سفيان البقالي يفوز بفضية 3000م موانع ويعيد للأذهان تألق من سبقوه

كم كان المشهد رائعا؟ وكم كانت الفرحة كبرى؟ والعداء المغربي سفيان البقالي يعبر خط النهاية في مسابقة 3000م موانع في اليوم الخامس (الثلاثاء) من منافسات الدورة الـ16 لبطولة العالم لألعاب القوى التي تحتضنها العاصمة البريطانية لندن إلى غاية 13 غشت الجاري.
صحيح أن البقالي كان من بين الأسماء المرشحة لصعود منصة التتويج إلى جانب والبكيني كيبروطو الأمريكي إيفان جاغر، خاصة وأن دخوله بطريقة متفوقة خلال ملقى محمد السادس بالرباط أياما فقط قبل انطلاق المونديال، وأمام نفس المنافس الكيني جعل كل المتتبعين يجمعون على أن سفيان لن يكون خصما سهلا خلال المواعيد الكبرى القادمة.
خلال دورة ريو دي جانيرو الأولمبية وهو في سن العشرين، أبان البقالي عن إمكانيات مهمة واحتل المرتبة الرابعة، معلنا عن قدومه بقوة لمقارعة الكينيين الذين تعودوا على التألق في هذه المسابقة، والذاكرة تحتفظ بفصول صراع قوي كان ينتهي دائما لفائدة المدرسة الكينية إلا أن العداء علي الزين كان حريصا على عدم الخروج خالي الوفاض، وتمكن من الصعود لمنصة التتويج في هذه المسابقة، نحاسية في دورة إشبيلة ومثلها في دورة ايدمنتون كما وتمكن من الفوز بفضية خلال دورة سيدني الأولمبية، دون أن ننسى تألق إبراهيم بولامي في هذه المسافة بتحقيقه نتائج متميزة وصلت إلى حدود تحطيم الرقم القياسي العالمي الذي تم إلغاؤه بسبب شكوك حول تعاطيه مواد محظورة.
خلال السباق التي جرى أول أمس الثلاثاء، ظهر البقالي بأداء متوازن وتكتيك ذكي، لم يغامر، لم يتردد، والأكثر من ذلك حافظ على إيقاع سمح له بمراقبة السباق بعين ثاقبة، حتى عندما تعثر في أحد الحواجز، لم يرتكبك بل تقدم بسرعة نحو المقدمة متجاوزا جاغر الذي راهن عليه الوفد الأمريكي في هذه المسافة باعتباره صاحب أفضل رقم هذه السنة.
عبر البقالي خط النهاية وراء كبيرطو مكتفيا بفضية، ولو أنه كان الأقرب للذهبية وهذه مجرد مقدمة لما يمكن أن يكون عليه الأمر مستقبلا، إذ أن كل المعطيات التقنية تؤكد أن سفيان سيكون خلال السنوات القادمة ملك هذه المسافة التي كانت ولسنوات طوال حكرا على الكينيين.
ولعل ما يعطي مصداقية لهذه الفرضية، صغر سن البقالي وبنيته الجسمانية وانضباطه العالي واتباعه لتمارين شاقة طيلة الموسم، والأكثر من ذلك اتباع برنامج ذكي من حيث عدد المشاركات الدولية تفاديا لحالة الاستنزاف التي تصيب عادة العدائين الذين يكثرون من المشاركات الدولية طمعا في المال، كما هو الحال بالنسبة لأغلب العدائين الأفارقة.
هكذا إذن تقدم ألعاب القوى المغربية للعالم عداء جديدا من طينة الكبار اسمه سفيان البقالي اسم سينضاف بدون أدنى شك للصنف الذهبي ممن سبقوه من أبطال كبار شرفوا الراية الوطنية في جل المحافل وعزفوا النشيد الوطني بكثير من الفخر والاعتزاز.
وإذا كانت السنوات العجاف قد طال أمدها بألعاب القوى الوطنية، فإن ما حققه البقالي فتح باب الأمل مجددا بإمكانية العودة بقوة لمنصات التتويج والمنافسة بقوة على الألقاب والميداليات والبطولات، وهذه المرحلة التي انتظرناها طويلا تبدو قد حانت أخيرا بالنظر للمجهود المبذول من طرف الجامعة على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية، وهذا عبر عليه بكثير من الاعتزاز رئيس الجامعة في تصريح خص به بيان اليوم مباشرة بعد فوز البقالي بالميدالية الفضية.
هو تنبؤ مبني على معطيات تقنية مضبوطة تؤكد بالفعل أن جيلا جديدا تكون خلال السنوات الماضية بإمكانه إعادة العاب القوى المغربية للواجهة مجددا شريطة أن يتم تفادي الأخطاء التقنية التي حصلت خلال السنوات الأخيرة وحالت دون استمرار الحضور الدولي نفس التوجه.

مبعوث بيان اليوم إلى لندن: محمد الروحلي

Related posts

Top