تفاجأ العديد من المسافرين يوم أمس الاثنين، بمحطة اولاد زيان بمدينة الدار البيضاء، من الزيادة في أسعار تذاكر النقل نحو جميع الاتجاهات.
وتوصلت جريدة بيان اليوم التي انتقلت إلى عين المكان من أجل معاينة الأوضاع، بالعديد من الشكايات التي يستنكر فيها المسافرون، الزيادة الصاروخية في ثمن التذكرة الواحدة التي قفزت إلى 80 درهما، بمعدل يقارب 150 في المائة.
وقال المواطن “مصطفى. ه” للجريدة، في هذا الإطار، “صدمت اليوم وأنا أهُم باقتناء تذكرة سفر من العاصمة الاقتصادية إلى مدينة فاس، إذ تم رفع سعر الرحلة بقيمة 60 درهما دفعة واحدة، حيث أدى 110 درهما، في الوقت الذي كانت فيه التذكرة لا تتعدى 50 درهما في الأيام العادية”.
ودعا المشتكي الذي تحدث لبيان اليوم، إدارة المحطة، والوزارة الوصية على القطاع إلى “التدخل للحد من شجع أصحاب الحافلات، الذين يستغلون الفرصة للرفع من أسعار التذاكر، والربح بشكل جنوني”.
من جهته عبر حسن.أ، عن حنقه من هذه الزيادات “غير المبررة في الأسعار”، إذ اضطر إلى اقتناء تذكرة سفر من إحدى “الكورطيا” (الوسطاء) بحافلة نقل، اتجاه الدار البيضاء- أكادير، بـ 270 درهما، بعدما كانت في الفترات العادية لا تتجاوز 170 درها.
وبرر المهنيون الذين استفسرتهم بيان اليوم عن هذه الزيادات، باغتنام مثل هذه الفرص لتعويض ما خسروه في الأيام العادية، “بحيث كنا نسافر بالحافلات وهي فارغة المقاعد دون زبناء، وبهذه المناسبة نحاول تدارك ما ضاع”، يقول أحد المهنيين رفض ذكر اسمه للجريدة.
وزاد المصرح ذاته، أن الأسعار تخضع أيضا لعامل جودة الحافلة، والسلامة، بالإضافة إلى المسافة، ومسار الطريق الذي ستخطه، لأن هناك فرق بين السفر على الطريق الوطنية، والطريق السيار، فهذه الأخيرة يؤدي فيها رب الحافلة ثمن المرور”.
من جهتها، اتخذت وزارة النقل حزمة من التدابير، استعدادا لهذه الفترة، التي توقعت فيها حدوث إقبال منقطع النظير على حافلات النقل، حيث أعدت برنامجا خاصا، للحد من ظاهرة الازدحام، من بينها، “تعبئة طاقة نقلية إضافية، حيث قامت الوزارة بمنح رخص استثنائية للمهنيين لتقوية خطوط النقل بهدف تلبية الحاجيات الإضافية المتوقعة”.
كما عملت إلى جانب ذلك، على تنظيم عملية النقل على مستوى المحطات الطرقية، حيث “تتكلف لجنة خاصة تتكون من ممثلي السلطة المحلية والإدارة العامة للأمن الوطني وإدارة المحطة الطرقية والمهنيين والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك بتتبع هذه العملية على صعيد المحطات الطرقية بمختلف مدن المملكة”، يقول بلاغ الوزارة.
ونبهت المصدر ذاته، إلى أن أسعار الرحلات المنتظمة في الأيام العادية يجب أن لا تعرفها الزيادة، مقارنة بأسعار الرحلات الاستثنائية، التي يسترعي فيها الجانب المتعلق بـ”الرجوع الفارغ لهذه الحافلات، والتي لا تتعدى 20%”.
ولم تخف الوزارة، وجود صعوبة في تأمين استقبال مُرضِي للعدد الهائل من المسافرين وتوفير وسائل النقل المناسبة لهم وتنظيم بيع التذاكر داخل الشبابيك والسهر على أمن وسلامة المسافرين وأمتعتهم، داعية إياهم إلى برمجة تاريخ سفرهم مسبقاً وبوقت كافي قبل يوم العيد، فضلا عن اقتناء تذاكرهم من الشبابيك المخصصة لذلك، والحرص على أن يسجل سعر الرحلة على التذكرة.
يوسف الخيدر