عكس غموض موقف موسكو تجاه حضور اجتماع نيويورك حول سوريا المقرر انعقاده غدا الجمعة استمرار الخلاف الروسي الأميركي حول أجندة المفاوضات، وخاصة تشكيل وفد المعارضة، وهل ستكون الأولوية للحرب على داعش أم لانتقال سياسي يهدف إلى تنحي الأسد.
واستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية الأميركي جون كيري في الكرملين حيث باشرا محادثات حول جهود وقف الحرب في سوريا.
وقال بوتين لكيري “نحن نبحث معا عن سبل للخروج من أكثر الأزمات إلحاحا”، مضيفا أنه يتطلع إلى مناقشة “مجموعة من القضايا” مع كيري.
إلا أنه لم تصدر عن الرجلين أي إشارة حول ما إذا كانت روسيا وافقت على السماح بإجراء الجولة الثانية من المحادثات الدولية الجمعة في نيويورك كما تأمل واشنطن والأمم المتحدة.
وقال بوتين إن روسيا والولايات المتحدة تسعيان سويا من أجل إيجاد حل للأزمة السورية. ووصف الموقف بأنه محتدم للغاية.
وأعلن كيري قبل ذلك أنه يريد إحراز “تقدم حقيقي” خلال الزيارة في مجال تضييق الخلافات مع بوتين حول كيفية إنهاء الصراع.
ومن الواضح أن روسيا، التي تحرص على الظهور كداعم لاستمرار الحوار، ما تزال تتمسك بشروطها للذهاب إلى نيويورك، ومن بينها وضع تصنيف واضح لمختلف المجموعات السورية المعارضة، كرد فعل على مؤتمر الرياض الذي نجح إلى حد كبير في توحيد أغلب الفصائل المعارضة.
وتضغط روسيا من أجل أن يتبنى الوفد السوري المعارض في اجتماع نيويورك أولوية الحرب على داعش، والقبول بالحوار مع وفد نظام الرئيس بشار الأسد دون شروط مسبقة، وخصوصا مصير الرئيس السوري.
وتدفع الولايات المتحدة في المقابل في اتجاه عقد اجتماع نيويورك حتى وإن لم يتم الاتفاق على تشكيل وفد المعارضة، على أن تكون مرجعية فيينا هي المحدد لمحتوى الحوار وأهدافه، بما في ذلك أولوية الحرب على داعش.
ولم يتضح إن كان كيري قد نجح في إقناع موسكو بحضور لقاء نيويورك أو أن غيابها سيستدعي تأجيل اللقاء إلى موعد لاحق.
ويفترض أن تعلن واشنطن وموسكو رسميا عن اجتماع دولي جديد الجمعة في نيويورك يضم 17 دولة من بينها الداعمة للنظام السوري أو الداعمة للمعارضة.
ولم تتوصل الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق حول دور الأسد في أي انتقال سياسي أو حول أي من جماعات المعارضة السورية المسلحة ستشارك في المحادثات.
وأبرزت التصريحات التي سبقت المحادثات في موسكو المسافة بين الولايات المتحدة وروسيا حول كيفية التعامل مع الأزمة السورية.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا ينتقد السياسة الأميركية بشأن سوريا قائلة إن واشنطن ليست مستعدة للتعاون الكامل في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، ويجب أن تعيد النظر في سياستها القائمة على “تقسيم الإرهابيين إلى طيبين وأشرار”.
وتأتي زيارة كيري عقب اجتماع لمعارضي الأسد الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية الرياض اتفق خلاله على توحيد عدد من جماعات المعارضة باستثناء الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة (ذراع القاعدة) للتفاوض مع دمشق في محادثات السلام السورية.
وتوقع مسؤولون أميركيون أن تركز المحادثات مع بوتين على قائمة جماعات المعارضة التي ستنضم للمحادثات بما في ذلك ممثلون من خارج مؤتمر الرياض.
وقال ديميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه لأمر جيد من حيث المبدأ اتحاد قوات المعارضة معا، لكنه قال إن الشيطان يكمن في التفاصيل.
وتتحفظ موسكو على نتائج اجتماع المعارضة في الرياض لعدة اعتبارات أبرزها التمثيل الكبير للفصائل العسكرية في الهيئة العليا للمفاوضات، فضلا عن أن الشخصيات المقربة من موسكو لم تكن ممثلة بشكل كاف وخصوصا قدري جميل المقيم في موسكو وصالح مسلم الزعيم الكردي الموالي للروس والإيرانيين، فضلا عن حصول هيئة التنسيق (المقربة من روسيا والنظام) على مقاعد محدودة لا تتجاوز 6 في هيئة المفاوضات.
غموض اجتماع نيويورك يعكس استمرار الخلاف الأمريكي الروسي
الوسوم