عودة قوية لرحلات السفر الجوي عالميا في 2023

أكدت أحدث المؤشرات أن النقل الجوي استعاد توازنه بقوة مع بداية 2023 بعدما تخطى نشاطه العام الماضي مستويات ما قبل الوباء ما يمنح التفاؤل بأن يجني القطاع المزيد من العوائد وأن تنقل شركات الطيران أكبر عدد ممكن من المسافرين.

وأظهر الطلب العالمي على قطاع السفر تسارعا في النمو خلال الفترة الماضية مع عودة حركة النقل الجوي بشكل واضح عقب تخفيف قيود الإغلاق، ورغم ارتفاع التكاليف بالنسبة إلى الشركات والمستهلكين.

وينظر المسؤولون في القطاع وخاصة شركات الطيران إلى 2023 على أنه عام استرجاع حركة السفر إلى وتيرتها المعتادة كما كانت قبل الأزمة الصحية وربما تجاوز أرقام سنة 2019 مع تسجيل الأرباح.

وأشارت بيانات حركة السفر الجوي العالمي لشهر يناير الماضي والصادرة عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) في وقت متأخر من السبت الماضي إلى استمرار تعافي القطاع وارتفاع معدلات حركة المسافرين خلال العام الجاري.

وارتفع إجمالي حركة السفر في أول شهر من هذا العام بنسبة 67 في المئة على أساس سنوي، في حين وصل إجمالي حركة المسافرين حول العالم إلى 84.2 في المئة من المستويات المسجلة في يناير 2019.

وانتعشت حركة السفر داخل الدول بنسبة 32.7 في المئة، فيما ارتفعت حركة السفر الدولية بنسبة 104 في المئة بمقارنة سنوية، حيث سجلت جميع الأسواق معدلات نمو قوية، وفي مقدمتها شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال ويلي والش المدير العام لاتحاد “إياتا” إن “قطاع السفر الجوي شهد ارتفاعا ملحوظًا في الطلب بداية العام الجاري”.

وأشار إلى أن التعافي يعود إلى سرعة إلغاء القيود المرتبطة بجائحة كوفيد المفروضة على السفر المحلي والدولي، لتسهم بشكل واضح في انتعاش القطاع من تداعيات الجائحة على مدار العام.

وفي ضوء هذه المعطيات تتزايد ترجيحات انتعاش قطاع الطيران العالمي خلال 2023 مدفوعا بعوامل رئيسية، منها انحسار موجة الوباء وإنهاء الإغلاق الصيني وتزايد أعداد المسافرين خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ.

وفي فترة ما من 2022 تسبّب ارتفاع أسعار الوقود متأثرة بما يحدث في شرق أوروبا في تبدد آمال أغلب شركات الطيران في دعم نمو نشاطها بعد الأزمة الصحية، وهو ما انعكس بشكل ملحوظ على حركة المسافرين.

ولكن حتى في ظل عدم اليقين الاقتصادي العالمي يتوقع خبراء “إياتا” أن قطاع الطيران سيعود إلى الربحية خلال العام الجاري للمرة الأولى منذ العام 2019 مع استمرار تعافي حركة النقل الجوي.

وخسرت شركات الطيران حول العالم عشرات المليارات من الدولارات في 2020 و2021 بسبب إغلاقات كورونا، لكن السفر الجوي يشهد تعافيا جعل العديد من المطارات تجد صعوبة في مواكبته.

ويتوقع الاتحاد أن يحقق القطاع أرباحا صافية تقدر بـ4.7 مليار دولار في العام الحالي، مع توقعات بتسجيل أكثر من أربعة مليارات مسافر.

وسبق أن اكتفى بالقول في تقديرات سابقة إن تسجيل أرباح في 2023 هو “أمر يمكن تحقيقه”، ولم يشر في أي من تقاريره هذا العام إلى أعداد المسافرين الذين سيستخدمون الطائرات في تنقلهم.

ومع ذلك ما زال الرقم أقل بكثير من الأرباح البالغة قيمتها نحو 26.4 مليار دولار التي سجّلها القطاع عام 2019، قبل أن يدفع كوفيد البلدان لفرض قيود على السفر وتسبب في متاعب مالية لم تشهدها الشركات منذ سنوات.

وتحقق بعض شركات الطيران ما يكفي من الأرباح لجذب رؤوس الأموال بما فيها الكيانات الخليجية العملاقة في مقدمتها طيران الإمارات والاتحاد للطيران والخطوط القطرية، فيما يسعى القطاع للتخلي عن الكربون في عملياته.

لكن أخرى تعاني نتيجة القواعد المنهكة والتكاليف المرتفعة والسياسات الحكومية غير المنسجمة والبنى التحتية غير الكافية وسلاسل الأنشطة المولدة للقيمة، حيث أن المكافآت على الربط بين دول العالم ليست موزعة بالتساوي.

ووسط ذلك تشكو المطارات من أنها لم تحصل على دعم حكومي متاح لشركات النقل التقليدية، ووجهت أصابع الاتهام إلى شركات الطيران المتتالية بشأن اضطراب السفر المرتبط بالوباء.

ويتوقع “إياتا” أن مستويات الحركة الجوية العالمية ستعود إلى مستويات ما قبل الجائحة أو على أقصى تقدير عند مستويات 2019 بحلول العام 2024، بقيادة الولايات المتحدة ومع منطقة آسيا والمحيط الهادئ رغم أنها متأخرة بشكل ملحوظ.

Related posts

Top