المؤتمر الوطني الـ 11.. محطة أساسية من أجل تجديد آليات العمل السياسي ورد الاعتبار للأداء الحزبي
أجمع عدد من المتدخلين في لقاء نظمته الكتابة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية بتطوان حول مناقشة وثيقة “مداخل للتفكير والنقاش” أن المؤتمر الوطني المقبل لحزب التقدم والاشتراكية يعد من المحطات المهمة والأساسية التي يجب استغلالها بشكل جيد من أجل إعادة التوجه للحزب وللعمل السياسي.
وأضاف المتدخلون، في اللقاء الذي نظمه حزب التقدم والاشتراكية بتطوان أول أمس السبت، أن هناك حاجة ملحة لإعادة ثقة المواطنات والمواطنين في العمل السياسي والأداء الحزبي، والتي تأثرت عبر مجموعة من الممارسات التي كانت تتم وما تزال في الحقل السياسي الوطني، خصوصا خلال فترة الانتخابات.
وسجل المتحدثون أن محطة المؤتمر الوطني الحادي عشر من الضروري أن تكون محطة برهانات كبرى، ومحطة لتجديد آليات العمل الحزبي، وتطوير الحضور وتقوية الترافع السياسي عن قضايا المواطنات والمواطنين، وجعلهم ملتفين حول مشروع الحزب.
كريم تاج: مؤتمر عادي في سياق غير عادي
في هذا السياق، قال كريم تاج عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين إن المؤتمر الوطني المقبل للحزب والمرتقب خلال الأشهر القليلة المقبلة يأتي في ظرفية خاصة.
وتابع كريم تاج أن المؤتمر الحادي عشر هو مؤتمر عادي لكنه يأتي في مرحلة غير عادية، وتطبعها عدد من التحديات.
وسجل تاج أن هناك مجموعة من التحديات المطروحة خلال محطة المؤتمر، من ضمنها ما هو متعلق بالجانب التنظيمي وما هو متعلق بالتكوين السياسي، بالإضافة إلى ما يتعلق بالجانب التواصلي والنقاش الداخلي، ونشر فكر الحزب والتواصل مع المواطنات والمواطنين.
ولفت تاج إلى أن هذه التحديات أساسية خصوصا وأن المرحلة تقتضي رفع اليقظة والعمل، وتوحيد الصفوف ورفع جودة التكوين السياسي للأجيال الجديدة الملتحقة بالحزب من أجل الحفاظ على الإرث التاريخي وما تحقق عبر عقود، وكذا مرجعية ومبادئ وأفكار الحزب، وحث المناضلات والمناضلين على حمل هذه الروح التقدمية وخلق جسر تواصلي بهذا الخصوص بين الأجيال المتعددة التي أضحى يزخر بها حزب التقدم والاشتراكية.
وشدد الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين على أن هناك ضرورة لمناقشة طرق الاشتغال والتواصل والانفتاح للعمل من أجل بزوع جيل قوي حامل لقيم وثقافة الحزب ومتشبع بفكر الرواد الذين من الواجب استثمار رصيدهم النضالي والتاريخي في التكوين المطلوب.
كما ركز المتحدث على أهمية التواصل كآلية مهمة تساهم بشكل كبير في إشعاع الحزب تنظيميا وسياسيا، وتعزيز حضوره في مختلف الأوساط، ولدى مختلف الشرائح المجتمعية.
وسجل تاج، في كلمته، أن هناك حاجة إلى بلورة سياسة تواصلية دائمة، تجعل من الحزب دائم الحضور في وجدان المواطنات والمواطنين ويتفاعل معهم ويخلق مساحات للتفاعل، بالإضافة إلى الحاجة إلى سن سياسية تواصلية ناجعة من شأنها أن تستأثر باهتمام مختلف المواطنات والمواطنين، واستقطاب فئات واسعة نحو المشروع الفكري والمجتمعي للحزب.
وأبرز عضو المكتب السياسي أنه لا يمكن الاكتفاء بالمعرفة بالتقنية فقط، وإنما هناك حاجة إلى جعل هذه التقنية في خدمة التواصل وفي خدمة النهوض بالإشعاع الحزبي، وبأفكار الحزب على مدى مستمر ومتواصل.
وأشار المتحدث إلى أن الحزب استطاع على مدى السنوات الماضية أن يكون حاضرا بقوة في المشهد السياسي الوطني، وأن يتبوأ المراتب الأولى من الناحية التواصلية، وذلك على الرغم من الإمكانيات التي لا توازي إمكانيات مكونات سياسية أخرى. حيث قال إن الحزب دائم الحضور والتفاعل مع المواطنات والمواطنين، والتفاعل مع مختلف القضايا.
في هذا الصدد، لفت تاج إلى أن هناك مجهودات كثيرة بذلت في مجال التواصل، وتحققت عدد من الأمور الايجابية موضحا أن المشكل الوحيد يكمن في عدم انتظامية هذه المجهودات، بالنظر لعدم مأسسة هذا الفعل، وكذا عدم إيلاء الاهتمام اللازم للفعل التواصلي، داعيا إلى تجاوز هذه النقاط عبر سن سياسة تواصلية تراعي التجدد والاستمرارية، وتملكها من قبل جميع المناضلات والمناضلين.
وخلص عضو المكتب السياسي إلى ضرورة جعل محطة المؤتمر الوطني الـ 11 محطة للسير نحو هذه السياسة الجديدة، ومواكبة التطورات والتحولات في المجال الرقمي والتواصلي وجعلها أداة للنهوض والارتقاء بالأداء الحزبي والسياسي، خصوصا وأن حزب التقدم والاشتراكية كان دائما منتجا للأفكار ومعربا عن مواقفه حيال مختلف القضايا التي تهم المواطنات والمواطنين.
خديجة الباز: المؤتمر 11 له راهنية ويأتي في سياق وطني ودولي خاص
من جهتها، قالت خديجة الباز عضوة المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إن المؤتمر الوطني الحادي عشر لحزب التقدم والاشتراكية يأتي في سياق خاص تطبعه مجموعة من الأحداث.
وأضافت الباز، خلال ذات اللقاء الذي سيره زهير الروكاني الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بتطوان، أن هناك سياقا خاصا على المستوى الوطني وعلى المستوى الدولي تفرض نفسها على حزب التقدم والاشتراكية ومؤتمره الوطني المرتقب خلال السنة الجارية.
وسجلت الباز أن من واجب مناضلات ومناضلي الحزب أن يكونوا في حجم الرهانات والتحديات المطروحة من خلال الإسهام في النقاش الذي أطلقه الحزب في أفق التحضير للمؤتمر عبر وثيقة “مداخل للتفكير والنقاش”.
وأوضحت المتحدثة أن الوثيقة التي أقرها المكتب السياسي ليست أطروحة وإنما هي وثيقة لفتح النقاش وتجميع الاقتراحات من القواعد في إطار المقاربة التشاركية التي تدخل ضمن آليات عمل الحزب.
ولفتت الباز إلى أن السياق الدولي والاقليمي الذي نعيشه في هذه المرحلة وما يقع من أحداث عبر العالم تدخل أيضا ضمن ما يجب التفكير فيه وأخذه بعين الاعتبار من أجل المناقشة والتعبير عن المواقف الضرورية كما دأب حزب التقدم والاشتراكية على ذلك.
وأشارت المتحدثة إلى راهنية المرحلة والقضايا ذات الأولوية بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية التي قالت إنها من الضروري أن تأخذ حيزا كبيرا من النقاش، وكذا خلق قنوات للتواصل من أجل توعية المواطنات والمواطنين بها.
وترى الباز أن هناك حاجة لإيلاء الأهمية أيضا للمستجدات التي تعرفها البلاد وتبني القضايا المجتمعية، كما هو الشأن بالنسبة لقضية الماء، حيث شددت على ضرورة الحفاظ على هذه المادة الحيوية في هذه الظرفية الصعبة وتوجيه المواطنات والمواطنين وتوعيتهم بهذا الشأن، وذلك عبر النقاش المستمر والتأطير الجماهيري من قبل المناضلات والمناضلين.
في هذا الصدد، نوهت عضوة المكتب السياسي للحزب بالمجهودات التي يبذلها المناضلات والمناضلين وقيدومي الحزب بجهة طنجة تطوان الحسيمة الذين قدموا ويقدمون نموذجا للمناضل التقدمي الذي يسعى للتغيير ويطرح القضايا المجتمعية الأساسية ويترافع عنها.
رشيد حموني: الساحة السياسة عرفت تغيرات كثيرة والمؤتمر الـ 11 محطة أساسية لمواكبة هذه التغيرات
من جهته، قال رشيد حموني رئيس فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب إن المؤتمر الوطني الحادي عشر من المحطات التاريخية المهمة في مسار حزب التقدم والاشتراكية.
ويرى حموني أن هذه المحطة مهمة واستثنائية بالنسبة لتاريخ الحزب بالنظر لما راكمه عبر عقود من النضال والعطاء، بالإضافة إلى ما تعرفه الساحة السياسية من تغيرات كثيرة.
وأضاف حموني أن المؤتمر يأتي أيضا في سياق مرور الانتخابات وما شاب العملية من خروقات بالجملة وفي مقدمتها الاستعمال الواسع للمال الذي حول العملية برمتها من عرس ديمقراطي إلى محطة طغى عليها المال بشكل غير مسبوق في تاريخ المغرب.
وبعدما ذكر بالنتائج المهمة والمشرفة التي حققها حزب “الكتاب” عن جدارة واستحقاق بالرغم من المضايقات، وإغراق العملية الانتخابية بالمال، سجل حموني أن حزب التقدم والاشتراكية ومناضلاته ومناضليه يحظون باحترام وتقدير كبير من قبل مختلف الفئات وشرائح المجتمع، وهو ما عكسته النتائج التي منحت فريقا للحزب بمجلس النواب بالرغم مما عرفته محطة انتخابات 8 شتنبر الماضي.
وشدد حموني على ضرورة جعل محطة المؤتمر محطة لمواصلة هذا الزخم النضالي ومضاعفة المجهودات المبذولة وجعلها تنعكس بشكل ملموس على أرض الواقع من خلال التفاف مختلف الفروع المحلية والإقليمية على قضايا المواطنات والمواطنين والدفاع عنها والترافع بشأنها.
وأعلن حموني مساندة الفريق النيابي للحزب لمختلف الملفات التي يناضل من أجلها مناضلات ومناضلو الحزب بجل الجهات والأقاليم، معتبرا أن المرحلة تقتضي توحيد الجهود ومضاعفتها والاصطفاف إلى جانب الجماهير وتوسيع النقاش حول آليات العمل الحزبي وخلق جاذبية للمواطنات والمواطنين نحو الحزب وأفكاره ومبادئه باعتباره حزب الجماهير.
ودعا عضو المكتب السياسي ورئيس الفريق النيابي مناضلات ومناضلي جهة طنجة تطوان إلى مواصلة المجهود المبذول عبر تراب الجهة، والذي انعكس من خلال نتائج الانتخابات وعدد المنتخبين، حيث أكد على ضرورة مواصلة النهج التصاعدي لهذه الجهة على المستوى التنظيمي، وتقوية الحضور السياسي واستقطاب المزيد من الطاقات والاستعداد لمختلف المحطات السياسية والانتخابية المقبلة.
إلى ذلك، أبرز حموني أن هناك حاجة لإعادة الثقة في العمل السياسي والأداء الحزبي، حيث أكد أن حزب التقدم والاشتراكية ما يزال يحظى بالثقة ويعمل بالجدية عكس مكونات سياسية أخرى يتم تدبيرها بمنطق الشركة والتي جعلت نفسها عرضة للسخرية بسبب أدائها وعملها وكرست من خلال مؤتمراتها نكوص الثقة في العمل السياسي بسبب طريقة التدبير التي تبين العقلية التي تتبناها هذه الأحزاب والتي تبقى بعيدة عن العمل السياسي والديمقراطي الحق.
وجدد حموني دعوته جميع مناضلات ومناضلي الحزب إلى تكثيف النقاش حول وثيقة “مداخل للتفكير والنقاش” التي وضعها المكتب السياسي من أجل مواكبة التحضير للمؤتمر وإشراك مختلف الفروع المحلية والاقليمية والجهوية في النقاش وفي مرحلة ما قبل وبعد المؤتمر.
يشار إلى أن اللقاء عرف مداخلات لعديد من المناضلات والمناضلين بفرع تطوان وفروع طنجة والحسيمة والعرائش وغيرها من فروع الجهة، حيث جرى التأكيد على ضرورة التفكير كذات جماعية للنهوض بالأداء الحزبي وتوسيع قاعدة حضور الحزب والتفافه على مختلف قضايا المواطنات والمواطنين، والدفاع عنها.
وبعدما ثمن المتدخلون المجهودات التي تقوم بها القيادة الوطنية للحزب، وعلى رأسها الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، شددوا، على ضرورة مواصلة التباحث ومناقشة الأفكار الكفيلة بإعادة الوهج للعمل السياسي والتعاون والتنسيق من أجل مواجهة مجموعة من التحديات المطروحة أمام المناضلات والمناضلين خصوصا المنتخبين، وذلك قصد تقوية الدفاع والترافع الجاد على مختلف الملفات والطالب التي يرفعها المواطنون وساكنة جهة طنجة تطوان الحسيمة.
< محمد توفيق أمزيان