فيلم IN TIME.. بحث عن القيمة السوقية للزمن

 

“In Time”، فيلم الحركة على طريقة الخيال العلمي، كتابة وإخراج وإنتاج المتميز أندرو نيكول، وبطولة الممثل والمغني الأمريكي جاستين تيمبرليك، وأماندا سيفريد.

تروي قصة الفيلم حكاية في غاية التشويق والإثارة وتمرر لنا رسالة في غاية الأهمية بطريقة عبقرية، وهي معرفة القيمة الحقيقية للوقت واستغلال حتى الثواني والدقائق في الأشياء القيمة فقط، وعدم هدرها في الأشياء المنعدمة القيمة .

فيلم “In Time” من أفلام الفانتازيا المحترمة، حيث أبدع مؤلف هذا الفيلم أندرو نيكول في انتقاء الشخصيات والأحداث وأماكن التصوير، جعل الفيلم شيقا ومدهشا، علما أنه قدم لنا ملخص الفيلم منذ بدايته، لدفعنا نحو مزيد من الفضول لمعرفة ومشاهدة جميع أحداث القصة.

في هذا الفيلم يظهر الجميع في سن الشباب حيث لا وجود لسن الشيخوخة والهرم ولا وجود أيضاً للأمراض والعلل، والبشر في هذه الحكاية صمموا هندسيا على التوقف عن النمو عند سن 25، عند الوصول إلى هذا السن يبدأ العداد الزمني بالتنازل نحو الصفر حصرا في سنة واحدة، والذي يتواجد على اليد اليسرى لكل المشاركين في هذا الفيلم، هذا العداد الزمني يكون بديلا للعملة النقدية، ويصبح الوقت هو العامل الوحيد لشراء الأكل والأشياء الضرورية، والتنقل في وسائل المواصلات إلخ…

وبسبب هذا النظام الاقتصادي الجديد تصبح حتى الثواني مقدسة من طرف شخصيات هذا الفيلم من الطبقة الفقيرة زمنيا، والتي تفعل كل شيء بسرعة كبيرة، عكس أغنياء الوقت والذين يتوفرون على بطاريات زمنية لا محدودة تخول لهم العيش لمدة طويلة تصل حتى الخلود، ويحدث الموت عندهم فقط عن طريق الخطأ.

يتقمص الممثل والمغني جاستن تيمبرليك دور الشاب ويل سيلز، والذي يأتي من أفقر منطقة زمنية متواجدة بولاية أوهايو والتي تسمى دايتون، حيث يعتبر الغني فيها من يملك أكثر من 24 ساعة في عداده الزمني.

ويل سيلز عامل في مصنع يوجد بمنطقة دايتون الفقيرة يظهر في أولى مشاهد الفيلم رفقة والدته والتي تبدو في نفس عمره والمسماة راشيل سيلز، وهي الممثلة أوليفيا وايلد، تمنحه 30 دقيقة من أجل الحصول على وجبة طعام مناسبة، يتفقان على الاحتفال بعيد ميلادها ويتجه نحو مقر عمله، بعدها يذهب لملاقاة صديقه بوريل الممثل جوني جاليكي في حانة، يخبره صديقه أن رجلاً متواجد بنفس الحانة يمتلك 100 عام وبات يحتسي الخمر طيلة الليل، يذهب إليه ويل ليحذره كي يغادر تلك الحانة لإنقاذ حياته قبل وصول لصوص الوقت، لا يكترث له الرجل صاحب المائة سنة والذي يدعى هنري هاملتون الممثل مات بومر.

تدخل عصابة سارقي الوقت والتي يترأسها فورتس الممثل ألكس بيتيفير، يهدده بالقتل و يخبره أنه سيأخذ منه عداده الزمني، يطلب منه هنري الرجل المخمور أن يمنحه دقيقة للذهاب إلى المرحاض، هنا يتدخل ويل سيلز لإنقاذه من العصابة وينجح في ذلك، يذهبان لمكان بعيد عن الحانة يتعرفان على بعضهما، يقول الرجل المخمور لبطل الحكاية ويل أنه سئم العيش، ويتحدثان قليلاً، بعد ذلك ينام ويل سيلز، وحينما يستيقظ في صباح اليوم التالي يجد على عداده الزمني 116 سنة، والذي نقلها له الرجل المخمور حينما كان غارقا في النوم، والذي أنهى حياته بعدها ليلقي بنفسه على ضفة النهر.

رايموند ليون وهو الممثل كيليان مورفي يقود وحدة من حماة الوقت، والتي تعوض دور الشرطة بالفيلم، يشك في مقتل الرجل المخمور على يد ويل سيلز.

يذهب ويل سيلز لزيارة صديقه بوريل ويلتقي قبلها بزوجة صديقه غريتا الممثلة يايا داكوستا والتي تخبره أنهما أنجبا رضيعة بعمر الـ 25 سنة، يأتي صديقه بوريل ويطلب من زوجته غريتا أن تتركهما على انفراد يخبره ويل بما حصل معه ويطلب منه بوريل أن يكون في غاية الحذر لأنه بحوزته كم هائل من الوقت في منطقة فقيرة زمنيا سيؤدي حتما إلى قتله، يعطيه ويل 10 سنوات كهدية لمدة 10 سنوات التي مرت على صداقتهما.

ثم يتجه نحو محطة الحافلات لملاقاة أمه كي يحتفلان بعيد ميلادها في منطقة الأغنياء زمنيا والمسماة نيو غرينتش، الأم أيضاً اتجهت نحو محطة الحافلات وكانت بحوزتها 90 دقيقة لسداد دين، كانت ستستخدم 60 دقيقة كأجرة الحافلة لتتفاجأ بأن ثمن الأجرة رفع إلى ساعتين، تطلب من السائق أن يقرضها فقط 30 دقيقة وأن ابنها ويل هو من سيدفع هذا الثمن عند وصولهم إليه، وأنها ستسدد الساعة والنصف، لا يكترث السائق لطلبها ولا الراكبين المتواجدين بالحافلة، تنزل وتبدأ بالركض بأقصى سرعة لملاقاة ابنها ويل قبل نفاذ بطارية عدادها الزمني، لتصل إليه مع آخر ثانية متبقية وتموت بين ذراعي ابنها .

يصرخ ويحزن ويل على فراق أمه ويملأه الغضب ويتوعد بالانتقام لأمه بعقاب أغنياء الوقت سكان نيو غرينتش.

يذهب ويل إلى كازينو بنيو غرينتش ويلتقي برجل أعمال من أغنى أغنياء الوقت في تلك المنطقة والمدعى فيليب ويس، يكاد يستنفذ كل وقته أثناء لعب البوكر ولكنه يفوز بالنهاية، يعرف فيليب ابنته سيلفيا على ويل سيلز يقعان في غرام بعضهما وتدعوه إلى حفل باليوم التالي.

سيلفيا وهي وريثة المؤسسة الاقتصادية كونها ابنة الغني زمنيا فيليب ويس، تسرق مع ويل سيلز الفقير زمنيا مصارف كثيرة التي تتواجد بحوزة أبيها من أجل تحقيق العدالة وتوزيع الوقت على فقراء الوقت .

في فترة من الزمن يحتاجان لبعض الوقت ويتجهان نحو منزل صديقه بوريل لاقتراض بعض الوقت منه ليتفاجأ بأنه شرب الخمر حتى الموت، أخبرته غريتا زوجة صديقه أنه مات وكانت متبقية بحوزته 9 سنوات .

عادا من جديد ليسرقان بطارية تتوفر على مليون من الوقت والتي توجد بخزنة أبيها فيليب .

في نهاية الفيلم تعمد المخرج أن يترك النهاية مفتوحة ومبهمة لإثارة الفضول لذا المشاهدين ومنحهم فرصة افتراض وتخيل باقي أحداث القصة، وبهذا أقفل عدسة الكاميرا. ولكنه مرر لنا رسالة مهمة عن أهمية استغلال الوقت باعتباره يمر سريعا دون أن نشعر به.

نجلاء جبران

Related posts

Top