« صندوق العجب» لأحمد الصفريوي في مرايا التفكير النقدي

 عبد السلام دخان
شهدت قاعة الندوات ابن رشد بالقصر الكبير مؤخرا، ندوة من تأطير نادي الثقافة والفنون البصرية الذي يشرف عليه الأستاذ عبد السلام دخان، حول التجربة الأدبية للكاتب المغربي الراحل أحمد الصفريوي، بمشاركة محمد برزوق، عبد السلام شناك، مصطفى يونس، فاتن العرافي، صفاء العمراني.  
 كان لهذا اللقاء الذي أداره بحرفية واقتدار، الأستاذ مصطفى يونس، الأثر البالغ في تقريب قضايا الأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية، وهو ما يبرر اللجوء إلى لغة فلوبير لتحليل أعمال الراحل أحمد الصفريوي(1915-2004) وعلى نحو خاص روايته الذائعة الصيت” صندوق العجب”، وساهم المهاد النظري الذي قدمه الأستاذ مصطفى يونس  في تقريب صورة أحمد الصفريوي الأديب صاحب  جملة من الأعمال التي شملت فنون الشعر والمسرح والرواية، من خلال أعماله السردية” سبحة العنبر” و”صندوق العجب” و”حديقة السحر أو عطر الأساطير”، فضلا عن إصداراته الأخرى مثل” ذاكرة الحركة.. الفخار المغربي والنسوي في الريف المغربي” و” حلي المغرب”.
 أما المداخلة القيمة للأستاذ عبد السلام شناك، والتي أحاط فيها بمختلف المحاور التي تهتم بالتجربة الروائية للكاتب أحمد الصفريوي بوصفه مؤسسا للأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية وعلى نحو خاص، إشكال السيرة الذاتية كنمط كتابي هيمن على متخيل الكتابة المغاربية باللغة الفرنسية، وهو ما يبرر الرغبة في استعادة الماضي في رواية “صندوق العجب” وحضور الفضاء المغربي وموروثه الثقافي وفن العيش بكل تفاصيله الدقيقة.
 وحملت مداخلة الدكتور محمد برزوق، رؤية جديدة من خلال إعادة الاعتبار لأدب أحمد الصفريوي، خاصة وأنه بعد ظهور روايته الأولى، تعرض لهجمة شرسة من طرف النقاد المغاربة الذين وصفوا أدبه بالفلكلوري وأدرجوه في خانة الغرائبي والعجيب (اللعبي والخطيبي)، ومن بين المآخذ التي أخدت على هذا الكاتب أنه غيَّب المستعمر في روايته الأولى(صندوق العجب) ولم يتم ذكره. إلا أن هذا التغييب القصدي يمكن قراءته بشكل آخر، ويتعلق الأمر برغبة أحمد الصفريوي في ممارسة ما يمكن تسميته ب” قتل الكتاب” وهو بالتالي بتغييبه لهم يعيد الاعتبار لثقافته المحلية ولموروثه الثقافي وللغته الأم، الحاضرة بقوة في ثنايا روايته من خلال كلمات تنتمي الى الدارجة المغربية.

Related posts

Top