في انتظار إيجاد حل للمشاكل التي تعترض إنشاء مطرح للأزبال

تم مؤخرا، تمديد عملية تدبير مطرح النفايات القديم بمديونة في الدار البيضاء لمدة 6 أشهر، في انتظار إيجاد صيغة مغايرة لإنشاء مطرح جديد. وجاء ه اقرار التمديد خلال دورة استثنائية خصصها مدينة الدار البيضاء للمصادقة على الملحق الثامن الخاص بعقد التدبير المفوض لإنجاز واستغلال مطرح مراقب وإعادة تأهيل المطرح الحالي بمديونة، الذي ينص على تمديد عملية تدبير المطرح القديم، في أفق إنجاز مطرح جديد حددت مساحته في 80 هكتارا. وقال عبد الصمد الحيكر النائب الأول لرئيس المجلس، في تصريح صحافي، إنه بناء على مقتضيات الملحق التعديلي السابع الذي تمت المصادقة عليه السنة الماضية، والذي انتهت مدته، فإنه يتعذر على شركة (ايكوميد) المكلفة بتدبير المطرح الحالي، الاستمرار في تولي مهمة تدبير هذا المطرح، والوفاء بالتزاماتها القانونية بهذا الخصوص. وأضاف الحيكر، أنه من أجل رفع هذا الإشكال القانوني لكي يتم إعطاء الحق للشركة في الاستمرار في الوفاء بالتزاماتها، جرى تمديد عملية التدبير لمدة 6 أشهر إضافية. وفي سياق متصل، اعتبر أن مطرح النفايات بمديونة، الذي يعد مرفقا مهما بالنسبة لمدينة الدار البيضاء، تعتريه إشكالات كثيرة، وهو ما دفع جميع الفرقاء إلى الاتفاق لكي تتم عملية التمديد، علاوة على تنظيم لقاء دراسي قريبا تعرض فيه جميع المعطيات المتعلقة بهذا المطرح، والذي يشكل فرصة بالنسبة للمستشارين للتقدم بمقترحات لتطوير هذا المرفق الحيوي. ولم يتمكن المجلس لحدود اليوم من توفير سوى 35 هكتارا من مجموع المساحة لإجمالية المطلوبة لإنجاز المطرح الجديد (80 هكتار).
وشهد هذا المشروع تأخرا كبيرا، وذلك بسبب عراقيل عدة صاحبت عملية اقتناء البقع الأرضية المخصصة لهذا المطرح. ويعتبر إحداث هذا المطرح أمرا أساسيا لتجنيب سكان مدينة الدار البيضاء من “كارثة” بيئية وشيكة، تتربص بهم من حدود جماعة مديونة، والتي تراكمت بعد سنوات، خاصة بعدما أصبحت تظهر تدفقات سطحية لعصارة النفايات، كما أكد ذلك تقرير للمجلس الأعلى للحسابات. وكان من المفترض أن يتم الشروع في استغلال المطرح الجديد، بالتزامن مع الإغلاق النهائي لمطرح مديونة، أي نونبر من عام 2010، يقول ذات التقرير، إلا أن الجماعة (المجلس السابق) اتجهت إلى إلغاء الإجراءات، التي كانت قد شرعت فيها والتي وضعت سنة 2004، ويتعلق الأمر باقتناء أرض مخزنية مساحتها 82 هكتارا تقع بجوار المطرح الحالي بمديونة، كما اتجهت إلى اقتناء أرض أخرى مساحتها 35 هكتارا، وعمدت إلى اقتناء أرض أخرى. وكانت عدد من المنابر الإعلامية تحدثت في عن رفض جماعات بمديونة إحداث المطرح الجديد على ترابها، إلا أن نائب عمدة الدار البيضاء، عبد المالك لكحيلي، في رد سابق له عن هذه الخرجات الإعلامية، أكد أن الصفقة المتعلقة بإحداث مطرح جديد للنفايات على تراب جماعة المجاطية أولاد الطالب بمديونة ستمضي إلى نهايتها. مطرح نفايات مديونة، في الحقيقة لم يكن سوى حفر عميقة ناتجة عن مقالع للأحجار، يقول بوشعيب الزيداني أحد أبناء المنطقة، مضيفا، أن الساكنة أخذت في أواسط الثمانينات، تستغل هذه الحفر في طمر النفايات بعد الانتهاء من استغلال هذه المقالع، غير مدركين أن ماكانوا يقومون به، سيتسبب في ما بعد من مخاطر بيئية على الأراضي الفلاحية، وعلى الدواوير المجاورة للمطرح، مبرزا، في هذا السياق، تضرر تجمعات سكنية، كدوار لحلايبية، ودوار الحفاري، ودوار لعوينات، من تسرب المياه الملوثة للأبار التي كانت تستغلها في الشرب وسقي البهائم .. وتابع المتحدث، أن المطرح يتسبب في مشاكل صحية كثيرة لسكان المنطقة، من بينها مرض الربو، والحساسية، والأمراض الجلدية، لا سيما، أن آلاف الأطنان من النفايات تلقى في المطرح ويتم حرقها، ما يتسبب في انتشار الأدخنة، والروائح الكريهة.

سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top