عن نتائج الباك

كشفت معطيات وزارة التربية الوطنية الخاصة بنتائج امتحانات الباكالوريا لهذا العام، على أن نسبة النجاح، برسم دورة يونيو 2013، لم تتجاوز 37.44  في المائة، أي أنها جاءت أضعف بـ 11 في المائة مقارنة بنتائج العام الماضي. وسجل كثير من المراقبين والمختصين في الشأن التربوي أن نسبة النجاح لهذه السنة تعتبر نسبة متدنية وضعيفة، وهي أولا وقبل كل شيء تعيد دق كل نواقيس التنبيه في وجوهنا جميعا حول ضعف المستوى التعليمي العام لتلاميذنا، وعجز الكثيرين منهم عن تجاوز محطة «الباك» بنجاح، وهذا الواقع مافتئ الكثيرون ينبهون إليه في السنوات الأخيرة، خاصة بالنظر إلى المستوى الضعيف لفئات واسعة من الذين يسعفهم الحظ لبلوغ مدرجات الجامعة، ويثير هذا الضعف قلقا حقيقيا اليوم تجاه مستوى ومستقبل التكوين الذي تمنحه منظومتنا التعليمية الوطنية.
من جهة أخرى، تؤكد نسبة النجاح الضعيفة التي سجلت هذه السنة أن أعمال الغش والتدليس لم تنفع كثيرا، وأن إجراءات الزجر والصرامة كانت إيجابية فعلا، وعلى التلاميذ اليوم الوعي بأن طريق الغش، مهما كانت الوسائل والتقنيات التي تستعمل فيها، هي طريق لا تؤدي إلى النجاح، وأن عليهم، بدل ذلك، الانكباب طيلة العام الدراسي على الاجتهاد والتعب وبذل الجهد اللازم في التعلم والإعداد من أجل النجاح.
وفي المقابل، يجب الانكباب على تقوية برامج وإجراءات محاربة الغش في الامتحان وتطويرها، وأيضا توفير الموارد والإمكانات التي من شأنها تأمين نجاح تطبيقها، وبالتالي تحقيق الأهداف المرجوة منها، أي النجاح في حماية مصداقية شهادة «الباكالوريا» وسمعة النظام التعليمي الوطني، وأيضا تحقيق تكافؤ الفرص بين التلاميذ، والاحتفاء بقيم العمل والمجهود والاستحقاق.
إن نتائج امتحانات الباكالوريا، التي أعلن عنها أول أمس، تفرض اليوم على المسؤولين عن التربية والتعليم في بلادنا حسن قراءة مؤشراتها وتفاصيلها ودلالاتها، ومن ثم الانكباب بكل استعجال وجدية على معالجة كل الاختلالات المرتبطة ليس فقط بـ «الباك»، وإنما بكامل المنظومة التعليمية الوطنية، في التكوين والتلقي والمقررات والمناهج والعلاقات، وأيضا في التوجيه والتخصصات والارتباط بالمحيط.
الآن، وقد نجح من نجح، ورسب من رسب، فإن مشكلة أخرى تواجه الناجحات والناجحين وأسرهم، وتتعلق بالتوجيه الجامعي، وبالولوج إلى التعليم العالي، وهذه رحلة متعبة أخرى تثير بدورها كثير محن وتعقيدات لابد أيضا من الانكباب على معالجتها.
مبروك إذن لكل الناجحات والناجحين ولأسرهم، وليستعد من لم يسعفهم الحظ لمضاعفة الجهد في الموسم المقبل من أجل معانقة النجاح بلا يأس، وأيضا بلا «ثقة» في الغش والتدليس.
[email protected]

Top