أنهى المكتب المديري الجديد للرجاء التعاقد مع المدرب لسعد شابي، واتخذ الرئيس أنيس محفوظ ومن معه القرار في اجتماع عقدوه ليلة الاثنين الماضي، واقتنعوا أن الرجل خارج برنامج العمل، وذلك استنادا إلى تقرير مفصل أعده المدير التقني البلجيكي باتريك دو ويلد.
وضمن التقرير تقييما لحصيلة عمل المدرب لسعد جردة الشابي، وتم ذلك بعد ثلاثة عشر يوم من تولي المكتب الجديد المسؤولية، وساعات عقب التعادل في الديربي أمام الوداد.
ويبدو أن أراء المدرب وأسلوبه في تدبير الفريق لم يكن إيجابيا، تخللته خلافات مع لاعبين وعناصر في الطاقم التقني، وقد تابع الجميع ما حدث حول شارة العميد بين اللاعبين أنس الزنيتي ومحسن متولي، مما دفع المدرب إلى إبعاد هذا الأخير وحرمانه من المشاركة في رحلة كوتونو والمشاركة في نهائي كأس الكاف.
وهو ما حدث أيضا مع محمود بنحليب وسند الورفلي وزكرياء الهبطي وبولهرود الذي لم ينعم بفرصته، وكيف أقدم المدرب إبعاد أحمد العينين من تدريب حراس المرمى، ومحمد بكاري المدرب المساعد، دون أي توضيح في غشت الأخير، وعمل المدرب لسعد على إلحاق مدربين تونسيين بالفريق الأول.
والتحق الرجاء بالرجاء في ثالث عشر أبريل إثر الانفصال عن المدرب جمال السلامي بسبب الهزيمة في الديربي، وفي ظرف مشتعل ترجم فيه جمهور الرجاء الغضب وطالب بالتغيير.
وخلال 210 يوم قضاها في المهمة، اعتمد المدرب لسعد على التركيبة المتوفرة والتي أعدها السلامي، وتوج مع الفريق بلقبي كأس الكاف، وكأس محمد السادس للأندية العربية، والرجل يدرك جيدا أنه يشرف على تأطير الرجاء، فريق كبير وطنيا وقاريا ووصيف البطل في مونديال الأندية.
وقد تمكن الشابي من إنجاح الاستمرار في درب الإيجابيات وقيمة ورصيد الطرفين واضح، حيث الرجاء في مساره أحرز أكثر من ثلاثين لقب وحضوره وازن، في حين يبقى المدرب لسعد بلقب واحد في مساره المهني (كأس تونس)، أحرزه مع نادي إتحاد المنستيري قبل الالتحاق بالرجاء.
وقرر المكتب المديري للرجاء الانفصال وديا عن المدرب لسعد شابي، وتم فك الارتباط بالتراضي والغريب أن الرجل وفي حديث عن الحدث طلب منا الرجوع إلى التاريخ معلنا أنه المدرب الأجنبي الوحيد الذي قاد فريقا في 40 مباراة ولم ينهزم سوى في 04 مباريات.
ولم نجد تبريرا لهذه الإشارة والتي تبقى خاطئة ولا أساس لها من الصحة كون أن لسعد الشابي لا دراية له بتاريخ الأندية المغربية والمدربين الأجانب الذين تعاقبوا على تدريبها، وهو لا يعرف الفرنسي الراحل كي كليزو الذي درب فريق الجيش الملكي في الستينيات (لسعد الشابي وقع الميلاد في غشت 1961) وقاد كليزو الفريق العسكري للفوز بلقب البطولة والمسابقات ولم ينهزم في موسم 1963 – 1964 سوى في 3 مباريات وفي موسم 1967 – 1968 سجل 3 هزائم فقط، وفي 1969 – 1970 هزيمتان.
والمدرب وحيد خاليلوزيتش الذي يؤطر المنتخب الوطني الأول اليوم درب الرجاء بعد المدرب محمد العماري وأحرز معها اللقب في موسم 1997 – 1998 ولم ينهزم سوى في مباراة واحدة.
ونتائج مجموعة من المدربين الأجانب كانت مميزة وأرقى مما يحاول لسعد إبرازه وقراءة في مسارات المهدي فاريا، وجون توشاك، وأوسكار فيلوني، وخوصي روماو، وسيباستيان يوري، وجان بيير كنايير، وفيرناندو كابريتا، وأور وتز، وإيلي بالاتشي، باكو رويز، وبيير ماندرو وغيرهم.
ولن تنسى كرة القدم المغربية هؤلاء المربيين، ومنهم الفرنسي كي كليزو والبرازيلي خوصي المهدي فاريا، وما أنجزاه مع فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني، والأرجنتيني أسكار فيلوني الذي مارس التدريب في ثلاث قارات شأن زميله فاريا والثلاثة كليزو وفاريا وأوسكار خدموا كرة القدم الوطنية، عاشوا ضمن مكوناتها وارتبطوا بالمغرب حتى الموت، ودفنوا في بلد أحبوه واحتضنهم صدق ووفاء.
لسعد شابي لم يصنع مجد الرجاء خلال 210 يوم، بل عاش ضمن المؤسسة فترة حقق فيها مع النادي لقبين إنضافا إلى رفوف خزانة مليئة بالألقاب والدروع وأثار تاريخ كتبه رجال خلال 72 سنة، وتعاقبوا على التسيير منذ التأسيس، وعلى التدريب والدفاع عن القميص تؤطرهم جماهير تجسد رأس المال الحقيقي بالحب والدعم، والرجاء قائمة مستمرة والأشخاص يتبدلون والأمجاد مرتبطة برجال مختلف الأجيال.
لسعد الشابي ليس المدرب الأجنبي الوحيد المميز
الوسوم