاطئ خصوصا الأمكنة المعروفة بالتواجد البشري الكثيف.
وذكر سعيد في حديثه مع جريدة بيان اليوم، أنه يجد الكثير من الأشياء أثناء بحثه خصوصا تلك المتصلة بالمعدن، من قبيل النقود، ومجوهرات الفضة والذهب والنحاس، بالإضافة إلى الهواتف النقالة التي تضيع من أصحابها.
وأوضح سعيد أن هذه المهمة التي يقوم بها، يستعين فيها بجهاز الكشف عن المعادن إلى جانب فأس صغير للحفر أثناء رصد شيء معين مدفون تحت رمال الشاطئ، مؤكدا ثقته في الجهاز المساعد الذي يرصد له كل معدن صغير أو كبير مختف بين حبات رمال عين الذئاب.
وأفاد سعيد أنه يجد متعة خاصة في تقفي أثر الأشياء المعدنية الضائعة من مرتادي الشاطئ، مشيرا إلى أن الأمر ليس له علاقة فقط بالعثور على النفيس من الأشياء بل كذلك، في قضاء وقت طويل إلى جانب مياه البحر التي أصبح مدمنا عليها.
واشتكى سعيد من الأزبال التي تتراكم فوق رمال الشاطئ أو الملقاة في مياه البحر، حيث تسيء للمنظر الجميل لهذا الفضاء الطبيعي العمومي، وهو ما يعتبره مشكلا يعترض طريقه أثناء رحلة البحث عن الأشياء الضائعة في رمال الشاطئ.
< يوسف الخيدر < تصوير: أحمد عقيل مكاو