على بعد أيام قليلة من عيد الأضحى .. سلا تغرق في الأزبال

 

على بعد أيام قليلة من عيد الضحى، تغرق مدينة سلا في الأزبال، حيث تنتشر أكوام من النفايات في جل شوارع وأزقة المدينة التي تحولت إلى ما يشبه المطرح الكبير للنفايات، وكأن المصالح المختصة قدمت استقالتها بدون سابق إنذار.

وقد عبر العديد من المواطنين، ممن التقتهم بيان اليوم، عن امتعاضهم وسخطهم، من هذه الوضعية التي باتت عليها المدينة التاريخية التي تقع على مرمى حجر من عاصمة المملكة، حيث   صارت أطنان النفايات والأزبال المنزلية تغطي جل أحياء المدينة، وأمام المرافق العمومية كالمدارس التي بات منظرها مثيرا للاشمئزاز، بالإضافة إلى انتشار الكلاب الضالة التي تشكل ظاهرة تقلق راحة الساكنة وتهدد سلامتهم الصحية، في غياب تام لأي تدخل من قبل مصالح حفظ الصحة بالمدينة.

ففي كل شوارع وأحياء المدينة كتابريكت وحي الرحمة وحي بطانة وحي سيدي موسى وحي القرية وغيرها من الأحياء يلاحظ غياب حاويات النفايات المكدسة فوق الأرصفة وعلى قارعة الطريق تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف، والقوارض والحشرات التي باتت خطرا على الصحة العامة.

ويرى العديد من المواطنين أن هذه الوضعية جعلت من مدينة سلا    عبارة نقط سوداء تنذر بتفاقم الوضع البيئي، وتبعث على القلق وتدفع ساكنة المدينة للتساؤل حول دور مجلس المدينة في مراقبة الشركة الموكول لها تدبير قطاع النظافة.  

وكانت مجموعة من الفعاليات الجمعوية  الناشطة في مجال البيئة، قد حذرت في وقت سابق، من أن تتحول مدينة سلا إلى فضاء تنعدم فيه مقومات العيش المشترك، بسبب تكدس الأزبال في كل مكان، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى حيث تزداد كمية النفايات المنزلية بشكل قياسي بمختلف الفضاءات العامة، بالإضافة إلى انتشار الكلاب الضالة التي باتت تغزو مختلف شوارع وأزقة المدينة، في غياب أي تدخل جدي لمصالح حفظ الصحة بالمدينة للحد من هذه الظاهرة. 

وعلق مواطنون من ساكنة مدينة سلا على الحملة التي أطلقها نشطاء بيئيون للتحسيس بأهمية النظافة في احتفالات عيد الأضحى، بالقول إن هذه الحملة يجب أن تتوجه إلى القائمين عن تدبير الشأن المحلي لتوعيتهم بأهمية النظافة طيلة أيام السنة، وبأن الفضاء إذا كان نظيفا يفرض على المواطن أن يحترمه وأن يساهم في الحفاظ على نظافته.

يشار إلى أن نشطاء بيئيون أطلقوا حملات تحسيسية استباقية  من أجل توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على نظافة الأماكن العامة، والتقيد بالإجراءات التي تعلن عنها السلطات العمومية، وذلك بتفادي التخلص من مخلفات الذبح في قنوات الصرف الصحي، وجمع النفايات في أكياس بلاستيكية محكمة الإغلاق، ووضعها في حاويات الأزبال.

كما دعا هؤلاء النشطاء إلى تفعيل أدوار الشرطة البيئية في هذه المناسبة الدينية لزجر المخالفين، اعتباراً للأضرار الصحية والبيئية الناجمة عن التخلص العشوائي من النفايات.

لكن ما تؤكد عليه ساكنة مدينة سلا، هو أن المسؤولية مشتركة، بين المواطن ومجلس المدينة بل إن مسؤولية هذا الأخير أكبر من الأول على اعتبار أن من أبرز المسؤوليات الملقاة على عاتق الجماعات الترابية هي ضمان الوقاية الصحية و النظافة و حماية البيئة، والحفاظ على جودة الماء خاصة الماء الصالح للشرب والمياه المخصصة للسباحة، وتصريف ومعالجة المياه العادمة ومياه الأمطار، ومحاربة عوامل انتشار الأمراض المعدية، ومحاربة جميع أشكال التلوث والإخلال بالبيئة و بالتوازن الطبيعي، كل ذلك هو التزام مقابل استخلاص ضريبة النظافة، وأي تقصير في تسيير مرفق النظافة تترتب عليه مسؤولية الجماعة.   

محمد حجيوي

موسى رضوان

الوسوم ,

Related posts

Top