عندما تمزج الموسيقى!

بعد مرور 25 عامًا، يواصل مهرجان كناوة والموسيقى العالم بالصويرة تعزيز سمعته على الساحة الموسيقية العالمية بفضل تقليده الغير مسبوق: حفلات المزج الموسيقية الفريدة. مزج إيقاعات كناوة مع باقي أصناف الموسيقى من جميع أنحاء العالم. كانت هذه الفكرة الفريدة المُؤسِّسة لمهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة. فمنذ البداية، تم إحداث المهرجان كمختبر موسيقي في الهواء الطلق؛ المختبر الذي يستضيف، كل دورة، التجارب الأكثر جرأة والأقل احتمالا، لإسعاد عشاق الموسيقى ورواد المهرجانات الباحثين عن أصوات جديدة والمتطلعين لعيش تجربة فريدة من نوعها.

ستستقبل الدورة 25 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم أزيد من 400 فنان خلال 53 حفلا موسيقيا. برنامج غني ورائد، يضع المزج في قلب برمجته ويقدم للجمهور تشكيلة غنية من الموسيقى والتجارب الصوتية الأصلية في الفترة الممتدة من 27 إلى 29 يونيو، للاحتفال بمرور ربع قرن على هذا الاحتفاء الكبير بالأخوة، في أجواء فريدة من نوعها عبر العالم.

العالمي بصيغة الجمع

المعلم محمد كويو، راني كريجا، غيمبا كوياتي، جون غراندكامب، كيكي بيردومو، مهدي الشايب و HBS TRUMPET

المغرب، مالي، إسبانيا، فرنسا

بعد أداء مذهل خلال الحفل الافتتاحي للدورة 24 للمهرجان، يعيد محمد كويو الكرة خلال هذا الحفل الجديد؛ ثمرة إقامة حيث تمتزج الصرامة بالجرأة، والذي سيجمع عازِفَي إيقاع عبقريَين اثنين: المغربي راني كريجا الذي يخاطب بصيغة المفرد نجومًا مثل ستينج، هيربي هانكوك أو آل دي ميولا، والفرنسي جون جراندكامب الذي يستمد إلهامه من الموسيقى الإفريقية والسول والفانك. الاثنين في مواجهة العزف الزهدي لعازف البوق HBS TRUMPET، والألحان المؤرقة لساكسفون كيكي بيردومو، وعازف الجيتار الكهربائي الموهوب، المالي غيمبا كوياتي! النتيجة: حوار بين روافد فنية وثقافية تستمع لبعضها وتتبادل وتمزج لتذهلنا وتلهمنا.

نفَس إفريقيا

المعلم عبد المالك القادري وألون واد

المغرب، السنغال

إنه لقاء بين موهبتين استثنائيتين. ألون واد، المعتاد على التعاونات المرموقة: يوسو ندور، والشيخ تيديان سيك، وبوبي ماكفيرين، وجو زوينول، وعزيز السحماوي، وماركوس ميلر. عازف الباس والملحن والمغني السنغالي سيمزج نغماته مع نغمات كمبري المعلم الشاب عبد المالك القادري، الابن الروحي لأعظم معلمي كناوة مثل المعلم عبد الله غينيا والمعلم عبد الرحمن باكو والمعلم الشريف الركراكي وغيرهم.

المغرب/السنغال، مجددا ودائما

أبلاي سيسوكو ومهدي قاموم

أحد أفضل عازفي الكورا في العالم. بأسلوبه الموسيقي الرائق والحديث، ينتمي أبلاي سيسوكو إلى الجيل الجديد من الفنانين السنغاليين الذين يجسدون الجمع بين تقاليد الماندينكا والإبداع الموسيقي المعاصر. بينما يستمد مهدي قاموم فنه من جذوره والتراث الموسيقي الغني لبلاده: كناوة، هوارة، إسمغان، الركادة، الدقة المراكشية… كلها أصناف تلمس الحداثة بفضل كمبريه الكهربائي. محادثة موسيقية بين فنانَين أصيلَين وآنيَين.

المعلم طارق آيت حميتي وBCUC،

المغرب، جنوب أفريقيا

طارق، وريث عشيرة «آيت حميتي»، أحد ممثلي الجيل الجديد من الفنانين المُشبعين بالتقاليد الكناوية والمنفتحين على الابتكار وأصناف الموسيقى الأخرى من خلال المزج بين الموسيقى الكناوية والإيقاعات الغربية، مثل موسيقى الإلكترو التي يشتغل عليها منذ عام .2011 خلال هذه الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان، يواجه طارق آيت حميتي قنبلة موسيقية حقيقية، وهي المجموعة الجنوب إفريقية  .BCUC بين الأصوات الإفريقية، موسيقى السول، البانك روك… حفل موسيقي من المتوقع أن يكون ذي قوة نادرة.

اتصالات عابرة للأطلسي

المعلم حميد القصري وبوكانتيه
المغرب، الولايات المتحدة الأمريكية

يبدو لقاء حميد القصري وبوكونطي وكأنه أمر لا مفر منه. فحميد القصري ومليكة تيرويلين فنانان يملكان أداء صوتيا استثنائيا وتوظيفا غير مألوف يستثمر الغنى الكبير للأصوات الكريولية والعمق الروحاني للموسيقى الكناوية. في سنة 2018، افتتح حميد القصري دورة المهرجان بلقاء فني مع فرقة الجام جاز Snarky Puppy المشهورة والتي تقيم بحي بروكلين الشهير والتي يتولى إدارتها الموسيقية مايكل ليغ. هذا الأخير هو من بادر في ما بعد إلى إحداث مشروع بوكانطي. ما يعد إذن بلقاء عائلي مميز.

السير الذاتية للفنانين

أبلاي سيسوكو وكوردابا
ABLAYE CISSOKO & CORDABA

يعد الفنان أبلاي سيسوكو، المقيم بمدينة سان لوي بالسينغال، أحد أكبر وأمهر عازفي آلة الكورا بين أبناء جيله. موسيقي متفرد واستثنائي سبق له الاشتغال، ومنذ سنوات، بكل من إفريقيا وأوروبا وباقي دول العالم. عزفه المذهل، الذي يمزج فيه بين الأداء الاستعراضي والسخاء الفني، أهله ليشارك مسارح وخشبات المهرجانات واللقاءات العالمية مع فنانين دوليين كبار كفرانسوا جينو ومجيد بقاس وريشار غايانو وإدواردو إيغيز وإيريك بيب وكوستانتينوبل وكيا طاباسيان وعمر بيني والشيخ تيديان سيك وسيمون غوبيرتو وراندي ويسطون (بمهرجان سان لويس للجاز).
ينتمي أبلاي سيسوكو، بفضل أدائه السلس والحديث المدعوم بصوت شجي وكلمات هادئة، إلى جيل جديد من الفنانين السنغاليين الذين يجسدون التمازج بين تقاليد الماندينغ والإبداع الموسيقي المعاصر. كما أهتله معرفته الجيدة بعوالم الموسيقى العالمية كالجاز أو الموسيقى الكلاسيكية والباروكية من تطوير وتوسيع معارفه ومداركه الفنية، ليجمع المختصون على اعتباره أحد أكبر العازفين على آلة الكورا بالعالم.
تمكن، منذ إصدار ألبومه الأول المعنون ب«ديام» والصادر سنة 2003، من الاشتغال والمشاركة في العديد من المهرجانات واللقاءات بالقارات الخمس، مؤديا أنواعا موسيقية مختلفة. كما تمخض عن لقائه، سنة 2009 بمدينة نيويورك الأمريكية، مع عازف الترومبيت الألماني فولكر كويتز، إنتاجه لألبومه الموسيقي المعنون ب«سيرا». ألبوم عمل من خلاله الفنانان، بصفاء كبير، على المزج بين الحداثة والتقاليد الموسيقية، وبين الجاز والموسيقى الإفريقية.

 ALUNE WADE – ألون واد      
يعتبر العازف الماهر على آلة الباص والمؤلف الموسيقي والمغني السنغالي ألون واد، المحتفى به بالساحة الفنية الدولية المهتمة بموسيقى الجاز والأفروبيت، نجما «فوق العادة» (حسب المحطة الإذاعية دوتشلاندفانك كيلتير، 2022). ألون من مواليد سنة 1978 بمدينة داكار السنغالية، وبها بدأ أول دروسه في الموسيقى الكلاسيكية على يد والده قائد الأركيسترا السمفونية. في سن الثالثة عشر، شرع في العزف على آلة الباص ضمن مجموعة من الفرق المحلية وسجل أول مقطوعاته وهو ابن الخامسة عشر بأستوديوهات أحد أصدقائه. ثلاثة سنوات بعد ذلك، استمع إليه الفنان المشهور إسماعيل لو، أحد الفنانين الأكثر تقديرا وشهرة بالقارة الإفريقية، ليقرر ضمه إلى مجموعته ويصاحبه لثمان سنوات كاملة. سنة 2015، تم اختياره شخصيا من طرف المبدع ماركوس ميلر ليشاركه ألبومه المعنون «أفروديزيا». بعد هذه التجربة الغنية، دشن واد مسيرة فنية ملفتة قادته للتعاون مع العديد من أساطير الموسيقى العالمية المعاصرة كساليف كايطا، وأومو سانغاري، وبوبي ماكفيران وجوي زاوينول وفطومة دياوارا وباكو سيري وبيلا فليك والشيخ تيديان سيك وديب فوريست وغريغوري بوتر. يجسد ألبومه الخامس المعنون ب «سلطان» (إنجا ويالاو بورد، 2022) التنوع الثقافي، إذ مزج فيه بين إيقاعات فريدة بخلفيات الأفروبيت والمقامات اللحنية العربية وروح الجاز الأصيل.

BCUC
بمزجها، بطريقة متفردة جدا، بين الموسيقى الإفريقية والسول والبانك روك، تقوم المجموعة الجنوب إفريقية بغمر العالم بطاقتها الإيجابية بفضل فنها وأسلوبها الذي تنعته ب«الأفريكانغوغو». أسلوب يجمع بين الإيقاع والغناء التقليدي المنتمي لقبيلتي الزولو والسوتو. شعارها في ذلك المقولة التي تلخص فلسفتها الفنية: «للشعب، من الشعب، ومع الشعب». بعد بدايات محتشمة، حيث كان أفرادها يتدربون في حاويات بالقرب من الكنيسة التي يديرها القس ديسمون توتو، عرفت فرقة الـ«بكوك» انتشارا وشهرة واسعتين، واستضافتها أكبر المهرجانات الفنية العالمية كغلاسغو ويست هولتس وروسكيلد وأفروبانك بروكلين ودور وورلدوايد ووماد وفيزيون وزيغيت وف.ف.ف.م سانس وبيشز براو وبومتاون وكولور كافي. سنة 2023، تمكنت المجموعة من الحصول على الجائزة الرفيعة والمتميزة ووميكس أرتيست أوارد؛ جائزة تمنح عادة لفنانين متمرسين ومتقدمين في السن. تتويج يعد بمثابة اعتراف باحترامها لأخلاقيات العمل، ولأدائها الفريد على خشبات المسارح. تعد موسيقى BCUC وريثة شرعية للأساطير الفنية كفيليب «مالومبو» وطابان وباستومي إذ استبدلت أصوات الجاز المنتمي إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي بتأثيرات الهيب هوب وبحيوية وطاقة البانك-روك… فأفريقيا، كما تصفها وترسمها لنا فرقة BCUC، ليست فقيرة ولا معدمة، بل غنية بتقاليدها وطقوسها ومعتقداتها.

 

بوكانطي – BOKANTÉ                  
يعني مفرد «بوكانطي» «تبادل» باللغة الكريولية، اللغة الأم لمليكة تيروليان التي ولدت ونشأت بجزر الكارايب بجزر وادي اللُّبّ (غوادلوب). خلال سنة 2013، تم تسجيل أول ألبوم «عشاء عائلي» لسناركي بوبي، حيث قام مايكل ليغ بدعوة المغنية الشابة المقيمة بإقليم الكيبك الكندي لتضع بصمتها وصوتها الدافئ المازج بين السول والجاز على الأغنيتين «ايم نوت دو وان» و«وسيو». والآن، وبعد نجاح هذه التجربة، يلتقي الفنانان بعد أن أضحيا صديقين ورفيقين بمجموعة بوكانطي، محاطين بموسيقيي سناركي بوبي ومدعومين من طرف عازفي القيثارة كريس ماك كوين وبوب لازيتي. لتلتحق بهم، فيما بعد، أسطورة الإيقاع جيمي حداد (عازف سابق بجانب كل من بول سايمون وستينغ)، وعبقري الـ«لاب ستيل غيتار» روزفلت كوليي (عازف سابق بفرقتي لي بويز وكارل دينسون)، وعازف الإيقاع أندري فيراري (مجموعة فاسن)، ثم كايتا أوغاوا (فرقتي باندا ماغدا ويويو ما). إبداعهم الفني غير تقليدي، يجمع بين أصوات الصحراء والدلتا، وبين البلوز والكالادجا المنتمي لمنطقة الكارايبي. إنه تشكيلة متنوعة وغنية بالأنغام والإيقاعات. تؤدي وتغني تيروليان باللغة الكريولية والفرنسية معا. وتعتبر كلمات أغانيها بمثابة صدى وانعكاس للصراعات والمشاكل التي نواجهها اليوم في كوكبنا المحتضر، مشاكل كالعنصرية واللجوء واللامبالاة التامة تجاه معاناة الإنسان.

غيمبا كوياطي – GUIMBA KOUYATÉ          
يعد غيمبا كوياطي من الفنانين متعددي المواهب المحبوبين من طرف الجميع. فهو مؤلف وملحن ومغني وعازف آلة دجيلي نغوني، وأحد المؤدين المهرة على الغيتار الذي ينتقل به بيسر وسلاسة عبر ألوان موسيقية عدة من ماندينغ وأفرو- بيت وأفرو- بوب وفولك بوب وجاز وجاز فيزيون وأفرو- فولك. ولد غيمبا في أسرة تعد إحدى أكبر عائلات الغريو المالية، فهو حفيد دجيلي بابا سيسوكو الحكواتي وأحد أساتذة الـ«دجيلي نغوني»، وابن كل من مامايي كوياطي، سيد الكلمة والعازف المتقن لآلتي الغيتار والنغوني، وماه دامبا، ديفا الرافد البامباري لموسيقى الماندينغ. هاته الأصول الغنية والعريقة مكنت غيمبا من اكتساب ثقافة وتعليم موسيقيين متينين يرتكزان على التقاليد الأصيلة لمحيطه. رغم كونه حام وضامن لتراث متجدر، فإن غيمبا لا يتردد في الانفتاح على الموسيقى الحديثة التي تمنح عمله تفردا وخصوصية.
تعاون كوياطي فنيا مع العديد من المبدعين كالشيخ تيديان سيك وراي ليما ولوكا كتنزا وتوماني ديابيطي وماماني كايطا وساليف كايطا وفطومة دياوارا وآخرون.

JON GRANDCAMP – جون غراندكامب
نشأ جون غراندكامب في وسط فني خالص، بين أسطوانات والده الموسيقية واللوحات التشكيلية لوالدته. وانجذب، منذ طفولته إلى عالم الإيقاع والنغم. في التاسعة من عمره، شرع جون في تلقي دروسه الأولى في العزف على الطبول على يد أستاذ الإيقاع دينيس ديون. دروس مكثفة وعمل شاق ومتواصل لمدة سبع سنوات مكناه من صقل معرفة قوية وأداء احترافي في مجال تخصصه كما في باقي آلات الإيقاع الكلاسيكية الأخرى. في السادسة عشر من عمره، انقطع جون نهائيا عن الدراسة والتحصيل ليكرس وقته بالكامل للموسيقى.

كيكي بيردومو – KIKE PERDOMO
يعد بيردومو فنانا متعدد المواهب، فهو موسيقي ومنتج وموزع ومدرس وملحن ومهندس صوت. حصل، سنة 1989، على منحة للدراسة بمدرسة بيركلي للموسيقى ببوسطن، ثم تمكن بعدها من نيل دبلوم في الجاز من كلية الموسيقى «ESMUC» ببرشلونة الإسبانية. خلال هذه الفترة، التقى ودَرَس إلى جانب العديد من الفنانين كلويس فيتشيو وبيل إيفانس (عازف الساكسفون) وإيريك ماريونطال وديف شنايتر وغيرهم. كما دَرَسَ الموسيقى الكلاسيكية بالمعهد الموسيقي العالي بجزيرة كناريا الكبرى الذي كان يديره الفنان ماكسيميانو فيرا.
بالموازاة مع مساره في الجاز، تعاون كيكي موسيقيا مع العديد من الفنانين الإسبان كلوز كاسال وميغيل ريوس وجواكين سابينا. إذ قام إلى جانبهم بجولات فنية بكل ربوع إسبانيا وبالعديد من دول أمريكا اللاتينية.على الساحة الدولية، سجل بيرديمو مقطوعات وأغان، وشارك في حفلات موسيقيين من الصف الأول كريتشارد بونا وبيل إيفانس وطوم كوستر وروكي بريات وجون هيرينكتون وبيدرو إيتورالد وجيم بورد وتشيك لوب وديك أوتس وجون ماكناريلي وكريم زياد وأخيرا فرقة «بيغ باند كناريا» التي أسسها ولا زال يرأسها ويقودها إلى اليوم.  

HBS TRUMPET    
حمزة بناني سميرس عازف ترومبيت (بوق) وملحن مغربي. يتموقع عالمه الموسيقي بين موسيقى مايل دايفيس وربيع أبو خليل. درس حمزة، المولع بالجاز وموسيقى العالم، العزف على الترومبيت الكلاسيكية على يد جون لوي ماسون وعلى الطريقة الفرنسية التي أطللقها الفنان روبير بيشرو. انجذابه لموسيقى الجاز دفعه للالتحاق بمعهد باريس الدولي للتعليم الموسيقي «IMEP»، ليتابع دروسا حرة في الجاز والموسيقى المعاصرة والتلحين والتوزيع. بين التأليف للأفلام أو العروض الموسيقية الحية والحفلات، يبحث حمزة دائما عن صفاء الصوت والألحان، وهو ما يوجه باستمرار سعيه ونهجه الفني. كان من وراء العديد من المشاريع الموسيقية الأصيلة ك (Les douces folies de Satie) الذي قدمه سنة 2019 بمهرجان ربيع الموسيقى الكلاسيكية بالصويرة، أو«HBD»، مشروعه الأخير الذي يجمع فيه بين الجاز والموسيقى التقليدية المغربية. يستعد حمزة حاليا لإصدار ألبومه الأول خلال السنة الجارية 2024.

مهدي شايب      
في سن الثامنة، درس مهدي شايب العزف على آلة الساكسوفون بالمعهد الموسيقي. اكتشف الجاز والارتجال وهو في سن السابعة عشر ربيعا، ليقرر، سنة 2000، الانتقال والاستقرار بمدينة باريس الفرنسية لمتابعة دراسته بالمدرسة الأمريكية للموسيقى المعاصرة، وينضم إلى تجمع الموسيقيين Tarace Boulba وZetlab. شكلت الجولة الفنية التي قام بها ما بين 2003 و2008 إلى بلدان إفريقية عدة (مالي والسنغال والمغرب وجزر القمر) نقطة تحول رئيسية في مسار تطور تعبيره الموسيقي.
ساهم مهدي في العديد من المشاريع من ألبومات وإبداعات وجولات عبر العالم، إلى جانب كل من نيسم جلال وفانفاراي بيغ باند وباب البلوز والجاز ليبراتور وحميد خان وآرت فاكت ودودو ندياي روز وغيرهم. كما تعاون مع كبار المعلمين الكناويين على غرار حميد القصري وحسن بوصو وكريم زياد وأمازيغ كاتب ومهدي ناسولي.
يعد مهدي من الفنانين دائمي البحث عن أصوات جديدة من مختلف القارات وعن الإيقاعات والأغاني والتقنيات الفنية المعقدة. كما يستمتع بالمشاركة والإصغاء وتقاسم شغفه الموسيقي مع الآخرين. يشتغل، منذ أكثر من عشر سنوات، على نقل وتلقين التراث الموسيقي بشقيه التقليدي الشفهي والمدون، عبر تنشيط دروس وورشات عمل لفائدة الفنانين الشباب، سواء كانوا هواة أم محترفين.

مهدي قاموم
ولد الفنان مهدي قاموم الملقب بـ«ميديكامو» (الدواء) سنة 1991 بمدينة أكادير. اسمه الفني يعكس بالضبط قوة وقدرة الفن الكناوي على شفاء النفوس بفضل حمولته الروحانية القوية وطقوسه العلاجية السحرية. يستمد المغني والمؤلف والملحن الموسيقي الشاب إبداعاته وإلهامه من الفن الكناوي، مع قدرته على الانفتاح على تجارب وغنى موسيقى العالم. أسس، سنة 2006، أول فرقة فنية تقليدية وأعطاها اسم «ولاد بامبارا»، وتعاون مع منصة «جازوية» التي مكنت من إبراز العديد من الفنانين كمهدي ناسولي وفولان بوحسين وهشام عيساوي وغيرهم. كما تعاون مع فنانين كثر. يطور حاليا مشروعه الخاص المرتكز على الثقافة المغربة (كناوة، هوارة، إسمغان، الركادة، الدقة المراكشية، إلخ) وعلى الإيقاعات والأنغام الإفريقية الممزوجة بأصوات وأنواع موسيقية أكثر حداثة ومعاصرة كالروك والبلوز. تعلقه بآلة الكنبري التقليدية جعله يبحث في سبل تطويره ليلائم رغباته ومتطلباته الأدائية، فاهتدى إلى صنع نسخة إلكترونية خاصة بأربع أوتار بدل ثلاث. شارك قاموم في العديد من المواعيد والملتقيات الموسيقية بالمغرب كمهرجانات البولفار بالدار البيضاء وتيمتار بأكادير و»ماما أفريقيا» بمرزوكة وبالخارج، كمهرجان نسانغو ندجي ندجي بالكونغو، وبإقامة فنية بالولايات المتحدة الأمريكية.

غاني كريجة    
ولد عازف الإيقاع المبدع والماهر غاني كريجة بمدينة الصويرة المنغمسة في طقوس وأنغام كناوة. اهتم منذ شبابه بالاستماع إلى مختلف أنماط الموسيقى التقليدية لشمال إفريقيا. أنماط شكلت أساسا وقاعدة قوية لطريقته ولعزفه الحالي. عرف غاني بقدرته الكبيرة على لعب وإتقان مختلف أصناف الإيقاعات من أندلسي وعربي وإفريقي ولاتيني أصيل، ليصبح أحد أهم عازفي الإيقاع المطلوبين عالميا.
يعمل كريجة، المستقر حاليا بألمانيا، منذ سنتين على تسجيل مقاطع ونماذج إيقاعات ذات جودة موسيقية متفردة وعالية لصالح كبريات شركات التسجيل. كما سجل وقام بجولات بمختلف بقاع العالم، إلى جانب أساطير الأغنية الدولية على غرار ستينغ ودومينيك ميلر وهيربي هانكوك وآل دي ميولا وبلاسيدو دومينغو وبيتر غابرييل وWDR Big Band وSWR Big Band وآني لينوكس وبرانس وكلاوس دولدينغر وفانس ميندوزا وBAP وكزافييه نايدو وسارة كونور وهيربرت غرونماير وEMEL وهندي زهرة وأوم وماكس موتزكي ومارتن غروبينجر ولأوركسترا الفيلهارمونية الملكية لندن، وأوركسترا WDR وأوركسترا زوريخكامير وغيرهم.

عبد المالك القادري
بدأ الشاب الثلاثيني ممارسته للفن الكناوي سنة 2000، متسلحا بما راكمه من معرفة ودراية أخدها عن معلمين كبار كالمرحومين عبد الله غينيا وعبد الرحمان باكو والشريف الركراكي وغيرهم. حاز، سنة 2007، على الجائزة التقديرية الكبرى عن مشاركته في الدورة الأولى لمهرجان مواهب كناوة المنظم بالصويرة، كما شارك في العديد من التظاهرات الموسيقية بالمغرب وبالخارج (ألمانيا وإسبانيا وفرنسا الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة). يتنمي المعلم عبد المالك القادري وعائلته إلى الزاوية الصوفية القادرية التي أسست في القرن الحادي عشر الميلادي، من طرف الشيخ مولاي عبد القادر الجيلاني.

حميد القصري

من الفنانين الأكثر شهرة داخل وخارج المغرب، وأحد أعمدة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة الذين اعْتَادَ الحُضُور مشاهدتهم على منصاته منذ تأسيسه سنة 1998. رسخ المعلم حميد القصري، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس جمعية يرمى كناوة، اسمه من خلال حفلات استثنائية وتاريخية كانت أهمها تلك التي أحياها بالمهرجان إلى جانب عازف البيانو المتميز المرحوم جو زاوينول، سنة 2004. سيتمكن بعدها من نسج علاقات فنية وتعاونات موسيقية، سنة 2011، مع كل من كريم زياد وهميون خان وشاهين شاهدة. نال المعلم القصري شرف افتتاح دورة 2018 للمهرجان، بإحيائه لحفل باذخ من فن المزج إلى جانب الفرقة الأمريكية المشهورة والمتخصصة في فن «دجام جاز»، «سناركي بوبي» المستقرة بحي بروكلين. ازداد حميد القصري بمدينة القصر الكبير، شمال المغرب، سنة 1961، وبها بدأ تعلمه لطقوس تاكناويت على يد كل من المعلمين علوان وعبد الواحد ستيتو، إلا أن شغفه بهذا التراث وَرَثَهُ خصوصا عن زوج جدته الذي كان عبدا ذي أصولٍ سودانية (منطقة جنوب الصحراء). مكنته موهبته وإتقانه لفنه من التوفيق بين الإيقاعات الكناوية بكل من شمال وجنوب المغرب، كما ساعده صوته الجهوري القوي والطروب لكي يصبح من أكثر وأهم الفنانين المطلوبين لإحياء سهرات حية. خلال الدورة القادمة للمهرجان، سيلتقي الجمهور مع المعلم حميد القصري في حفل مزج موسيقي استثنائي، سيجمعه مع فرقة بوكانطي ذات الأصول الأمريكية الكيبيكية الغوادالوبية.

محمد كويو

تعلم محمد فافي، الملقب بكويو، أبجديات الفن الكناوي على يد والدته، إذ كان يرافقها وهو في سن حديثة لحضور الليلات الكناوية والمواسم التقليدية كموسمي مولاي ابراهيم وتامصلوحت. بعد وفاة والدته، تكفل به المعلم مولاي حسن الذي أخذه معه للاستقرار بمدينة الدار البيضاء حيث واصل هناك تلقينه. بفضل شغفه وموهبته وإصراره، تمكن كويو من التحصل على اللقب الشرفي «معلم كناوي» منذ سنة 1980 بمراكش، وأسس فرقته الخاصة التي جال بها وشارك بصحبتها في العديد من التظاهرات داخل المغرب. سنة 1984 ستشكل انعطافة في مساره الفني ببداية مشواره الدولي، إذ افتتح جناح المغرب بديزني وورلد بفلوريدا الأمريكية وطال به المقام بها لمدة سنة كاملة، لتتوالى بعدها مشاركاته الدولية في جهات العالم الأربع.
خلال افتتاح الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، قدم المعلم محمد كويو طبقا فنيا غنيا بالإيقاعات والألوان والرقصات، في حفل شاركه فيه كل من فرقة «طبول بورندي أماكابا» وجليل شاو والفنانة سناء مرحاتي. 

طارق آيت حميتي

وُلد طارق آيت حميتي سنة 1982 بمدينة مراكش، ونشأ في عائلة من أصول كناوية أصيلة توارثت الثقافة والمهارات المرتبطة بالطقوس والعادات الكناوية من جيل إلى آخر. كان جده ووالده يُلقبان «مقدم الزاوية». بدأ طارق مساره الفني سنة 1998، حيث تم تشجيعه من قبل والده وكذلك من قبل معلمين مشهورين كمصطفى باقبو وعبد الكبير مرشان. عمل مع عدة معلمين وفنانين بالمغرب وبالخارج. يعتبر طارق حمل اسم «حميتي» مسؤولية كبيرة تتجلى في ضرورة الحفاظ على هذا الإرث وأصالته، لكن دون أن يمنعه ذلك من الانفتاح على الابتكار وعلى الأصناف الموسيقية الأخرى، من خلال دمج الإيقاعات الكناوية مع أنماط غربية مثل الموسيقى الالكترونية التي يعمل عليها منذ سنة 2011. شارك طارق في العديد من المهرجانات واللقاءات الموسيقية بالمغرب وأوروبا.

Top