تناقلت المواقع خلال بداية الأسبوع، خبر إقالة إدارة نادي المغرب الفاسي، للمدرب عزيز بنعسكر، وتعويضه بمدرب فئة الأمل عمر حاسي.
ويعود سبب هذه الإقالة السريعة، إلى فشل هذا المدرب الذي يخوض التجربة الأولى بالدوري المغربي، وهو الحديث العهد بمجال التدريب، في إعادة الفريق لسكة الانتصارات، وعدم تحقيق نتائج إيجابية خلال الجولات الأخيرة.
كما تناقلت الأخبار أيضا، اقتحام الإلتراس مقر تداريب الفريق، ومنع بنعسكر من الإشراف على الحصة التدريبية، التي أعقبت الهزيمة أمام مولودية وجدة، برسم الجولة الثالثة والعشرين، مما ساهم في إجبار إدارة الماص على التعجيل، باتخاذ قرار الإقالة وفك الارتباط.
إذن هناك سببان رئيسيان وراء هذا الطلاق، بعد شهرين فقط من التعاقد، أولا سوء النتائج، وثانيا رفض الإلتراس مواصلة بنعسكر لمهامه، إلا أن هناك سببا آخر عجل باتخاذ القرار، ويتمثل في التصريحات التي انتقد فيها بنعسكر، ظروف التدريبات، والتي وصفها بـ”المزرية والقاسية”.
فخلال اللقاء الصحفي الذي أعقب مباراة وجدة، أكد أن اللاعبين يغيرون ملابسهم في مرآب السيارات، وأنه لا يملك مقرا خاصا به، ويستعمل سيارته كمكتب لممارسة عمله.
تم حاليا الاستعانة بعمر حسي، في انتظار التعاقد مع مدرب جديد، وإذا تم ذلك، فسيكون هو الرابع هذا الموسم، بعد التونسي عبد الحي بن سلطان، وعبد الرحيم شكيليط، هذا الأخير الذي عوضه بنعسكر…
وسبق أن انتقدنا طريقة تعامل مسؤولي “الماص” مع المدربين، إذ يغيب أي منطق، سواء في طريقة التعاقد او كيفية الانفصال، مع أن بن سلطان، احتل مع الفريق الموسم الماضي الرتبة الرابعة، وبعد دورتين من بداية بطولة هذا الموسم، تم الانفصال عنه.
بعد ذلك تم تكليف شكيليط بالمهمة لكن بشكل مؤقت، إلا أن هذا الأخير فاجأ الجميع بتحقيق نتائج إيجابية، حسنت من وضعية الفريق، رغم الظروف الصعبة التي اشتغل فيها، خاصة بعد مغادرة بعض اللاعبين الأساسيين الفريق بصفة تلقائية، بسبب عدم التوصل بالمستحقات المادية.
وعوض العمل على حل المشاكل العالقة، ودعم المدرب الذي تحمل المسؤولية في ظروف جد صعبة، وبأقل تكلفة ممكنة، سارع الرئيس إسماعيل الجامعي، إلى إقالة شكيليط، وتعويضه ببنعسكر، ليلتحق هذا الأخير بقائمة المقالين بعد تجربة، لم تتجاوز مدتها الشهرين.
هكذا تدار الأمور داخل النادي الأول بالعاصمة العلمية، تخبط، ارتباط، وعشوائية في اتخاذ القرارات، فريق يعاني من خصاص مالي، لا يتوفر على بنيات أساسية، يفاجئ المتتبعين في كل مرة بتغيير المدربين، لينطبق هنا المثال الشعبي الشائع: “الكار خاسر ويتم في كل مرة تغيير الشيفور”…
المؤكد أن فريق المغرب الفاسي لا يتوفر حاليا، على إمكانيات تمكنه من المنافسة على الألقاب، كالجيش الملكي، الوداد والرجاء، وبالتالي، فإن المبالغة في الحلم، تعد مغامرة لافتقاد الأسس المنطقية والمعطيات الواضحة.
وهنا يتأكد بالملموس أن التخلي عن شكيليط والطاقم المرافق له، كان خطأ فادحا، فأبناء الفريق أبانوا عن حنكة وطموح وسخاء في العطاء، وبدل أن يتم تقديم الدعم والمساندة، والعمل على توفير الإمكانيات الضرورية، كان الهروب للأمام، بتغيير المدرب ومن معه…
والمثير للانتباه أن شكيليط، ترك الفريق وهو يحتل المركز التاسع برصيد 22 نقطة، وحاليا يحتل نفس المركز برصيد 29 نقطة، أي أن بنعسكر أضاف سبع نقط من انتصار واحد، أربع تعادلات، وثلاث هزائم، مع إقصاء من مسابقة كأس العرش أمام متذيل الترتيب اتحاد طنجة، وبمدينة فاس…
وفي ذلك عبرة لمن يعتبر، أما الذي لا يعتبر، فليس أهلا للمسؤولية أصلا…
محمد الروحلي