في حضرة الريال…

بكل لغات العالم، يبقى نادي ريال مدريد العالمي فوق الجميع، هو الأنجح والأقوى والأفضل…عبر كل الأزمنة والحقب…

نجاح على مستوى التسويق والعائدات، حتى في عز الأزمات، الأقوى من حيث عدد البطولات والألقاب المحلية والقارية والدولية، والأفضل من حيث قيمة الأداء والتكامل عبر مختلف الخطوط.

خلال المباراة النهائية ضد نادي الهلال السعودي، قدم لاعبو الريال طبقا كرويا، غاية في الروعة والجمال، سجلوا خمسة أهداف، ولم يفضلوا الركون للوراء، بل فضلوا  مواصلة الاستمتاع أمام جمهور، جاء من مختلف المدن المغربية، ومن الجارة إسبانيا، للاحتفال مع الملكي بالتاج الخامس.

فوق أرضية مركب الرباط، تبين حجم الصعوبة التي يجدها خصوم الريال، وهم يواجهون ترسانة من نجوم فوق العادة، يجيدون التنقل عبر المراكز، بكثير من السلاسة، وبتوزيع مدروس للأدوار، دون الإخلال بواجبات وشروط المنظومة الدفاعية.

وبالرغم من أن إدارة الرئيس فلورنتينو بيريز، لم تتسابق منذ موسمين متتاليين، على جلب لاعبين آخرين بسوق الانتقالات، إلا أن التركيبة حافظت على توازنها، ومناعتها وعمق في اللعب يصعب مجاراته.

إدارة الريال كانت تثق أن الداهية الإيطالي كارلو أنشيلوتي، قادر على ضمان التوظيف الأمثل، بالاعتماد على حيوية الشباب، كالظاهرة فينيسوس، والنفاثة فالفيردي، والزئبقي رودريغو.

خلف هؤلاء تقف خبرة أصحاب التجربة الكبيرة بكثير من الشموخ، كالألماني توني كروس، والفرنسي كريم بنزيمة والكرواتي لوكا مودريش، والإسباني دانيال كارفاخال، وغيرهم…

وبالرغم من كل هذه المميزات التي من الصعب أن تجتمع دفعة واحدة، بتشكيلة معينة، إلا أن الموضوعية تفرض الاعتراف بشجاعة ملحوظة، أبان عنها لاعبو الزعيم السعودي، تلقت مرماهم حزمة أهداف، وتمكنوا من الحفاظ على تماسكم وعنفوانهم، بل سجلوا ثلاثة أهداف بطريقة مدروسة، استغلت نوعا من التراخي على مستوى الواجبات الدفاعية لبطل أوروبا.

بعد التتويج بمونديال الأندية في نسخته التاسعة عشرة، قدم خلالها المغرب كفاءة عالية، وتنظيم غاية في الإتقان، تساقطت الأرقام انسيابا، سواء بالنسبة للريال كناد مرجعي، أو للرئيس بيريز، أو المدرب أنشيلوتي، بالإضافة إلى الهداف بنزيمة، أو ضابط الإيقاع كروس… وغيرهم من رموز العهد الجديد للنادي الملكي…

كانت بحق أمسية ممتعة في ختام “موندياليتو”، نقش في سجل تاريخ أهم التظاهرات الدولية، نسخة مدينتي الرباط وطنجة، هي الأخيرة بهذه الصيغة، في بحث مستمر لـ (الفيفا) عن صيغ جديدة قصد ضمان نفس جديد، يضمن لها الاستمرارية المطلوبة، وسط زحمة الأجندة الدولية…

ودع الضيوف أرض المغرب، وهم يوزعون كل عبارات التقدير والاحترام، يشيدون بما تحقق، وما هو آت، لم يخفوا إعجابهم بطيبوبة شعب، قادر على ركوب التحدي، شعب عاشق حتى النخاع، لكل ما هو جميل، يساند كل مشروع طموح مهما كلف ذلك من تضحيات…

برافو، وإلى اللقاء في مناسبات أخرى، بنفس التوهج، ونفس الإتقان، ونفس الرغبة في وضع المغرب، ضمن مصاف الكبار…

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top