للتخفيف من معاناة أزواج مع العقم: تدشين أول مركز عمومي للمساعدة الطبية على الإنجاب

تم، مؤخرا بالرباط، تدشين أول مركز عمومي للمساعدة الطبية على الإنجاب متخصص في التكفل بطريقة عصرية بعقم الأزواج.
وأبرز مدير المركز الاستشفائي الجامعي إبن سينا عبد القادر الروغاني، خلال حفل تدشين المركز الواقع بمستشفى الولادة الليمون (مركز للصحة الإنجابية)، أن “هذا المركز العمومي للمساعدة الطبية على الإنجاب، الأول من نوعه في المغرب، سيخول للأزواج المغاربة الذين يعانون من العقم من الاستفادة من آخر التقنيات العلاجية بتكاليف مناسبة”.
من جهته، أوضح مدير مركز المساعدة الطبية على الإنجاب رشيد بزاد أن المركز يتوخى، أساسا، التكفل بعقم الأزواج على مستوى التشخيص والعلاج، بشكل مهيكل في المرافق العمومية ابتداء من المركز الصحي ووصولا لمركز المساعدة الطبية على الإنجاب، والتخفيف من معاناة الأزواج العقيمة، خاصة لدى المرأة العقيم.
وأوضح أن المركز، الذي أحدث في إطار مشروع مولته اللجنة الجامعية للتنمية البلجيكية والمركز الاستشفائي إبن سينا، يتوخى تقديم علاجات بامتياز في إطار إنساني والتوفر على أرضية للتكوين الأكاديمي والممارسة في مجال التكفل بالعقم.
كما يروم المركز، يضيف بزاد، تمكين الأزواج الذين يعانون من العقم من خدمة المساعدة الطبية على الإنجاب ذات جودة وبتكلفة مناسبة، وجعله وحدة للتكوين والبحث، والتكفل بجميع وضعيات العقم الميكانيكي أو ما يصطلح عليه ب”التكيس المتعدد للمبيض”، سواء على مستوى التشخيص أو العلاج داخل المركز الوطني للصحة الإنجابية، وتقليص تكاليف تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب.
وتتمثل أنشطة المركز في تشخيص أسباب العقم ووضع بروتوكولات علاجية مناسبة، وتأمين متابعة منتظمة وشخصية للزوجين، وبرمجة الولوج لمختلف تقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب، والتكفل بالتعقيدات المحتملة، ومواكبة الزوجين حتى حدوث الحمل، مع اعتماد ثلاث تقنيات للإنجاب بواسطة المساعدة الطبية تتمثل في التلقيح الاصطناعي، والتلقيح المجهري، والتخصيب خارج الرحم. ويتضمن المركز الجديد مختبرا ووحدة لاستقبال الأزواج العقيمة، وأماكن للكشف الصحي، والفحص بالصدى وغرفة عمليات، فضلا عن مكاتب للموظفين.
كما يضم فريقا متعدد التخصصات من أطباء النساء والتوليد واختصاصيين في البيولوجيا وممرضين ومسؤولين إداريين خضعوا مسبقا لتكوينات عالية المستوى بمؤسسات متخصصة في بلجيكا.
وسيخول إرساء هذا المشروع، الذي تطلب مبلغا إجماليا قدره مليون أورو يتقاسمها بالتساوي المركز الاستشفائي إبن سينا واللجنة الجامعية للتنمية ببلجيكا، تقليص الفاتورة التي يتحملها الأزواج في حالة العقم، إذ أن المراكز ال15 القائمة حاليا في المملكة تعود جميعها للقطاع الخاص بتكلفة عالية جدا تجعل الساكنة المتوسطة والضعيفة الدخل عاجزة عن الولوج إليها.
ويأتي افتتاح المركز تماشيا مع توجيهات الرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في المناظرة الوطنية الثانية للصحة بمراكش في فاتح يوليوز 2013 بمراكش والتي أكد فيها جلالة الملك أن “حق الولوج للخدمات الصحية، الذي كرسه الدستور الجديد للمملكة، يعد دعامة أساسية لترسيخ المواطنة الكريمة، وتحقيق ما نتوخاه لبلدنا من تنمية بشرية شاملة ومستدامة”.
ويتمثل الشركاء الرئيسيون للمشروع في مختبر البحث في التوالد البشري بكلية الطب التابعة للجامعة الحرة ببروكسيل، ومصلحة أمراض النساء والتوليد بمستشفى إيرازم ببروكسيل، وجامعة لييج، وكلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد الخامس بالرباط، ومركز الصحة الإنجابية التابع للمركز الاستشفائي الجامعي إبن سينا.

Related posts

Top