صدر مؤخرا عن دار الجنان للنشر والتوزيع (2022) بالمملكة الأردنية الهاشمية كتاب» تمثلات الذات الأنثوية وصراع القيم عند كريمة نور عيساوي: مقاربات نقدية» الكتاب من إعداد وتنسيق وتقديم الدكتور فوزي الخطبا؛ يضم هذا المؤلف دراسات نقدية لأزيد من 18ناقدا وأكاديميا من دول عربية مختلفة من المغرب والجزائر والعراق والأردن ومصر واليمن؛ تناولوا التجربة الشعرية للباحثة والشاعرة الدكتورة كريمة نور عيساوي من خلال ديوانها «بقايا امرأة» وقصائد أخرى ارتبطت بقضايا المرأة في الوطن العربي ومعاناتها عبر التاريخ.
جاء في مقدمة الكتاب: «وعندما صدر ديوانها بقايا امرأة» أثار اهتمام النقاد والدارسين بما يحمل من مضامين عميقة وأبعاد فنية متقدمة ورؤية ممتدة ولغة شفافة، وصور مبتكرة، وإشراقات في المباني، وتشكيلات نصية منسجمة من الألفاظ، حروفها متنامية مع إيقاعات جملها الشعرية، وتدفقاتها العاطفية، ودلالاتها التصورية، وتأملاتها وهواتفها النفسية، وتشكيلاتها الجمالية، والقيم الإنسانية رفيعة. فديوان (بقايا امرأة)، هو رسالة صريحة خطت بأنامل أطياف مختلفة من النساء المضطهدات في المجتمع، هي أصوات متعددة توحدت في صوت المرأة المخنوق وراء مجموعة من القيود التي أقرها الإنسان بعيداً عن كل مظاهر الإنسانية. الكتاب يضم مجموعة من المقالات النقدية في إبداع شاعرتنا كريمة نور عيساوي كتبها نقاد وباحثون وقامات أدبية كبيرة.
•الدكتورة رزيقة بوشلقية من الجزائر التي ترى فيه «أن أهم ما يميز ديوان «بقايا امرأة» هو قيام نصّها على بنية جشطالتيه مركزية، وهي بنية خطاطة القوة، ولهذا فإن الحديث عن «خطاطة القوة» في تجلياتها الاستعارية هي الأيديولوجية المحرّكة للفكر العيساوي، وهي أداة أولية خاضت بها الشاعرة «كريمة نور عيساوي صراعها ضد الآخر.
•الدكتور سيد حشمت أبو فرغلي السمهوري من مصر، فقد وقف عند تعدد تشكيلات النزعة الدرامية، والحوار والسرد القصصي والصراع، ويرى أنه أبرز من خلال ديوان «بقايا امرأة «قضية الصراع والتي أضافت إلى أعمالها الدرامية… فمنها الصراع النفسي الداخلي الواضح في نفسية صاحبتها مرهفة الحس، المصرة على تحدي الذات، وإيضاح ما يعتريها من المشاعر والانفعالات، والصراع الخارجي الذي تتعاون فيه كل مقومات الدراما، بفتح النص على آفاق متشعبة من التأويل والحيوية».
•الدكتور جمال خضير الجنابي من العراق، يرى أن الشاعرة استطاعت بقدرة فائقة أن توظف الرمز والأسطورة في قصائدها وأن الرموز بدلالتها والأساطير في أبعادها تتحول إلى نسيج شعري متدفق شديد الارتباط بالحاضر، وبالحياة المعاصرة فتتحول الرموز والأساطير إلى مادة تسهم إسهاماً فعالاً في إضاءة الواقع» وأن كريمة نور عيساوي استطاعت بيقظة جمالية وفكرية عالية، والتي أظهرت من خلالها تغذيتها بأساليب شتى للنص الشعري مما أضفى على القصيدة أكثر جمالية من الإثارة والجدة».
•الدكتور ماجد قائد من جامعة أبين ـ اليمن، فقد توقف طويلا عند فتنة العلامة في الخطاب الموازي الشعري المغربي المعاصر؛ يرى أن النصوص الموازية الخارجية المتمثلة بخطاب الأيقونات والإهداء وعلامات الترقيم والعنوانات الداخلية خطاب إشاري رامز ساهم في الممارسة القرائية….وكشفت أساليب العنونة عند الشاعرة كريمة شاعرية مفرداتها، وحسها المرهف، وثقافتها الشمولية، ومخزونها اللغوي الشعري، وإبداعها الناضج»
•-أما الدكتور عمر مرائي علوي المغرب في مقاربة موضوعاتية فنية يرى بأن قصائد «بقايا امرأة « وانطلاقا من عتبات النص يثير عند المتلقي الدهشة والإثارة والفضول وتتمحور قصائد الديوان حول ثيمة الحلم والألم والزمن والمأساة وصوت الأنثى ويقول «تشح معظم قصائد الديوان بوشاح تطرز تلابيبه نبرات أسى عميق وحزن دفين مما وسم الصوت الشعري الأنثوي بنزعة بكائية محبطة. هكذا أصبحت الأنثى منذ أول التكوين ترزح تحت سياط السنين، تتشرب آلاما مركبة، لا متناهية، بفعل خنوعها وخضوعها، ووحشية جلادها ومعذبها».
•الدكتور عبد المجيد علوي من المغرب آثر الوقوف متأنيا عند شعرية الكتابة بالألم في ديوان «بقايا امرأة» ويؤكد على أن الشاعرة تملك حصيلة معرفة عميقة وتجربة روحية صافية فتَفحصها في علم مقارنة الأديان والموهبة الشعرية أعطتها الدفق الروحي الجمالي المتميز يقول: هي «صوت شعري متميز لامتلاكها ذخيرة معرفية شرعية وتجربة روحية (علم مقارنة الأديان) وأدبية حساسة ذات جمالية وذائقة فنية»
•- الناقد الشاعر العراقي هاتف بشوش من الدانمارك فيقف عند ديوان «بقايا امرأة»، ليفصح أن الشاعرة ثائرة على كل سلطات الكهنوت، وكل استغلال بشع ضد المرأة فهي تنشد الحرية لكل امرأة في العالم يقول:» لذلك نرى الشاعرة كريمة نور عيساوي اتخذت من مناشدة الحرية بمثابة ثورة على الروح الجامدة، وإعصار من شأنه أن يزيح كل ما هو عائق في دروب التمني والانطلاق نحو عالم حر خال من الاستغلال بشتى أنواعه»…
•وللإشارة فإن الكتاب صدر في حلة أنيقة من الحجم الكبير عدد الصفحات 313 صفحة.