عصير برتقال: رمز رفضنا للإرهاب

في مراكش صار البرتقال رمزا لرفضنا المجتمعي للإرهاب وللإرهابيين، واستطاع شباب أن يحولوا عبارة (عصير برتقال  في مراكش ضد الإرهاب) إلى رمز دال على شعورنا الجماعي، وعلى …ثورتنا نحن أيضا. تجمع الكثيرون يوم السبت في ساحة جامع لفنا أمام مقهى (أركانة)، ورفعوا كؤوس عصير البرتقال تحية لمراكش وسلاما لأهلها، وتحديا للقتلة.
لقد اقترنت الثورات العربية هذا العام بالأزهار: الفل، الياسمين…، والبقية آتية، وقبل العرب كانت ثورة البرتغال قد اقترنت بالقرنفل، وفي جورجيا بالورد، والاقتران في كل هذه الحالات بين ثورات تقوم على الغضب وعلى الرفض وبين الأزهار يعني أن الشعوب، في ثوراتها وانتفاضاتها، تسعى إلى الأفضل وإلى الجميل في الحياة.
ليموننا الأصيل اليوم يعبر عن إصرارنا الجماعي على الحياة ذاتها، وعلى رفض كل الإرهابيين..
ليموننا اليوم عنوان ثورتنا المتميزة..
وحتى ولو أن الثورة الأوكرانية كانت قد اقترنت هي الأخرى بالبرتقال، فإن لنا الحق هنا في هذه الديار البعيدة عن أرض السلاف أن نتملك أصل الاقتران، خصوصا أن شعوب ما كان يعرف بالاتحاد السوفييتي كانت دائما تقرن البرتقال الجيد بمصدره المغربي.
شرب مئات الأشخاص، مغاربة وأجانب، كأس العصير الليموني وسط ساحة جامع لفنا احتفاء بالحياة، واقترب الكل من باعة العصير وأصحاب المحال التجارية، ورفعوا الكؤوس عاليا سلاما لمراكش، وسلاما لبهاء الحكاية في ساحة البهاء والحكايات.
العديدون حلوا بمراكش هذا اليوم، ساروا في المكان الذي ملأته قبل أسبوع رائحة الموت، وشاركوا أهل الساحة والمدينة حزنهم وغضبهم، وصاح الكل  ضد القتلة:
نرفضكم، نمقتكم، لا نخشاكم، لا ننجر إلى فخاخكم…
ونشرب كأس عصير أمام (أركانة)..
الصرخة الشبابية والشعبية هذه، لابد أن يلتقط المسؤولون إشارتها اليوم، ويقدمون على دعم ساحة جامع لفنا ومراكش، في السياحة وفي الترويج الإعلامي لها وفي تشجيع المغاربة وأسرهم على السفر إليها والمساهمة في تعزيز الدينامية الاقتصادية والسياحية والتجارية فيها.
الإرهابيون والقتلة استهدفوا مراكش العنوان، مراكش الرمز، مراكش قلب السياحة المغربية وأشهر مدينة مغربية في العالم..
الرد عليهم يكمن في حماية الرمز والقلب، وفي النهوض بالمدينة ومساندة المتضررين من أهلها، داخل الساحة وخارجها..
لمراكش السلام…
ما ألذ شرب كأس عصير البرتقال في ضيافتك وداخل الساحة الساحرة.
[email protected]

Top