قيمة وطنية لا تقدر بثمن…

يؤكد الجمهور الرياضي الوطني مرة أخرى، على الدور الإيجابي الذي يقوم به في كل المناسبات، التي تعرف تواجد المنتخب المغربي لكرة القدم، حضور لافت كما وكيفا، تحول إلى علامة فارق تشيد بها مختلف وسائل الإعلام الدولية، وتحسب لها الفرق المنافسة ألف حساب.
ففي كل المناسبات الكبرى، وخاصة مسابقة كأس العالم، يكون التواجد بأعداد كبيرة، يملأ المدرجات وهو يحمل الأعلام الوطنية، يرتدي أقمصة “أسود الأطلس”، وفوق الرؤوس، هناك قبعات باللونين الأحمر والأخضر، تتوسطها نجمة خماسية.
إنها بحق قيمة وطنية لا تقدر بثمن، مغاربة يأتون من كل بقاع العالم، حتى من أبعد نقطة بالكون؛ تجدهم دائما بالموعد، مهما كلفهم ذلك من ثمن أو جهد، كل شيء يهون من أجل ضمان الحضور يمكن من تشجيع العناصر الوطنية.
دعم مهم يساهم بقوة في تحفيز اللاعبين، يؤازرهم في كل اللحظات، يمنحهم المساندة الضرورية، والأكثر من ذلك يشكل ضغطا، لا يستهان به، على الفريق الخصم.
ولعل اللحظة الفارقة، تلك التي تقف فيها الآلاف وقفة رجل واحد، أثناء عزف النشيد الوطني، وتردد بكثير من الاعتزاز كلماته، بحب وشغف وتفاعل منقطع النظير، تفاعل يصل إلى حدود ذرف الدموع، وهي لحظة لا يحس بقيمتها، إلا من سعفته الظروف بالتواجد داخل الملعب.
تواجد بهذه القيمة الاستثنائية، له أيضا إيجابيات خارج الملاعب، وبمختلف فضاءات التباري، بأبعاد متعددة الأوجه.
فهذا التواجد القيمي، يساهم في التعريف باسم المغرب كدولة، يروج لثقافته وحضارته، كما يعطي انطباعا إيجابيا على هوية شعب منفتح على كل الحضارات، يحب الحياة، يتفاعل بالإيجاب، يحترم الحق الاختلاف، يتواصل بكل اللغات، ولا يتردد في كسب علاقات وصداقات جديدة.
مغرب بكل هذه الخصوصيات والمميزات، تحول بمناسبة مونديال قطر، وقبله بنسخة روسيا 2018، إلى مفخرة لكل العرب، بل أصبح رمزا من رموز إفريقيا الموحدة، الطامحة إلى الإنصاف.
وكان من الممكن أن تكون هناك إضافة مهمة، تساهم في دعم هذا التواجد المغربي اللافت، لو تم التفكير في تخصيص فضاء خاص يسمى بـ “دار المغرب”، كتقليد تعلم به العديد من الدول، في مثل هذه المناسبات..

>محمد الروحلي

Related posts

Top