1 في التراكم الضروري:
يمكن أن يُسهم الوعي بصفة عامة، في وعي الصيرورة الواقعية، في تحقيق تقدم مضطرد، بمعنى: تراكم يتعلق بالإفادة بالتطور الاقتصادي والاجتماعي. وكذلك نفس الشأن في مستوى الفكر والسياسة، حين تصبح الدولة أداة تقدم؟؟. يمكن في هذا السياق دراسة حالات، مثل تناقض السوق/الاحتكار، وتطور الزراعة/ الصناعة، والملكية الخاصة/العامة.. الخ.
(الحالة العربية الهجينة ومنها المغرب؟) . هذه حالات لا تقوم على تبلور واقعي للنقيضين. بل تنطلق من احتمال تبلورٍ فيهما، أو تبلورهما في المستوى الإيديولوجي، فالواقع يؤسس لتبلورهما كما يؤسس لنشوء التركيب. وبالتالي فإن أهمية الوعي تكمن في الوصول إلى التركيب قبل اشتداد التناقض. وربما يفضي ذلك إلى منعكسات سلبية غير ضارة على أية حال؟؟.. بهذا الفهم، ألا يمكن اعتبار المحطات السياسية الحاسمة نسبيا في تاريخ المغرب بداية التسعينات إلى الآن، من العام 1998 (حكومة التناوب؟؟)، مرورا بالعام 2002 الذي يشهد الآن امتدادا له، إنشاء لتركيب قبل اشتداد التناقض؟ وهو قائم على كل حال.
2 في استشراف المستقبل:
إن استشراف المستقبل الذي نعنيه ضمن المعادلة المذكورة، يجب أن ينطلق مما يؤسسه الواقع كوجود أو كإمكان، وإن تجاهل المسألة سواء بتجاهل الواقع أو تجاهل الإمكان لا يفضي إلى تكريس الواقع على الإطلاق، بل إلى تفجّره، ومن هنا تأتي أهمية التعبير عن الذات أي إطلاق إمكانية تعبير النفي عن ذاته، لأن معرفة النقيض يسهم جديا في تحقيق الصيرورة الواقعية، أي تحقيق التطور الضروري والممكن بعيدا عن الأوهام أو التي تبرز في لحظة ما محددة أنها أوهام رغم أنها على المدى الأبعد ليست كذلك بموجب تطور الحركية الاجتماعية شبه الحتمي في إقرار نوع هذا التطور..
3 في الديمقراطية وما جاورها كفعل:
أشير هنا إلى الديمقراطية الممنوحة بالقسط (الحالة المغربية)، وأشير أيضا إلى الصيرورة كفعل غير واع للبشر، ولكن ليلعب الوعي دورا أكبر يجب إطلاق “ردود أفعال” البشر. إن العلاقة بين التراكم والقفزات لهو استثناء في التاريخ يعقبه التراكم بالضرورة، أي التطور التراكمي (وكيف يحدث هذا في غياب إطارات سياسية مدنية تدرك الأهمية هاته، تترك المواطن أعزل أمام غول الابتزاز الاقتصادي والسياسي؟؟).
هل يجب في كذا حال، التأكيد على الوعي الجدلي، حيث يصبح “لعبة ذهنية”، يمكن، (وأنا هنا لا أقصد المعنى السلبي على الإطلاق.) أن تنطلق من الواقع، وبالتالي اتجاهات نقية، لتبلور التركيب الذي هو الأهداف الواقعية، التي تتجاوز الواقع، وتطوره، وفي نفس الوقت تجهض نفيه. وتجهض أدوات تخريبه (حكومة البياض بالمغرب نموذجا).
بقلم: عبد الله راكز