عظمة جمهور استثنائي

أكد الجمهور الرياضي مرة أخرى، أنه سند لاغنى عنه لكرة القدم الوطنية، جمهور استثنائي بكل المقاييس، لا يمكن أبدا الاستغناء عنه، بل بدونه لا يمكن أن تكون هناك قيمة للحركة الرياضية من الأصل.
قدم الجمهور الدليل على هذه القيمة غير للعادية، ليس فقط على مستوى الحضور القياسي، بل بأسلوب رائع في التشجيع والتحفيز، وابداع لوحات فنية، وتقديم اهازيج تضفى جمالية خاصة، على المباريات، مانحة دفئا خاصا لمدرجات، عانت لموسمين ونصف من صقيع قاتل…
فمنذ إصدار القرار الرسمي القاضي بعودة الجمهور للملاعب، لم يتطلب الأمر وقتا طويلا قصد تنفيذ القرار ، فالفاعل الأساسي داخل المنظومة الرياضية، كان جاهزا للعودة، بل متعطشا للعب دور حيوي، انتظره جل المتدخلين مدة طويلة.
صحيح أن أغلب الملاعب بجل المدن استفادت بطريقة متفاوتة، من هذه العودة المرتقبة، إلا أن مركب محمد الخامس يبقى استثنائيا، جمهور مدينة الدار البيضاء، كان كعادته رائعا، مبهرا، متميزا، مثيرا لكل عبارات الإعجاب والتقدير والتنويه.
فخلال المباريات التي خاضها فريقا الوداد والرجاء البيضاويين، منذ رفع الحظر، كان الجمهور حاضرا بقوة، ساند، شجع، حفز، قدم لوحات، تجعل الممتبع يقف احتراما وتقديرا لهذا الجمهور، ولابداعاته المبهرة، مما أهله لاحتلال مركزا متقدما على الصعيد الدولي، متجاوزا جمهور بطولات مصنفة ضمن الخمس الأوائل على الصعيد الأوروبي، كما هو الحال بالنسبة للدوري الفرنسي مثلا.
والايجابي أن قرار السماح بعودة الجمهور، تزامنت مع استضافة الكبيرين، الرجاء والوداد لمبارياتهما الأفريقية، وبالفعل كان الجمهور في الموعد، قاد اللاعبين بقوة، نحو تحقيق نتيجة الفوز، عزز ترتيبهما داخل المجموعتين الثالثة والرابعة، من مسابقة عصبة الأبطال.
وبالإضافة إلى جمهور البيضاء، لا يمكن أيضا تجاوز الحضور اللافت لجمهور مدينة اكادير ، خاصة خلال مباراة نهضة بركان، تميز بحضور لافت، وطريقة تشجيع ومساندة، مثيرة للاعجاب، نفس الوصف يمكن أن يقال عن جمهورى فريقى الجيش الملكي والمغرب الفاسي، وأيضا جمهور مدينة وجدة وبركان، في انتظار استعادة جمهور مدينة طنجة مكانه الطبيعي، داخل ملعب طنجة الكبير ، الذي يشهد عملية إصلاح وتوسيع للمدرجات.
كل هذا الزخم والتميز والحضور الرائع، ننتظره بطبيعة الحال، يوم الموعد الكبير، الذي نترقبه جميعا، موعد سيوحد بدون أدنى شك، وكما تعودنا على ذلك دائما، جمهور كل الأندية والفرق.
29 مارس الجاري، هو الموعد المرتقب، والمناسبة مباراة العودة المصيرية، سيستضيف خلالها الفريق الوطني منتخب الكونغو الديمقراطية، على أمل أن تشهد التأهيل لمونديال قطر 2022، للمرة الثانية على التوالي، والسادس في تاريخ كرة القدم الوطنية.
فتحية تقدير وإعجاب لهذا الجمهور الرائع..وعلى إيقاع الانتصارات دائما نلتقي…

>محمد الروحلي

Related posts

Top