منافسة بكاريزما قوية واستثنائية خبرت الوظيفة الانتدابية كبرلمانية
تخوض عائشة لبلق غمار الاستحقاقات الانتخابية ليوم 8 شتنبر، كوكيلة للائحة التشريعية باسم حزب التقدم والاشتراكية بالدائرة الانتخابية الدار البيضاء أنفا، والتي تعد من أصعب الدوائر بالجهة، ورغم ذلك اختارت لبلق أن تكون المرأة الوحيدة المرشحة بهذه الدائرة وسط مرشحين رجال من أحزاب أخرى.
التنافس بهذه الدائرة التي تسمى بدائرة الموت بالجهة، لايرهب عائشة لبلق، فهي تحوز من الكاريزما والخبرة الميدانية ما يؤهلها لمنافسة ممتهني الانتخابات، فقد خبرت الوظيفة الانتدابية كبرلمانية، وحازت على تجربة قيمة من خلال العمل التشريعي، وتوليها لرئاسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية خلال الولاية التشريعية السابقة، حيث كانت عنصرا فعالا في الترافع من داخل المؤسسة التشريعية، عن التعديلات والتصورات والمقترحات التي قدمتها المجموعة النيابية بمجلس النواب باسم الحزب والتي همت قضايا محورية، حيوية بل ومصيرية في حياة المواطنات والمواطنين ومن أجل مستقبل الأجيال القادمة ومن أجل الوطن.
إيمان وكيلة لائحة حزب الكتاب، بالديمقراطية التشاركية، كإيمانها بالديمقراطية التمثيلية، حيث تعتبر أن الهدف من ترشحها هو المساهمة في مقاربة قضايا الساكنة بشكل تشاركي معهم، وإيجاد الحلول للإشكاليات المطروحة، وأن يكون التشاور والإنصات للساكنة سواء بالنسبة لمطالبهم أو مقترحاتهم أحد الأعمدة التي يتم إقامتها من أجل التخطيط الاستباقي لمنع حدوث بعض المشاكل التي لا تتطلب أحيانا غير العمل الاستباقي.
وتؤكد عائشة لبلق، على مسألة إرجاع الثقة للمواطنين في العمل السياسي بل وحتى في المؤسسات والاقتصاد، وتشير أن أزمة الثقة هاته تمس عددا من الأوساط المجتمعية أطرا نساء ورجال، علما أن ظاهرة العزوف تمس بشكل خاص الشباب الذي يمثل حاضر ومستقبل البلاد، حيث أن 8 من أصل 10 غير مسجلين في اللوائح الانتخابية.
وتعتبر أن هذا الأمر يمثل ناقوس خطر على السياسيين بمختلف توجهاتهم يجب الانتباه لها، وتغيير نهجهم بالتعامل بشكل جدي مع وظيفتهم الانتدابية حينما يتم اختيارهم من طرف الناخبين والناخبات، والعمل من أجل الصالح العام والارتقاء بمناطقهم وجهاتهم، وذلك لن يتم إلا بالانضباط لمضامين وروح الدستور، الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة.
وأبرزت أن الاختصاصات المخولة سواء لمجالس المدن أو مجالس الجهات، بإمكانها لعب أدوار محورية على هذا المستوى، فاختصاصات مجلس المدينة تتكامل مع اختصاصات مجلس الجهة، فإذا كان أساس الاختصاصات بالنسبة لمجلس المدينة هو تحسين محيط عيش المواطن والمواطنات وتوفير الخدمات الأساسية للقرب، فمجلس الجهة يختص ببعد أكبر، حيث، يمكن له القيام بالتخطيط في المجال الاقتصادي والاجتماعي، فالمجلسان من خلال اختصاصات كل واحد منهما يتكاملان، وتكون محصلة عملهما في النهاية لمصلحة الساكنة بالجهة.
وتمتلك وكلية اللائحة بدائرة أنفا، تصورا جديدا للأدوار التي على الجماعة الاضطلاع بها، حيث لاينبغي أن تنحصر في أداء بعض الخدمات الإدارية البسيطة وقد أظهرت ظروف تفشي فيروس كوفيد 19 أن التحديات أصبحت كبيرة، وأن على الجماعة أن تأخذ بكل جدية بعين الاعتبار هذه التغيرات الطارئة وكذا التحولات الاجتماعية وحاجيات جميع الفئات خاصة النساء، بل على الجماعة أن تضع سياسة استباقية لمواجهة تلك الحاجيات وإيجاد الحلول التي تطرح سواء بالنسبة لمسألة السير والجولان، أو النقل، أو التكوين والعناية بالمسنين والأطفال خارج الأوقات الخاصة بالدراسة، وتوفير بعض الخدمات الاجتماعية، كالمختصة الاجتماعية، كما هو معمول به في العديد من التجارب المقارنة في دول الجوار الأوربي، حيث الدولة من خلال الجماعة أو البلدية تولي العناية بالنساء والأطفال ومختلف الفئات الهشة وتهتم بقضاياهم وتستجيب لحاجياتهم.
وكيلة لائحة الكتاب، تراهن على ثقة الناخبات والناخبين ومشاركتهم المكثفة في العملية الانتخابية، والتصويت لصالح لائحة الكتاب، وتؤكد أن التزام الحزب بالعمل مع المواطنات والمواطنين يترجمه بشكل مسبق البرنامج الانتخابي الذي تم إعداده اعتمادا على المقاربة التشاركية، من خلال الإنصات لمقترحات وتصورات المشاركين في الورشات التي نظمها بهذا الخصوص، وهي المقترحات التي ترتبط بالقضايا التي تشمل تحسين الخدمات العمومية الأساسية، من صحة، وتعليم ونقل، ونظافة، والعمل على المساهمة في تحسين مستوى عيش الساكنة، وتحسين المجال العمراني في عدد من المدن.
وتؤكد أن مدينة الدار البيضاء التي لازال مسار التنمية بها يشكو عدة مطبات في مجموعة من الأحياء، ينبغي العمل بشكل استعجالي على تجاوزها، مشددة أن الجهة برمتها تحتاج لنخبة من المنتخبات والناخبين لها من الدراية بهذه الاختصاصات والكفاءة ما يؤهلها في مجال التدبير، فضلا عن النزاهة والمعقول ما يخولها للقيام بذلك بشكل سلسل وفي أسرع وقت، “فلم يعد من المقبول أن تستمر الدار البيضاء في المشاكل التي بالإمكان معالجتها لاسيما وأنها تمثل واحدة من الجهات الدينامو للاقتصاد الوطني” على حد تعبيرها.
< فنن العفاني