في إطار برنامجه الدولي “Safe kids”. نظم كاسبرسكي، الرائد العالمي في مجال أمن النظم المعلوماتية، أول أمس الثلاثاء بمدرسة ياسمين كالفورنيا بالدار البيضاء، ندوة حول موضوع “الأمن الرقمي للأطفال بالمغرب”.
وعرف هذا اللقاء، الذي كان موجها بالدرجة الأولى لجمعيات آباء وأولياء التلاميذ، وكذلك للتلاميذ أنفسهم وأساتذتهم ومؤسساتهم المدرسية والصحافيين، مشاركة خبراء مرموقين وممثلين عن المجلس الأوروبي ومركز الأبحاث متعدد التخصصات والابتكار ومبادرة منصة فضاء المغرب للأمن الإلكتروني، إضافة إلى ممثلين عن كاسبرسكي ومؤثرين يمثلون المجتمع المغربي. وكان من بين أبرز المتدخلين خلال هذه الندوة، السيدة جانيس ريشاردسون، مستشارة لدى المجلس الأوروبي، وكذلك السيد يوسف بن الطالب، رئيس مركز الأبحاث متعدد التخصصات والابتكار، بالإضافة إلى السيدة نويمي مينستر والسيد فيكتور مارتان فيدالكو من كاسبرسكي والمؤثرة المغربية دوجا بلخياط.
المبادلات بين المشاركين تعلقت بالمخاطر والأفكار المسبقة والممارسات الفضلى في المجال الرقمي.
فيما أظهرت المبادلات التي قادتها دوجا بلخياط قبل الندوة، في إطار مجموعتها المكونة بشكل أكبر من الآباء، أن نصفهم لم يسبق لهم أن تطرقوا إلى القضايا الرقمية والأمنية مع أطفالهم، شكل الحدث فرصة لتقاسم بعض النصائح والممارسات الفضلى من أجل جعل التحسيس والتربية على الأمن الإلكتروني ممتعا وفي المتناول. فالمخاوف والأخطار المرتبطة بالعالم الرقمي متنوعة وأدوات مواجهتها غير معروفة بما فيه الكفاية : فأقل من أب واحد من بين إثنين سبق له أن استعمل برنامجا للمراقبة الأبوية، كما أبرزت دراسة سابقة أنجزها كاسبرسكي بشراكة من إميرسيون في سنة 2020 بدورها أن 26% من مستعملي الأنترنيت في المغرب لا يتوفرون على أية حماية لهواتفهم الذكية، وأن 8 % فقط من مستعملي الهواتف الذكية يستخدمون حلولا أَمنية. فمفاهيم التصيد الاحتيالي، التحرش، التعرض للعنف، برمجيات الفدية، تسرب البيانات، الإدمان، جمع الوثائق، الغش… كلها العبارات تم التطرق إليها وتفسيرها، لكن ليس بهدف خلق جو من الخوف، وإنما من أجل التوعية بوجود مخاطر وبقيمة البيانات الشخصية وأهمية اليقظة والحذر في المجال الرقمي.
وشكل هذا الحدث مناسبة للتبادل بين المشاركين حول العديد من الإشكاليات المتعلقة بالشباب المغاربة ومدى تعرضهم الرقمي (فرص، مخاطر، إدمان، عنف، تحرش…)، كما شكل فرصة لقياس الآثار والمخاطر الكامنة، وطرح توصيات وبحث سبل العمل من أجل أنترنيت أكثر أمانا.
وبهذا الصدد أدلت نويمي مينستر، مسؤولة التواصل لدى كاسبرسكي، بتصريح قالت فيه : “نعمل في كاسبرسكي منذ حوالي 25 سنة من أجل بناء عالم أكثر أمانا. وتحقي هذا الهدف يمر أيضا عبر أعمال التحسيس والمواكبة من أجل ترسيخ ممارسات رقمية أكثر وعيا ومسؤولية. نحن سعداء بأن نتمكن هنا من مناقشة هذه الأمور مع التلاميذ وأوليائهم وأساتذتهم، وأن نتقاسم مختلف النصائح مع خبراء يعملون بدورهم من أجل أنترنيت آمن في المغرب. فالعالم الرقمي يشكل مصدرا للفرص، شريطة التحكم في أخطاره واعتماد بعض الممارسات الفضلى من أجل الصحة الرقمية. لهذا الغرض، نضاعف في كاسبرسكي الأعمال والمبادرات والحملات من أجل بناء مستقبل رقمي آمن”.
بعد عرض ذي طبيعة أكاديمية في شكل مائدة مستديرة مع الخبراء، تم تنظيم ورشة ذات طبيعة ترفيهية – تربوية، نظرا لكونها موجهة للأطفال يافعين، والتي تمحورت حول أسئلة وأجوبة متعلقة بالاستعمالات الرقمية.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث شكل أيضا فرصة لتقديم دراسة أنجزها كاسبرسكي بشراكة مع إمرسيون بهدف فهم العلاقة بين الأطفال – العالم الرقمي – الكبار والتمكن من اقتراح أدوات وطرق من أجل التمكن من إطلاق النقاش والمواكبة حول أفضل الممارسات الرقمية. واهتم كاسبرسكي ومكتب الخبرة إميرسيون، في إطار هذه الدراسة، بمدى إدراك الآباء فيما يتعلق بأنشطة أطفالهم على الأنترنيت، وقدرتهم على مواكبة أطفالهم في اتجاه الاستعمال الآمن للأنترنيت. فإذا كان كل 9 من بين 10 آباء يعتبرون أنفسهم مغلوبين على أمرهم إزاء أطفالهم في كل ما يتعلق بالعالم الرقمي، فإن استعمال أدوات الحماية من قبيل برمجيات المراقبة الأبوية لا زالت تعترضها صعوبات في فرض نفسها. غير أن 60 % من الآباء أشاروا إلى أنهم لا يثقون بأطفالهم فيما يتعلق بالاستعمال المسؤول للأجهزة والمحتويات الإلكترونية.