فرضت البرازيل سيطرتها على لقب كأس كوبا أمريكا 2019، واستمر صيام الأرجنتين عن الألقاب وكشفت المسابقة القارية عن اتساع الفجوة بين باقي منتخبات أمريكا الجنوبية وكرة القدم الأوروبية.
وأحرزت البرازيل صاحبة الأرض اللقب للمرة التاسعة يوم الأحد الماضي بعد الفوز المستحق 3-1 على بيرو في إستاد “ماراكانا” في ريو دي جانيرو.
وفي طريق حسم اللقب أحرزت البرازيل 13 هدفا، منها خماسية في شباك بيرو في دور المجموعات، واستقبلت هدفا واحدا فقط.
وكانت سيطرة البرازيل واضحة بفضل وفرة المواهب وشهدت المسابقة عدة مفاجآت منها خروج أوروغواي المبكر وتأكيد فنزويلا أنها لم تعد المنتخب الضعيف في القارة ووصول بيرو إلى أول نهائي منذ 1975.
ولم يكن خروج الأرجنتين من قبل النهائي أمام البرازيل مفاجئا بشكل كبير، في ظل غياب الاستقرار الفني عن الفريق في السنوات الأخيرة.
ويتولى قيادة الأرجنتين رابع مدرب في 5 سنوات كما أن ليونيل سكالوني الذي يشغل لأول مرة منصب الرجل الأول، لا يزال مدربا مؤقتا رغم توليه المنصب قبل حوالي عام واحد.
ولم تفز الأرجنتين بكوبا أمريكا منذ 1993 ولم يظهر الفريق قدرته على إنهاء هذا الصيام مع إجراء سكالوني تغييرات عديدة ومتكررة في التشكيلة، كما أن أبرز لاعبيها، وأهمهم ليونيل ميسي، لا يكون بوسعهم مع بلادهم على الصعيد الدولي تكرار مستوياتهم مع أنديتهم.
والشيء اللافت للنظر انخفاض معدل حضور المشجعين وقرارات التحكيم المثيرة للجدل وافتقار البطولة لجذب الأضواء، في الوقت ذاته الذي اختتمت فيه كأس العالم للسيدات والكأس الذهبية وهو ما يثير القلق.
والغريب أن عدد المشجعين في مباراة المكسيك أمام هايتي في الكأس الذهبية في فينكس، كان أكبر من الجماهير الموجودة في قمة البرازيل أمام الأرجنتين بقبل النهائي.
وهذه المباراة تعكس بوضوح حالة كرة القدم في أمريكا الجنوبية حيث سرعان ما يتم نسيان لحظات من المهارات الفردية الرائعة بسبب التدخلات العنيفة والجدل الذي لا ينتهي حول قرارات الحكام.
وطالبت الأرجنتين دون جدوى بالحصول على ركلتي جزاء أمام البرازيل وشعرت بغضب شديد بسبب عدم النقاش حتى مع حكم الفيديو المساعد، رغم واقع توقف الكثير من المباريات بسبب هذا الأمر.
وزاد شعور الغضب لدى الأرجنتين بعد بطاقة حمراء مثيرة للجدل للنجم ميسي في مباراة تحديد صاحب المركز الثالث أمام تشيلي.
وأوضح هذا الغضب إضافة إلى اتهام ميسي لاتحاد أمريكا الجنوبية بتسهيل مهمة أصحاب الأرض، ورد تيتي مدرب البرازيل عليه بمطالبته بإظهار المزيد من الاحترام ودفاع الاتحاد القاري عن نفسه من كلمات ميسي بخصوص ضرورة مقاطعة الأرجنتين المسابقات المستقبلية، التي ينظمها اتحاد وصفه “بالفاسد”، بأنه مهما زاد عدد اللاعبين الموهوبين في أمريكا الجنوبية فإن الأحداث خارج الملعب عادة ما تطغى على ذلك.
وما زاد الضجة هو قرار اتحاد أمريكا الجنوبية بالسماح للرئيس البرازيلي جاير بولسونارو المنتمي لليمين المتطرف، بتسليم الكأس للمنتخب الفائز باللقب.
وتسببت أسعار التذاكر الباهظة في تواضع الحضور الجماهيري.
ومن الصعب شرح سبب هبوط المستوى لكن المؤشرات تبدو واضحة.
ولم يفز أي منتخب من أمريكا الجنوبية بكأس العالم منذ 2002 وهو رقم سلبي كما أنه ظهر منتخب واحد فقط من القارة من بين آخر ثمانية منتخبات بلغت النهائي رغم واقع حصد هذه القارة خلال القرن الماضي نصف عدد الألقاب.
وعلى مستوى الأندية يبدو الأمر أسوأ فلم يحرز فريق من أمريكا الجنوبية لقب كأس العالم للأندية منذ 2007 وفي نسختين في آخر ثلاث سنوات لم يظهر فريق من أمريكا الجنوبية في المباراة النهائية.
ويعد رحيل المواهب الشابة إلى أوروبا من ضمن الأسباب لكن ما ساهم أيضا في التراجع هو إطلاق مسابقة دوري الأمم الأوروبية لأنها جعلت منتخبات أمريكا الجنوبية منعزلة كثيرا عن أفضل منتخبات العالم.
وكشفت دراسة الشهر الماضي أن خلال عام 2019 لعبت منتخبات أمريكا الجنوبية العشرة 38 مباراة ودية من بينها مباراتان فقط ضد أوروبا.
وقال تيتي مدرب البرازيل “نحن نحاول دائما خوض مثل هذه المباريات. الجدول يجعل الأمر صعبا في بعض الأحيان”.
كوبا أمريكا تعكس واقعا متدنيا للكرة اللاتينية
الوسوم