عبر عبد الواحد سهيل، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، يوم الاثنين المنصرم، عن قلقه البالغ إزاء استمرار الارتفاع الصاروخي لأسعار المحروقات، ومعها لهيب أسعار معظم المواد الاستهلاكية والأولية الأساسية التي قد تفضي إلى مزيد من تدهور القدرة الشرائية للأسر، وإلى تفاقمٍ خطير للأوضاع الاجتماعية بالنسبة للفئات الفقيرة والطبقة الوسطى، وإلى تعميق الصعوبات بالنسبة للمقاولات الصغرى والمتوسطة.
وقال عبد الواحد سهيل، في ندوة احتضنها المقر الوطني للحزب بالدار البيضاء، في موضوع” كيف يواجه المغرب تقلبات الأوضاع الدولية وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟، إنه في الوقت الذي ينادي فيه الجميع بدق ناقوس الخطر، تفضل حكومة أخنوش، الفاقدة للتجربة السياسية والمغردة خارج السرب، التزام الصمت الحكومة وعدم اتخاذ لإجراءات اللازمة، بل وعدم التواصل والحضور السياسي، في ظل أوضاع صعبة تتطلب منها أن تكون فعلا حكومة سياسية وقوية.
واعتبر سهيل، في هذه الندوة التي أدارها الصحفي محمد خليل، أن تدبير الحكومة لتعقيدات المرحلة يفتقد إلى تصور واضح ودقيق، وإلى خطة شاملة، وإلى الجرأة السياسية في المبادرة، مؤكدا أن عدم بلورة وتفعيل الحلول والبدائل المتلائمة مع الطابع الاستثنائي للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الراهنة يضر بصورة البلاد ويجعلها وجها لوجه أمام مخاطر انزلاقات اجتماعية بالإضافة الى التشجيع على المزيد من العزوف السياسي.
في هذا الاتجاه، دعا عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إلى الاعتماد على الوسائل والإمكانات الداخلية للبلاد من خلال إعطاء الأهمية لتنمية الاقتصادية وللديمقراطية، وإلى جعل الانسان محور التنمية، كنهج، يقول المتحدث، سيمنح المغرب صورة أكثر إشراقا وصوتا مسموعا بين دول العالم، وزادا نفيسا من الاحترام.
وبالعودة إلى جلسة مساءلة رئيس الحكومة، بمجلس النواب، بعد زوال يوم الاثنين الماضي، انتقد عبد الواحد سهيل، بشدة، أسلوب أخنوش المتغطرس، والذي يؤكد وجود صراع مصالح، ولامبالاة بتفاقم الأوضاع الاجتماعية وما تشهده القدرة الشرائية لعموم المواطنات والمواطنين من تدهور مطرد، لا سيما بالنسبة للفئات الفقيرة والشرائح المستضعفة التي تضاعفت معاناتها بسبب تظافر عوامل انعكاسات الجائحة، وتأخر الأمطار، وارتفاع كلفة المعيشة. وهو ما يجعل البلاد، يقول المتحدث، في أتون لا يرحم، قد يفضي الى الانفجار إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة وشجاعة بشكل عاجل، لأن أسعار المحروقات، يقول سهيل، بلغت مستويات غير مسبوقة ولن يوقف هذا المد التصاعدي ويعيد الأمور الى نصابها، سوى إجراءات شمولية وشجاعة سبق لحزب التقدم والاشتراكية أن استعرضها في مضامين بلاغات ديوانه السياسي.
وبخصوص تطورات الظرفية الدولية، وما يميزها من حرب روسية أوكرانية ومن تهديدات إرهابية على أبواب بلادنا، سواء تلك المتعلقة بالجارة الشرقية التي شهدت العشرية السوداء المعروفة، أو من مالي، دعا سهيل الى تعامل المغرب بذكاء، وبحس رفيع على مستوى المتابعة، مشددا على أن مصلحة المغرب تفرض عدم الانسياق وراء جهة معينة، والتعاون مع محيطه على أساس المنفعة المشتركة.
بهذا الخصوص، قال المتحدث، إن القرارات التي اتخذها المغرب في تعامله مع اسبانيا أفضت الى نتائج إيجابية لا يمكن تحقيقها باللجوء الى الحرب مهما كانت شدتها، مشيدا باستقلالية قرار المغرب وحنكته الدبلوماسية التي مكنته من تحقيق نجاحات على صعيد القضية الوطنية الأولى، وعلى مستوى الانفتاح على افريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، بالإضافة الى تحقيق تطورات إيجابية في العلاقات مع المانيا واسبانيا.
هذا وكان عبد الواحد سهيل قد قدم، في بداية هذه الندوة، عرضا مقتضبا حول التطورات السياسية العالمية خلال القرن العشرين ومطلع القرن الجاري وما ميزها من مراحل حرب وسلم تم عقبها إعادة تقسيم العالم وفق مصالح الدول الرأسمالية والأمبريالية.
< مصطفى السالكي
< عدسة: مكاو عقيل