فرصة لتأكيد الصحوة

> مبعوث بيان اليوم إلى مراكش : محمد الروحلي

بعد أداء أجمعت أغلب التحليلات أنه كان بطوليا، يعود الفريق الوطني المغربي لكرة القدم إلى ملعب مراكش الكبير ليواجه يومه الثلاثاء منتخب الرأس الأخضر، برسم الجولة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، بعدما تغلب عليه ذهابا السبت الماضي بهدف لصفر من توقيع يوسف العربي من ضربة جزاء (د 25).
الجميع ينتظر من “أسود الأطلس” تأكيد الصحوة التي طبعت أداءهم خلال مباراة الذهاب بالعاصمة برايا، كما أن الجميع ينتظر ظهورا لافتا للعناصر الوطنية، إضافة للقتالية والاستماتة التي أظهروها يوم السبت الماضي، صحيح أن ضيق الوقت ومخلفات التنقل ذهابا وإيابا، قد تنعكس سلبا على الحضور البدني لبعض اللاعبين، إلا أن المعنويات المرتفعة وعودة الروح الإيجابية لكل مكونات المنتخب، عوامل ستساعد  في الظهور بمستوى مقنع، أضف إلى ذلك دعم الحضور الجماهيري الذي ينتظر أن يكون كبيرا اليوم (الثلاثاء) بملعب مراكش.
ننتظر أن يتجاوز المنتخب نقائص برزت بوضوح خلال مقابلة الذهاب أولها غياب عنصر القرار داخل الوسط الدفاعي، فاللاعب منير عبادي لم يكن كالعادة مقنعا في أدائه، ولم يلعب دور تخفيف الضغط كما هو مفروض على قلب الدفاع الذي يتشكل من مروان داكوسطا وغانم سايس اللذين قاتلا بشراسة لتفادي أي اختراق ممكن للفريق الخصم.
كما أن المدرب هيرفي رونار وهو يعد التشكيلة نسي أن يبقي بكرسي الاحتياط عناصر تجيد الواجبات الدفاعية، عناصر يمكن الاستعانة بها لحظة حدوث أي طارئ كالحصول على ورقة حمراء أو إصابة بعض اللاعبين، وغيرها من الحالات المألوفة أثناء المباريات، بما في ذلك إضافة مدافع خلال اللحظات الأخيرة قصد تأمين النتيجة وربح الوقت، لكن من حسن الحظ أنه لم يسجل أي حادث يفرض على المدرب التدخل بصفة استعجالية، والتغييرات الثلاثة همت الخط الأمامي، علما أن منتخب الرأس الأخضر استفاد من دعم الرياح خلال الجولة الثانية، ومارس ضغطا قويا على الدفاع المغربي بقيادة الحارس المتألق منير المحمدي.
هيرفي رونار يعرف جيدا وهو العارف بخصوصيات اللعب بإفريقيا، أن هناك لاعبين يمكن الاعتماد عليهم خلال المباريات خارج الميدان، وهناك عناصر يمكن أن يكون عطاؤها أفضل بكثير داخل الميدان، وهنا يبرز اسم اللاعب حكيم زياش صاحب التقنيات الفردية العالية، والذي يمكن أن يشكل إلى جانب المتألق سفيان بوفال ثنائيا مرعبا لأبرز خطوط الدفاع.
 هناك أصوات تطالب بضرورة التحفظ وعدم المبالغة في التفاؤل، خاصة وأن التجربة علمت الكثيرين، أن الأمور يمكن أن تنقلب رأسا على عقب، بعد حدوث أي إخفاق أو تعثر، ولنا في الفوز الساحق على حساب منتخب الجزائر سنة 2011، خير مثال على عدم استقرار عطاء المنتخب، قد يكون هذا الرأي صحيحا، وهي وجهة نظر قابلة للنقاش، إلا أن المصلحة تقتضي أيضا، إبراز النقط المضيئة والتشبث بالأمر، وتشجيع أي مجهود هادف، دون إغفال تسجيل ملاحظات وتسليط الضوء على مكامن الخلل، وهو ما قمنا به في هذا المقال بالذات، خصوصا من الناحية التقنية.
وعمليا، إذا فاز الفريق الوطني على الرأس الأخضر في مباراة اليوم، فسيتأهل رسميا إلى دورة الغابون بحكم وصوله إلى النقطة 12، ما يعني تصدره للمجموعة السادسة حتى في حال الهزيمة خلال الجولتين القادمتين، أمام منتخبي ليبيا وساوتومي مقابل فوز كاب فيردي على ذات المنتخبين، بالنظر إلى أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) يحتكم إلى المواجهات المباشرة لتحديد بطل المجموعة.
ننتظر أن يؤكد المنتخب صحوته، ننتظر أن يكون أداؤه أكثر إقناعا مما سبق، وأن يتمكن من فرض شخصيته، كفريق مهاب الجانب، ننتظر دعما كبيرا من طرف الجمهور الرياضي المغربي، وأن تكون الاحتفالية حاضرة بكل طقوسها بملعب مراكش الكبير، ننتظر الكثير إذن من لقاء نتمنى أن يعيدنا ولو نسبيا لتلك الإشراقات الجميلة لكرة القدم الوطنية، والتي أخرجت الجماهير الرياضية وغير الرياضية لشوارع مختلف المدن، وهى تنشد الفرصة وتشير بكل علامات النصر حاملة الألوان والأعلام الوطنية.
اشتقنا حقيقية لكل هذه الأجواء الجميلة المفعمة بالروح الوطنية العالية…

****

الروح القتالية بإفريقيا أهم من الفرديات .. وعلينا تحمل المسؤولية كمجموعةقال الدولي المغربي ولاعب نادي لاكونطواز البلجيكي مبارك بوصوفة، إن المدرب الفرنسي هيرفي رونار أخبرهم بأن اللعب بإفريقيا يتطلب روحا قتالية عالية، مبرزا أنهم طبقوا ذلك خلال مواجهة منتخب الرأس الأخضر السبت الماضي.
وأضاف بوصوفة في حوار أجرته معه “بيان اليوم”، أن المنتخب الوطني الذي يواجه اليوم الثلاثاء منتخب الرأس الأخضر برسم الجولة الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017 بالغابون، سيكون مدعوما بالأرض والجمهور.  
وأرجع بوصوفة سبب ابتعاده عن كتيبة “أسود الأطلس” لمشاكل مهنية مع نادي أنجي الروسي، رافضا عقد مقارنة بين بادو الزاكي وهيرفي رونار، ومؤكدا على أن اللاعبين هم أيضا يتحملون مسؤولية تحقيق النتائج المرجوة.

حاوره من برايا: محمد الروحلي

< ما هو تقييمك للقاء الذهاب ببرايا؟

<< المدرب قال لنا قبل المباراة، إن لدينا الإمكانيات الفردية، لكن المشكل الذي كنا يعاني منه في المنتخب الوطني سابقا -وهو محق في هذا- أنه خلال المباريات التي تلعب في إفريقيا، يجب على اللاعبين أن يقاتلوا على أرضية الملعب. وهو ما قمنا به في مباراة الذهاب. بدأنا اللقاء بشكل جيد، وسنحاول الاستمرار في ذلك.

< كيف تتوقع مباراة الإياب بمراكش؟

<< سنخوض هذه المباراة على أرضنا وأمام جمهورنا. أتمنى من المغاربة أن يحجوا بكثافة لتشجعينا، خاصة أن هناك لاعبين جددا اختاروا الدفاع عن بلدهم الأم بدل البلدان الأخرى. وهذا أمر جيدا بالنسبة للمنتخب. وإن شاء الله سنحاول مساعدة اللاعبين الجدد للانسجام.

< ستكون المسؤولية أكبر على المنتخب الوطني أمام الجمهور المغربي من أجل تأكيد نتيجة الذهاب؟

<< بطبيعة الحال. لكننا سنحاول إسعاد الشعب المغربي وكل شخص يحب كرة قدم. لدينا مدرب جديد ولاعبون جدد. وعلى كل واحد منا أن يساعدهما.
 
< كيف ترى عودتك للمنتخب الوطني بعد فترة غياب؟

<< صراحة. لم أستدع للمنتخب الوطني لما يقارب العام بسبب المشاكل خلال مشواري بروسيا، إذ لم ألعب لمدة ستة أشهر. وهذه أول مباراة لي مع المنتخب منذ فترة طويلة. وأكرر أنه في إفريقيا ليست المهارات مهمة بل الروح القتالية. كما أنه ليس من الضروري تقديم كرة جميلة، لأن النتيجة أهم كما حدث في مباراة السبت.

< لعبت تحت إشراف بادو الزاكي وها أنت تلعب تحت قيادة هيرفي رونار، ما الفرق بينهما؟
<< كل مدرب لديه تكتيك وطريقة عمل خاصة به. بطبيعة الحال أنا أحترم كلا المدربين سواء الزاكي أو رونار. كل واحد له عمله. ونحن نحاول اتباع خطة المدرب. والمسؤولية مناطة بنا نحن أيضا، إذ علينا تحقيق النتائج، فليس المدرب من يتحمل كل شيء. نحن أيضا مسؤولون ولا يتوجب أن نخشى تحمل المسؤولية. أحيانا تفوز وأحيانا تخسر .. هذه هي كرة القدم. المهم أن نحاول إسعاد المغاربة إذا كان ذلك في استطاعتنا.

< في نظرك ما هو السر وراء هذه الروح القتالية المفاجئة للعناصر الوطنية؟

<< كما قلت لك. كنا ندرك ما علينا فعله. ورونار  قال لنا إنه لا تهمه طريقة اللعب. وأضاف أننا نملك الإمكانيات وأن لاعبينا من خيرة اللاعبين بإفريقيا، لكن علينا أن نقاتل على أرضية الملعب ونبلل قميص المنتخب. الفرديات لوحدها غير كافية. وذلك ما حدث خلال المقابلة.

<  كلمة أخيرة للجمهور المغربي ..

<< أقول لهم أن يحضروا بكثافة لمساعدتنا لأن هناك لاعبين اختاروا تمثيل بلدانهم الأصلية بدل بلدان الإقامة كطنان وبوفال وزياش. هؤلاء لاعبون لهم إمكانيات كبيرة. وهم مستقبل المنتخب الوطني. سنحاول مساعدتهم، وعلى الجمهور أن يحتفي بهم. وسنقوم بكل ما في وسعنا لتحقيق النتيجة المطلوبة.
 ***

5 أسباب وراء تألق المنتخب المغربي مع رونارSans titre-10قدم المنتخب المغربي واحدة من أفضل مبارياته في الفترة الأخيرة، بعد تعرض الأسود لانتقادات كثيرة من الشارع الكروي ووسائل الإعلام.
وساد ارتياح كبير للأسلوب الذي لعب به الأسود مع المدرب هرفي رونار، والذي خاض بدوره أول مباراة له بعد أن حل بديلا للزاكي. نرصد في هذا التقرير أسباب تألق “الأسود” أمام الرأس الأخضر.

اختيارات ناجحة

ظهر اختلاف كبير في المجموعة التي اعتمد عليها رونار مقارنة بالمجموعة التي كان يعتمد عليها الزاكي، وظهرت بصمة الأول من خلال التغييرات التي طرأت على المستوى البشري بعد أن استدعى مجموعة من اللاعبين الجدد الذين خاضوا أول مباراة لهم مع الأسود مثل بوفال وطنان أو الذين عادو بعد غياب طويل كبوصوفة والكوثري.
ورغم الغيابات التي عانى منها المنتخب الوطني إلا أن رونار عرف كيف يسد هذه الفراغات وينجح في اختياراته البشرية، خاصة أن مجموعة من اللاعبين أعطوا إضافة كبيرة للمنتخب.

حماس وقتالية

كان رونار على حق عندما قال في تصريحه بعد المباراة أنه طالب من لاعبيه أن يتسلحوا بالحماس والقتالية، مؤكدا لهم أن الكرة الإفريقية تتطلب الالتحام والندية، وهو ما ميز لاعبو المنتخب الوطني في هذه المباراة، حيث ظهرت الشراسة في أدائهم ورجحت كفتهم في هذه المباراة، وعرف رونار أن ما كان ينقص المنتخب هي أمور ذهنية أكثر منها تقنية وتكتيكية.
انسجام هجومي

رغم الفرص القليلة للأسود خاصة في الشوط الثاني إلا أن اللاعبين على العموم تفادوا الأخطاء التي كانوا يرتكبونها في المباريات الأخيرة وذلك بتضييع الفرص الهامة، وتابعنا مدى الضغط الذي نهجه اللاعبون على الخصم خاصة في الشوط الأول ونتج عنه تسجيل الهدف.
وظهر أيضا انسجام كبير بين المهاجمين الجدد الذين تألقوا بشكل ملفت، على غرار أسامة طنان و سفيان بوفال اللذين خطفا الأضواء في هذه المباراة.

قوة المجموعة

راهن رونار على الروح الجماعية في هذه المباراة، وظهر على لاعبي المنتخب الوطني انسجام كبير بين جميع الخطوط، سواء في الدفاع أو الوسط  والهجوم، خاصة أن المباراة لم تكن سهلة في ظل الظروف التي جرت فيها، خاصة الرياح القوية والأرضية الصلبة، وكان على منتخب الأسود أن يتعامل مع المباراة بحذر كبير خاصة في الجولة الثانية، ونجح في الحفاظ على هدفه بفضل الانسجام وقوة الشخصية والروح الجماعية.

منافسة ضارية

قدم رونار مؤشرات كبيرة أن المراكز ستكون غالية في عهده، وراهن على المنافسة بين اللاعبين للرفع من مستوى المنتخب المغربي، بدليل أنه لم يشرك بعض اللاعبين الأساسيين في مباراة الرأس الأخضر كحكيم زياش.
 ولأن تركيبة اللاعبين التي يعتمد عليه رونار باتت موسعة باستدعائه مجموعة من الأسماء الجديدة ، فإن كل اللاعبين يبحثون عن كسب ثقتة مدربهم، وهو ما تأكد في مواجهة الرأس الأخضر من خلال الطريقة التي لعب بها المنتخب والحماس الذي انتاب اللاعبين، ذلك أن كل لاعب أراد تأكيد أحقيته بحمل القميص المغربي، فكان لذلك تأثير إيجابي على أداء المجموعة في مباراة الرأس الأخضر.  

****

الأسود في عيون الصحافة الفرنسية

أفردت مجلة “فرانس فوتبول” حيزا لرصد أهم ما استرعى الإنتباه في الظهور الأول للمنتخب المغربي رفقة المدرب الفرنسي، هيرفي رونار، ضمن المواجهة التي وضعت الأسود أمام الرأس الأخضر، والتي خرجوا منها بثلاث نقاط ثمينة، عززت حظوظهم للعبور إلى “كان 2017” بالغابون.
المجلة الفرنسية، بوأت صانع ألعاب جينت البلجيكي، مبارك بوصوفة قائمة أفضل اللاعبين في المقابلة، معتبرا إياه “حاسما وذكيا في اصطياد ضربة الجزاء التي أفرزت الهدف الوحيد في اللقاء”، قبل أن يثني على سلاسته في مداعبة الكرة والنضج الذي طبع أدائه.
بينما صنفت المجلة الفرنسية المدافع، عبد الحميد الكوثري، في خانة أضعف اللاعبين الذين خاضوا المواجهة، حيث قالت إن “الظهير الأيسر للأسود عانى كثيرا وافتقد للمثالية في بناء الهجمات”، مُردفة أن المردود الذي قدمه لاعب ستاد ريمس “مُخيب للأمال”.
كما كال ذات المصدر المديح لمجموعة من أفراد الكتيبة المغربية، على غرار الحارس منير المحمدي الذي وصفت مستواه بالمثالي، وقلب الدفاع، مانويل دا كوستا، الذي ذكرت أنه “كان في درجة التطلعات وأبدى صلابة في النزالات الثنائية”.
إلى ذلك، لفتت “فرانس فوتبول” إلى التنظيم التكتيكي المحكم لممثلي الكرة المغربية في اللقاء، مؤكدة أن الأسود يعدون بالكثير في المباريات المقبلة، قياسا إلى ما أظهروه اليوم، وما نجح “الثعلب” الفرنسي رونار في إنجازه.

Related posts

Top