علم من مصدر مقرب من أوساط النقل الجوي، أنه تقرر تمديد تعليق الرحلات الجوية المباشرة للمسافرين من وإلى المغرب، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 29 نونبر الماضي لمدة أسبوعين، إلى تاريخ لاحق.
وكانت السلطات المغربية قد قررت تعليق الرحلات المباشرة للمسافرين من وإلى المغرب لمدة أسبوعين ابتداء من يوم الاثنين 29 نونبر 2021 على الساعة الحادية عشرة ليلا و59 دقيقة، بسبب الانتشار السريع للمتحور الجديد لكوفيد-19 أوميكرون، خصوصا بأوروبا وإفريقيا.
ويندرج هذا القرار أيضا في إطار الإجراءات المتخذة الرامية للحفاظ على المكاسب التي راكمها المغرب في مجال تدبير جائحة كوفيد-19 وحماية صحة المواطنين.
- الدعوة للانخراط المكثف في عملية التلقيح
من جهة أخرى، دعا مهنيون بالقطاع الصحي، يوم الجمعة الماضي بالدار البيضاء، خلال جلسة حول كوفيد 19، عقدت في إطار المؤتمر الوطني الطبي الـ37، واللقاءات الطبية المغربية الليبية الأولى، إلى الانخراط المكثف والكامل في حملة التلقيح ضد كوفيد-19 لمواجهة الجائحة .
وأجمع هؤلاء الأساتذة والمتخصصون والخبراء، خلال هذا اللقاء العلمي الذي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الطبية يومي 10 و11 دجنبر الجاري، على أهمية انخراط جميع المواطنين والمواطنات في عملية التلقيح (الجرعة الأولى والثانية والثالثة)، مؤكدين أن التلقيح يعد “الطريقة الوحيدة لمواجهة هذا الفيروس”.
- تراخي ملحوظ في ظرفية حساسة للغاية
وبهذه المناسبة أكد رئيس قسم الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، البروفيسور مرحوم الفيلالي كمال، على أهمية التلقيح الشامل والكامل، مشددا على أنه “يجب أن يذهب المواطنون لتلقي التلقيح”.
كما عبر خلال المؤتمر الوطني الطبي الـ37، واللقاءات الطبية المغربية الليبية الأولى، عن استيائه من ” التراخي الملحوظ ” في هذا الصدد من جانب المواطنين، و الذي يأتي في ظرفية تعرف انتشار سلالات جديدة من الفيروس في عدة دول من العالم.
وأوضح أن الأمر يتعلق في الأساس بمتغير أوميكرون، مبرزا ” أننا بحاجة إلى أن يتم تطعيم السكان بالكامل لمواجهة هذا المتغير الجديد، لكننا بعيدون قليلا عن تلقيح صحيح”.
وأكد أن الجرعة الثالثة من اللقاح مهمة للغاية للحصول على مناعة كافية، محذرا من أنه في حال ظهور متغير أوميكرون في المغرب، فإنه قد يصيب أشخاصا محميين بشكل أقل، ومن هنا تأتي “ضرورة الجرعة الثالثة من اللقاح من أجل مناعة أفضل”.
- المملكة أكثر حرصا على حماية مواطنيها
وبنبرة أكثر تفاؤلا، أشار البروفيسور مولاي الطاهر العلوي، رئيس اللجنة العلمية المكلفة بالاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد19، إلى أن حالة المغرب “مميزة” بفضل استراتيجيتها المتعلقة بحماية السكان من الفيروس.
وأبرز “نحن بلد التلقيح”، مذكرا أنه بمجرد ظهور فيروس كورونا، وضع المغرب استراتيجية فريدة وفعالة .
وأضاف العلوي إنه “ما دامت الحدود مغلقة فنحن محميون”، داعيا في هذا السياق، الأشخاص غير الملقحين إلى التوجه إلى مراكز التلقيح ” لحماية أنفسهم بشكل أكبر من متغير أوميكرون”.
- التأكيد على فعالية اللقاحات ضد المتغيرات
من جانبه، أبرز رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية البروفيسور مولاي سعيد عفيف، أن أحدث الدراسات أثبتت فعالية اللقاحات ضد المتغيرات الجديدة.
وقال إن هناك 4.5 مليون شخص لم يتلقوا أي جرعة من اللقاح، و4 ملايين شخص استكملوا مدة 6 أشهر على أخذهم الجرعة الثانية عليهم الإسراع لتلقي الجرعة الثالثة.
وأكد الدكتور عفيف أنه “من المهم تعزيز المناعة خاصة لمرضى السكري”، مشيرا إلى أن هذه الجرعة الثالثة مهمة لتجنب ولوج عدد كبير من الأشخاص للعناية المركزة.
- الجرعة الثالثة ضرورة ملحة لجميع البالغين
وفي تصريح صحافي أكد الطبيب والباحث في السياسات والأنظمة الصحية، الطيب حمضي، يوم الجمعة الماضي، أن تسريع عملية التلقيح بالجرعة الثالثة، سيمكن من مواجهة “دلتا وأوميكرون”، وتسريع العودة إلى الحياة الطبيعية.
وقال إن “الجرعة الثالثة هي ضرورة ملحة لجميع البالغين 18 عاما فما فوق، بعد خمسة إلى ستة أشهر من الجرعة الثانية، لمواجهة متغير دلتا السائد، وكل الموجات التي يمكن أن تأتي خلال فصل الشتاء. وأشار إلى أن الجرعة الثالثة تعمل في غضون 48 ساعة وتقلل بشكل كبير من مخاطر الوفاة مقارنة بجرعتين”.
وسجل أن “تسريع عملية التلقيح على أساس نظام من ثلاث جرعات سيسمح لنا بمواجهة دلتا وأوميكرون وتسريع العودة إلى الحياة الطبيعية”.
وفي هذا الصدد، شدد حمضي على ضرورة استكمال الإجراءات التي تتخذها الدولة وذلك بالتزام المواطنين باعتماد التلقيح الكامل بثلاث جرعات والالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية، في أسرع الآجال.
- أوميكرون أكثر قابلية للانتقال
وأضاف في هذا السياق أن “أوميكرون أكثر قابلية للانتقال من دلتا، في انتظار تحديد درجة التفوق بينهما.
وبالمقارنة مع متحور دلتا، أشار حمضي إلى أن أوميكرون قد يكون أقل ضراوة، مشيرا إلى ملاحظات الخبراء في هذا المجال، حيث أنه من بين آلاف الإصابات، لم يتم تسجيل وفيات أو دخول المستشفى أو حالات خطيرة، مشددا على أن الحذر لا يزال ضروريا، لأن معظم الحالات الجديدة في جنوب إفريقيا هم حاليا من الشباب دون سن 40 عاما، ويستغرق الأمر وقتا أطول للحكم على الدرجة الحقيقية لتأثيره.
* وضعية وبائية مستقرة بالمملكة
هذا وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد أيت الطالب، قد أكد يوم الخميس الماضي بالرباط، أن الوضعية الوبائية بالمغرب مستقرة، تبعا لمؤشرات منظومة الرصد الوبائي الوطنية.
وأوضح الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في بلاغ تلاه خلال لقاء صحافي عقب انعقاد مجلس الحكومة، أن أيت الطالب أبرز في عرض قدمه أمام المجلس حول الوضعية الوبائية في ظل تطورات الجائحة على المستوى الدولي، أن الوضعية الوبائية بالمملكة “مستقرة، تبعا لمؤشرات منظومة الرصد الوبائي الوطنية، لتستمر الحالة في المستوى الأخضر، والذي يتميز بانتشار منخفض للفيروس منذ خمسة أسابيع”.
وأشار أيت الطالب إلى أن هذه الوضعية ” تقابلها انتكاسة وبائية في عدد من بلدان العالم، مع ظهور متحور (أوميكرون) الجديد والمقلق”.
- جديد الوضعية الوبائية بالمملكة
هذا، أما في جديد الوضعية الوبائية بالمملكة وفق آخر أرقام ومعطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لأول أمس السبت، فقد تم تسجيل 113 إصابة بالفيروس، و366 حالة شفاء مع تسجيل حالة وفاة واحدة بجهة الدار البيضاء سطات، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وبلغ عدد المتلقين للجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، مليون و977 ألف و 878 شخصا، وارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليون و 773 ألف و 562 شخصا، مقابل 24 مليون و 463 ألف و 555 تلقوا الجرعة الأولى.
فيما ارتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 951 ألف و 380 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 934 ألف و 739 حالة بنسبة تعاف تبلغ 98.3 في المائة، واستقر عدد الوفيات في حدود 14 ألف و796 بنسبة فتك تصل إلى 1.6 في المائة.
وبلغ مجموع الحالات النشطة 1845، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة 105 حالات، منها 3 حالات تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي.
- “أوميكرون” يصل إلى 11 بلدا افريقيا
من جانب آخر، وعلى المستوى الإفريقي، تم إلى غاية يوم الخميس الماضي تسجيل حالات إصابة بمتحور “أوميكرون” في 11 بلدا إفريقيا وفق ما أفاد به المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن سبعة بلدان جديدة أبلغت عن حالات إصابة بمتحور أوميكرون خلال الأسبوع ما قبل الماضي، مما رفع العدد الإجمالي للبلدان الإفريقية المتضررة إلى أحد عشر بلدا.
وأوضح المصدر ذاته أن الأمر يتعلق ببلدان جنوب إفريقيا وبوتسوانا ونيجيريا وغانا وأوغندا وزامبيا والسنغال وتونس وموزمبيق وناميبيا وزيمبابوي.
سعيد ايت اومزيد
تصوير: عقيل مكاو