جاء التأكيد الرسمي بمشاركة المغرب في كأس أمم إفريقيا للمحليين بالجزائر، من خلال بلاغ رسمي، صادر أول أمس الثلاثاء، عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
إلا أن قرار المشاركة تضمن أيضا وضع شرط أساسي، يرى المغرب أنه من حقه التشبث به، وعدم التنازل، مادام يهم مجال السيادة.
جاء في البلاغ المثير للانتباه، أن المغرب يؤكد المشاركة، بواسطة المنتخب المغربي لأقل من 23 بكأس إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، لكن بشرط أساسي، ألا وهو احترام السيادة المغربية، فيما يخص كيفية تنقل البعثة المغربية؛ وعدم الخضوع لشروط، لا تحترم دفتر التحملات، ولا تعمل على تسهيل عملية تنقل المنتخبات المشاركة، مع رفض الإملاءات، وتدخل الحسابات السياسوية في تفاصيل تظاهرة، تنظم تحت إشراف الاتحاد الإفريقي للعبة (الكاف).
وتشترط الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم سفر المنتخب المغربي على متن رحلة خاصة، مباشرة عبر الخطوط الجوية الملكية، الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية، انطلاقا من العاصمة الرباط، نحو قسطنطينة الجزائرية، بصفتها المدينة التي ستحتضن – إذا حظيت بهذا الشرف – مباريات النخبة المغربية.
تم إبلاغ المطلب رسميا من طرف الجانب المغربي، لأجهزة الاتحاد الإفريقي، وهي الجهة الفيصل في علاقتها مع السلطات الجزائرية، والمؤهلة قانونا للوقوف، على مدى احترام بنود دفتر التحملات.
هذا المطلب الذي يحترم في الشكل والمضمون السيادة المغربية، يرد بكثير من الذكاء والنباهة، على قرار إغلاق المجال الجوي الجزائري، أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المغربية، والذي جاء بإيعاز يائس وصادر عن الطغمة العسكرية المتسلطة منذ عقود على رقاب الشعب الجزائري الشقيق.
وفي حالة الرفض، كما جاء من خلال مضامين البلاغ الجامعي، فإن المغرب سينضاف إلى قائمة الدول التي عبرت منذ مدة عن مقاطعتها لـ “الشان” بصيغته الجزائرية.
ونحن مدعوون لمتابعة تفاصيل ملف مفتوح على كل الاحتمالات، وضعت من خلاله الجامعة المغربية، أمام خيارين أحلاهما مر، إما القبول بالشرط المغربي، وفي هذه الحالة، فإنها تعد هزيمة قاسية للطغمة العسكرية.
وأما إذا تم الرفض، فهنا سيطرح مشكل كبير مباشرة مع جهاز (الكاف) الذي لا يقبل بإفشال تظاهرة قارية، تسعى إلى ضمان استمرارها، وفتح المجال أمام المواهب المحلية على الصعيد القاري، قصد البروز وتطوير المستوى.
محمد الروحلي