بقدر ما فجر التأهيل التاريخي لفريق الوداد البيضاوي لنهائي عصبة الأبطال الإفريقية على حساب ممثل العاصمة الجزائرية، فرحة كبيرة في ليلة تألق فيها الشاب الواعد أشرف بنشرقي، بقدر ما أزعجنا كثيرا عجز فريق الفتح الرباطي عن تجاوز عقبة تي. بي مازيمبي الكونغولي بالرباط ومغادرة دور نصف نهاية كأس الاتحاد الإفريقي للسنة الثانية على التوالي.
كنا نأمل في أن تكون الفرحة فرحتين، وكنا نحلم أن يكون السوبر الإفريقي مغربيا محضا بين حاملي لقبي عصبة الأبطال وكأس الاتحاد، إلا أن قوة مازيمبي كانت حاسمة في تخطي طموح الفتحيين، إذ فرض الفريق الكونغولي المتعدد الجنسيات حضوره ومناعته، أمام فريق فتحاوي ظهر عاجزا عن رفع الإيقاع وانهار بدنيا بشكل غريب وغير متوقع وغير مقبول.
الأمل معقود إذن على “وداد الأمة” الطامح للتألق قاريا وتحقيق الفوز بالعصبة التي غابت عنه مدة طويلة، كما غابت عن خزائن كرة القدم المغربية منذ سنة 1999 عندما فازت الرجاء باللقب واستطاعت تقديم مستويات رائعة في أول كأس عالمية للأندية احتضنتها البرازيل.
ليلة السبت كانت استثنائية بكل المقاييس، بحضور جمهور رائع أدى دوره الكامل، ليس فقط على مستوى الحضور، بل أيضا بطريقة التشجيع التي أصبحت مثالية ويضرب بها المثل على مستوى كل التحاليل والتعليقات التي تجمع على أن جمهور مركب محمد الخامس يعد الأبرز على الصعيدين القاري والعربي ويحتل رتبة جد متقدمة دوليا.
هذا الجمهور الرائع كان له دور حاسم خلال المباراة القوية التي أجراها مؤخرا المنتخب المغربي أمام الغابون، ليعود في ظرف قياسي ويسجل حضورا آخر مؤثرا وحاسما عندما قاد لاعبي الوداد نحو تحقيق تأهيل مثير بالطريقة والأداء وأمام فريق جزائري مشاكس خلق لبطل المغرب مشاكل كثيرة ودافع بقوة عن حظوظه خاصة بعد خروج المدافع أمين العطوشي بالورقة الحمراء، تاركا زملائه بنقص عددي استغله بقوة الفريق الجزائري، ليفرض ضغطا رهيبا خلال الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، إلى أن عاد عريس الليلة أشرف بنشرقي موقعا الهدف الثالث بطريقة رائعة منهيا الحكاية على إيقاع الانتصار.
الوداد الآن في المباراة النهائية وهى مرحلة متقدمة تمنى الوصول إليها كل محبي الفريق الأحمر، فمنذ النهاية التي خسرها الفريق المغربي سنة 2011 أمام الترجي التونسي، لم يتمكن بطل المغرب من إعادة الكرة، رغم وصوله السنة الماضية لمرحلة النصف، عندما ودع البطولة أمام الزمالك بطريقة غريبة وغير مقبولة بعد خسارة في الذهاب ضد الزمالك بحصة (0-4) وفوزه إيابا بالرباط بنتيجة (5-1) ليغادر رغم ذلك المنافسات من دور الأربعة الكبار.
وفي انتظار الفائز في النصف الثاني الذي جمع مساء أمس بالقاهرة ناديي الأهلي المصري ونجم الساحل التونسي، يبدو الوداد أكثر عزما هذه السنة للعودة لمنصة التتويج بعد غياب طويل جدا رغم أن البرمجة لن تمنح أي فرصة للراحة، إذ تفرض على طرفي النهائي، خوض مباراة الذهاب بعد أسبوع فقط.
الوداد على بعد خطوة فقط من تحقيق الحلم، فلتتسلح بكل قواها من أجل تحقيق لقب يقودها نحو العالمية من أوسع الأبواب.