كيف نعلمهم النظام والترتيب؟

أتعانين من الفوضى في البيت؟ لا أحد غيرك يرتب وجميع من في البيت يثير الفوضى؟ أتريدين أن تحلي هذه المشكلة وأن تجعلي أولادك أكثر تنظيما وترتيبا؟ ويلتزمون بمساعدتك في الحفاظ على تنظيم البيت؟ ما هو سر تربية أولاد مرتبين؟ هل هو مجرد حظ أم ضرب من التهديد؟
تربية الأطفال على النظام والترتيب ليست بالأمر السهل فعلا، ولكنها ليست أيضا بالأمر الصعب أو المستحيل، إنه السهل الممتنع، فالتعود منذ الصغر هو ما يسهل المهمة، وتذكري أن من شب على شيء شاب عليه، ولابد أن تكوني قدوة لأبنائك وترشديهم للترتيب والنظام دائما. وانتبهي لكونهم لا زالوا صغارا فلا تحزني إن عصوا لك أمرا أو تعلموا سلوكا من أقرانهم من المدرسة مخالفا عما تربوا عليه، ولكن عليك المثابرة في التربية فهذا دورك كأم، لا تكلي ولا تملي من النصيحة لهم وتوعيتهم دائما.

التعليم في الصغر

ابدئي بتعليم ابنك أو ابنتك مبادئ الترتيب والتنظيم منذ نعومة أظفاره ليصبح ذلك عادة لديه.
ولعل أفضل وقت تبدئين به بتعليمه الترتيب هو سن الخامسة. ففي هذا العمر عوديه على التقاط أغراضه وما إن يصبح في الثامنة من العمر ستجدين أنك لن تحتاجي إلى متابعته بعد الآن. ومن المهم أن تعوديه على إبقاء غرفة نومه وغرفة اللعب نظيفة مرتبة. وكلما وجدت الغرفة غارقة في الفوضى، أوقفيه عن أي شيء يقوم به واطلبي منه ترتيب الغرفة.

علميه أن يرتب حالما ينتهي

عودي الجميع (الأب والأولاد و والبنات) على التنظيف والترتيب حالما ينتهي، وذلك بوضع اللعبة التي انتهى منها في مكانها قبل أن يسحب الأخرى. وعلمي أولادك أن لكل شيء مكانا، مثلا عوديهم أنه بمجرد الوصول إلى باب البيت، هناك مكان حيث يعلقون معاطفهم ولا يجب أن يرموها جانبا حيثما يحلو لهم.
لكل شيء مكانه

لكي تساعدي نفسك وطفلك على النظام، حددي مكانا لكل نشاط، أي مكانا لتناول الطعام محددا لا يتغير، ومكانا للعب، ومكانا للمذاكرة، ومكانا لمشاهدة التلفاز. هذا يجعل الطفل متعودا أكثر على النظام. خصصي مكانا للألعاب يضع فيه الأطفال ما يلعبون به حالما ينتهون. وأفضل الأوعية لوضع الألعاب هي الأوعية البلاستيكية. ضعي على كل وعاء اسم الأغراض التي خصص لها، مثلا وعاء الألعاب ووعاء الملابس المتسخة…
بالنسبة لغير ذلك من الأغراض، استعملي الرفوف والأوعية المقسمة على شكل مكعبات.

كوني القدوة

الأولاد يتعلمون من المراقبة وهذا يعني أن عليك أن تظهري لهم وأن تعلميهم كيف يرتبون وينظمون أغراضهم، على أن تنظمي الأمر بحيث يسهل عليهم القيام بالترتيب بدون
مساعدتك فلو كانت عملية الترتيب معقدة فلن يستطيعوا الالتزام.
الطفل يعتمد على تقليد من هم أكبر منه خاصة من هم قدوة له كوالديه، فلابد أن نراعي أن تتسم جميع أفعالنا بالنظام والترتيب ونعود أنفسنا على ذلك كي يفعل مثلنا.. لا تؤجلي أعمال المنزل لأنها سوف تصبح متراكمة وسوف تجدين صعوبة في القيام بها في وقت لاحق. فالأصح أن تنظمي يومك ومنزلك وتعودي أطفالك على ذلك، اجعلي ورقة اكتبي فيها ما سوف يتم إنجازه اليوم (تنظيف- غسيل- طبخ- غسل أواني)، وانهي جميع أعمالك وجهزي ورقة اليوم التالي.
اجعلي أولادك يساعدونك بترتيب الخضار والفواكه، وطي الغسيل وترتيب الألعاب. ابدئي بتعليمهم ترتيب بعض الأغراض البسيطة، ومن ثم صعبي الأمر أكثر.

احتفظي بلوح

علمي طفلك أهمية النظافة الشخصية. علميه كيف يغسل يديه، وأسنانه وكيف ينظف نفسه عندما يدخل إلى المرحاض، وكيف يسرح شعره.
وحتى تعززي هذه العادات ضعي لوحة تقسمين عليها الأعمال اليومية. ضعي هذه اللوحة على حائط الحمام وكلما أنجز الولد عملا من هذه الأعمال ضعي إشارة “أنجز” ونقطة حسنة على العمل، وعندما يبلغ العدد رقما معينا كافئيه.
المتعة العملية
اربطي المهام المنوطة بطفلك بالمتعة، مثل استخدام الأغاني الهادفة للأطفال عند فعل شيء معين، يمكنك أيضا أن تضعي لطفلك مكافآت عندما ينجز مهام معينة أو عندما يهتم بالنظام والترتيب داخل وخارج المنزل. ويمكن استخدام اللعب والمنافسة أثناء ذلك بينه وبين اخوته.

 توزيع المهام

وزعي المهام على أبنائك وحاولي أن تجعلي بينهم روح منافسة شريفة. ولابد أن تكوني حازمة في أوامرك وحازمة في العقاب إن لم يفعلوا. توزيع المهام يشعر الكل بالمسؤولية والعمل الجماعي والمشاركة تجعلهم يعملون بحماس، وان كنت أما لطفل واحد فقومي بتقسيم المهام بينه وبينك والده، يمكن أن يقوم أحدهما بترتيب السرير والآخر بتجميع الألعاب وهكذا.

 الانسحاب

انسحابك في الوقت الصحيح، أي عندما تطلبين من طفلك بعض المهام أو تنظيم شيء ما، اتركيه وحده ينجز وضعي فيه الثقة، ودعيه يعتمد على نفسه ويكون مسؤولا، واتفقي معه على مكافأة مادية ولو بسيطة مثل أكلة مفضلة لديه، ولا تطلبي من طفلك إنجاز شيء ولا تراجعيه وتتركيه ثقة زائدة به منك، لابد أن تتابعي ما أنجزه لتكافئيه او لتعاقبيه، وأكثري من المدح والاحتضان إن أبلى حسنا.

علميه عواقب الفوضى
وقلة الترتيب

عندما يكسر الطفل لعبة بسبب الإهمال، ولا يمكن إصلاحها، علميه أنه لن يحصل على لعبة أخرى إلا إذا أنجز عددا معينا من الأعمال المنزلية، أو الانتظار حتى تأتي مناسبة مثل مناسبة عيد ميلاده. وسرعان ما سيتعلم أن يهتم بأغراضه.
النظام بوجه عام
لابد أن يتعلم طفلك أساسيات النظام بشكل عام، داخل المنزل وفي المدرسة وفي الشارع وفي النادي وفي منازل الأقارب، علمي طفلك إلقاء التحية، علميه أن ينتظر دوره في الصعود للحافلة، والاستئذان من المعلم في المدرسة… علمي طفلك انتظار من هو متقدم عليه لفعل شيء ما إلى أن ينتهي ثم يتقدم هو، وأن يحترم قواعد المرور وغيرها من السلوكات الإيجابية التي تدخل في بناء شخصيته بشكل إيجابي.

Related posts

Top