تسمع الكثيرين يتكلمون عن «الجذور الحرة»، هذه الجزيئات العدوانية التي تهاجم خلاياكم، وحتى الـ (DNA). إنها تسرع الشيخوخة وتساهم في التسبب بالعديد من الأمراض المرتبطة بالتقدم في السن، تصلب الشرايين، مشاكل النظر، الخرف والسرطان.
من أين تأتي الجذور الحرة؟ من التلوث، المنتجات الكيميائية، التدخين، ولكن أيضاً من الوظائف العادية لخلاياكم.
خلاياكم بحاجة إلى أن تحرق الغليكوز لكي تعمل، وهذا يحدث في مصانع كهربائية داخل الخلايا تسمى الميتوكوندريات. وهو ما يمنحها الطاقة لتتقلص مثلا في حالة الخلايا العضلية، أو تبعث إشارات كهربائية لتتواصل في حالة الخلايا العصبية.
خلاياكم تدخن
مثلها مثل محرك يبث القليل من الدخان، حتى لو كان بحالة جيدة، خلاياكم “تدخن” وتبث جذورا حرة عندما تعمل، حتى لو كنتم تعيشون حياة صحية.
كلما مارستم الرياضة أكثر، واستخدمتم دماغكم أكثر، وعشتم انفعالات أكثر، باختصار، كلما عشتم حياتكم بقوة، كلما صنعتم جذورا حرة.
وليس هناك إلا طريقة واحدة، حسب معارفنا الحالية، للتخلص من الجذور الحرة: مضادات الأكسدة، وهي مواد موجودة بشكل طبيعي في جسمكم وفي الفواكه والخضار الطازجة، وخصوصا الملونة.
المشكلة هي أن خلاياكم لا تمتص بسهولة مضادات الأكسدة التي تأكلونها. تبقى الأغلبية في خارج خلاياكم ويتخلص منها الجسم بدون أن تدمر أي من الجذور الحرة.
فماذا تفعلون كي تساعدوا مضادات الأكسدة التي تأكلونها على الانتشار في خلاياكم؟
التأثيرات المذهلة للدهون
هناك طريقة بسيطة لرفع نسبة امتصاص مضادات الأكسدة بشكل كبير : كلوا خضاركم وفواكهكم مع دهون. ليس بالضرورة الزبدة أو اللحوم المصنعة: هناك العديد من الأطعمة التي تحتوي على الدهون الجيدة ويمكنكم بسهولة أن تأكلوها مع الفواكه أو تضيفوها لأطباق الخضار : إنها المكسرات (الجوز، اللوز، البندق…)، الأفوكادو (أو زيت الأفوكادو)، الزيتون وزيت الزيتون، وكذلك كل البذور (القرع، بذور الكتان المطحونة، بذور دوار الشمس…).
في دراسة نفذها الباحثون على الأفوكادو، لاحظوا أن استهلاكها في نفس الوقت مع الخضار في السلطة، يضاعف:
• نسبة امتصاص الليكوبين بـ4 أضعاف (الليكوبين هو مضاد أكسدة نجده في الطماطم)
• نسبة البيتاكاروتين بـ2.6 ضعف (نجده بوفرة في الجزر وبنسبة أقل في الخضار الخضراء ذات الأوراق).