فاز فريق شباب السوالم لكرة القدم بلقب بطولة الخريف ببطولة القسم الثاني، مستغلا تعثر ثلاثي المقدمة والمتمثل في الراسينغ البيضاوي وشباب المحمدية والمغرب الفاسي.
ورغم الفارق الكبير في الإمكانيات والتركيبة البشرية، فإن الفريق السالمي المنتمي لمدينة صغيرة بضواحي العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء، تمكن من الحفاظ على توازنه وتحقيق نتائج إيجابية في هذا الشطر الأول من البطولة، معتليا صدارة الترتيب ومتقدما على أندية تفوقه عدة وعتادا.
المثير في هذه الحالة هو ما جاء على لسان مدربه رضوان الحيمر عندما صرح لبرنامج “المريخ الرياضي” بمحطة (راديو مارس)، بأن فريقه لا يمكنه تحقيق الصعود لعدم توفره على الإمكانيات الضرورية، لمواجهة قوة الفرق التي يبدو أنها عازمة على تحقيق الصعود، وصعوبة مواجهة متطلبات الدوري الاحترافي الذي تزداد نفقاته سنة بعد أخرى.
بالفعل هدف الصعود تتمناه كل الفرق سواء كبيرة أو صغيرة، لكن الأماني شيء والواقع شيء آخر، والدليل على ذلك، ما يعيشه هذا الموسم فريق رجاء بني ملال الذي حقق الموسم الماضي صعوده للقسم الأول، دون أن يمتلك الأدوات اللازمة لمواجهة قوة أندية البطولة الاحترافية.
ففي 11 دورة، حقق الفريق الملالي 10 هزائم وتعادلا يتيما ليقبع بمفرده بمؤخرة الترتيب،كمرشح أول للعودة من حيث أتى، مهددا بذلك منافسات البطولة ككل في حالة فقدانه الأمل في البقاء، إذ ستصبح المنافسة بالنسبة له بعد ذلك شكلية ومجرد تكملة للموسم، الشيء الذي قد تكون له انعكاسات سلبية على الدورات الحاسمة في الثلث الثالث والأخير من الدوري.
هذا المصير كان متوقعا بدرجة كبيرة، وملامح ذلك ظهرت بوضوح منذ بداية الموسم الماضي الذي تمكن خلاله الرجاء الملالي من تحقيق الصعود من القسم الثاني، إذ كان يعاني من أزمة مالية خانقة وغياب الدعم، إلا أن مسؤوليه عاندوا الواقع وتحدوا كل الإكراهات ليحققوا الصعود غير الطبيعي والنتيجة هي ما نراه اليوم من معاناة ونتائج سلبية على جميع المستويات.
ما نقوله عن رجاء بني ملال ينطبق تماما على الشباب الرياضي السالمي الذي يعاني هو الآخر من ضعف الإمكانيات وغياب ملعب لاستقبال مبارياته، ومع ذلك وجد نفسه محتلا المقدمة رغم المنافسة القوية التي تشكلها الفرق التقليدية.
فهل الاستحقاق الوحيد بالنسبة لمسألة الصعود يبقى هو الاستحقاق التقني فقط ؟ أم أن الأمر يتطلب مجموعة من الشروط الضرورية على الأقل في حدها الأدنى، قصد ضمان السير العادي للمنافسات والحيلولة دون وقوع اختلالات تؤثر على تكافؤ الفرص بين جميع الأندية.
المفروض في هذه الحالة وجود دفتر تحملات، يتضمن بعض البنود الأساسية، منها التوفر على ملعب صالح لاستقبال مباريات القسم الأول، ووجود ضمانات مالية، وتسوية كل الديون خاصة بالنزاعات مع اللاعبين والمدربين.
ثلاثة شروط عادية جدا وبدون التنصيص عليها، يبقى الصعود ضربا من العبث يؤثر على مصداقية المنافسات ويقلل من قيمة هذه البطولة …
محمد الروحلي