دعت الجامعة الوطنية للتخييم إلى وقفة احتجاجية يوم غد الأربعاء أمام مقر عمالة الصخيرات، تنديدا بقرار إزالة مخيم الهرهورة التابع لوزارة الشباب والرياضة.
الدعوة إلى الاحتجاج حسب ما أوردته الجامعة الوطنية للتخييم تأتي على خلفية توصل مصالح وزارة الشباب والرياضة برسالة من عامل عمالة مدينة تمارة تفيد بهدم مخيم الهرهورة الذي يعود تاريخ تشييده إلى عام 1957، أي ما يفوق نصف قرن من الزمن.
واعتبرت جامعة التخييم هذا القرار الصادر عن عامل تمارة جائرا ومجحفا في حق الطفولة المغربية، خصوصا وأنه يهم إحدى المخيمات العريقة التي استفادت منها الطفولة والشبيبة المغربية طيلة عقود.
من جهة أخرى أكد مصدر لـ «بيان اليوم» أن عامل تمارة قام بإصدار هذا القرار بذريعة وجود بنايات تضر بالمجال البيئي، داخل المخيم، حيث أشار المصدر إلى أنه من المقرر تشجير هذا المخيم مباشرة بعد هدمه.
هذه الذرائع التي استند عليه قرار العامل بوجود بنايات تضر بالمجال البيئي الذي يقع داخله المخيم، اعتبرها محمد القرطيطي رئيس جامعة التخييم غير صحيحة، وتطرح علامات الاستفهام، خصوصا وأن هذا المخيم يمتد إلى سنة 1957، حيث تساءل رئيس جامعة التخييم عن السبب وراء اختيار هذه الظرفية بالذات وكيف أن السلطة ارتأت بعد 60 سنة أن هذه البنايات مضرة بالمجال البيئي في حين أن المخيم يعمل بشكل جيد أكثر من نصف قرن ويستقبل أزيد من 1500 مستفيد على 5 مراحل كل سنة بتأطير أزيد من 600 إطار جمعوي.
واعتبر القرطيطي في تصريح لجريدة «بيان اليوم» أن الظرفية الحالية التي جاء فيها القرار تؤكد أن هناك نوايا خفية تحوم حول هذا المخيم، حيث تزامن القرار مع انعقاد «كوب 22» وفي سياق يتسم بعدم تشكيل الحكومة وعدم انطلاق أشغال البرلمان، الشيء الذي يوحي أن هناك أمر ما، يحاك في الخفاء ضد هذا المخيم، الذي جاء قرار إعدامه ليكون المخيم الرابع بعد إعدام مخيم القصبة ومهدية بالقنيطرة، والانبعاث وتاغزوت بأكادير.
وأضح محمد القرطيطي أنه في الوقت الذي كان الفاعلون الجمعويون ينتظرون تأهيل المخيم بشكل أكبر، كما عرفت ذلك كل من مخيمات المحمدية وطماريس والحوزية، جاء القرار بشكل مفاجئ حيث توصلت مصالح الشباب والرياضة بقرار الهدم، مؤكدا على أن الجامعة الوطنية للتخييم ترفض بشكل قاطع هذا النكوص، وستأخذ كافة الإجراءات اللازمة وستخوض نضالات من أجل هذا المخيم الذي يعد إرثا تاريخيا للطفولة المغربية، مشددا على ضرورة التفاف الجمعيات المهتمة من المجتمع المدني حول مظاهرة يوم غد من أجل وقف هذا العبث.
من جانبها حذرت منظمة الطلائع أطفال المغرب، في بلاغ لها توصلت «بيان اليوم» بنسخة منه، ما أسمته «محاولة الإجهاز على المخيم» الذي يعد حقا ومكسبا تاريخيا للشباب والطفولة المغربية.
وأكدت المنظمة أنه انطلاقا من التزاماتها كمنظمة تربوية وحقوقية، ووعيا منها بالدور الريادي الذي تضطلع به المخيمات الصيفة كفضاءات للتنشئة الاجتماعية وكفضاءات للترفيه، فإنها تعبر عن رفضها المطلق لأي قرار يروم إغلاق مخيم الهرهورة وتعتبره قرارا أخرق وغير مسؤول، وتحمل المسؤولية في ذلك لوزارة الشباب والرياضة ولوزارة الداخلية والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وكل الجهات المعنية بالحفاظ على هذه المعلمة التربوية.
هذا وجاء في بلاغ المنظمة «أن منظمة الطلائع أطفال المغرب تعتبر المخيم الوطني للهرهورة فضاء تاريخيا يختزن ذاكرة الحركة التربوية والشبابية والكشفية والجمعوية عموما، ويشكل متنفسا ترفيهيا وتربويا لعموم الشباب والطفولة المغربية، منذ أكثر من 60 سنة». مشيرة إلى أنها وبعد وقوفها على بعض القرارات الجائرة المماثلة التي خلفت استياء عارما وسطة الحركة الجمعوية التربوية من قبيل الإجهاز على مخيم تاغازوت بأكادير ومخيم المهدية بالقنيطرة والمحاولات الرامية إلى الاجهاز على مخيم الانبعاث بأكادير فإنها تسجل أن الخطوة التي أقدم عليها عامل عمالة تمارة هي خطوة غير مسبوقة وأن هدفها الغير معلن هو الإجهاز على هذا الفضاء التاريخي، وستعمق أكثر من أزمة فضاءات التخييم ببلادنا، وهي تعيد إلى الأدهان ما حدث مع مخيمي تاغزوت بأكادير ومخيم المهدية بالقنطيرة، وأضافت أن على ضوء ذلك تدعو كل المنظمات التربوية والشبابية والهيئات الحقوقية والسياسية للحضور بكثافة يوم الأربعاء 9 نونبر 2016 أمام مقر عمالة الصخيرات تمارة على الساعة الثالثة بعد الزوال من أجل حماية المخيم الوطني الهرهورة الذي يختزن إرثا تربويا وثقافيا ووطنيا عظيما لطفولة وشباب الوطن».
هذا وعلمت «بيان اليوم» أن موظفي وزارة الشباب والرياضة بالمخيم، توصلوا بأمر إفراغ السكن الوظيفي في سياق دعوة استعجالية من لدن المحكمة، في حين أن مصالح وزارة الشباب والرياضة المسؤول المباشر عن شؤون المخيم لم تتوصل بأي إخبار في هذا الشأن.
محمد توفيق أمزيان